هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.
عقد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي في الثاني من يونيو الجاري ندوة لمناقشة أفق توسيع التعاون في مجالات الأمن الداخلي Homeland Security ، بين الولايات المتحدة والهند، فيما يبدو ردًا على التحركات الباكستانية التي تدعو إلى تقليل التواجد العسكري الأمريكي على أراضيها وكذلك بسبب ما يراه محللون أمريكيون من وجود تعاون بين الاستخبارات الباكستانية والجماعات الإسلامية المسلحة، التي تراها الولايات المتحدة خطرًا عليها وعلى حليفتها الاستراتيجية في المنطقة الهند.
وقد ناقشت الندوة أبعاد الأمن الداخلي في كلا البلدين في قضايا تتعلق بغسيل الأموال والأمن الرقمي وأمن المنشآت الحيوية وغيرها. وقد شاركت في الندوة مسئولة الأمن القومي الأمريكي جانيت نابوليتانو والتي تحدثت عن رحلتها الأخيرة إلى الهند لإنشاء حوار في الأمن الداخلي بين كل من الولايات المتحدة والهند، وقد أدار الجلسة السفير كارل أنديرفورس وأوضحت فيه نابوليتانو أجندة الولايات المتحدة للتعاون في مجالات الأمن الداخلي مع الهند، في أربعة نقاط أساسية، وهي: 1. مجال تأمين سلسلة الإمدادات العالمية. 2. عمليات التأمين الشرطي في المدن الكبرى ومكافحة المخدرات. 3. مكافحة التمويل الإرهابي والتزوير. 4. تأمين البنية التحتية الرقمية. وترى الولايات المتحدة والهند التنظيمات الإسلامية المسلحة كعدو مشترك لها، حيث تتهم الهند جارتها باكستان بأنها تأوي وترى تلك الجماعات الإسلامية المسلحة وبأنها شنت هجوم مومباي الذي أودى بحياة العشرات، في حين ترى الولايات المتحدة المنطقة التي تقبع فيها كل من باكستان وأفغانستان على أنها المنطقة الأخطر في العالم وأنها بها ملاذات آمنة لما تعتبر إرهابيين. وقد أكدت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية أن الامن الداخلي والأمن الدولي يسيران في خطين متوازين يدًا بيد وأن رحلتها الأخيرة للهند تعد جزءًا من بناء هيكلية عالمية للتعاون في مجالات الأمن الداخلي. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي وتنتظر وقوع الأخطار وتصل إلى داخل الولايات المتحدة، لذا فإن التعاون الدولي يعد هامًا للغاية بالنسبة لأمن الولايات المتحدة. وقد صرحت أن الحوار مع الهند سوف يحسن الأمن في كلا الدولتين عن طريق التأكيد على عملية بناء القدرات في المجالات الأربعة المشار إليها عاليه. ويشير التقرير إلى أنه في أثناء رحلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخيرة إلى الهند في نوفمبر الماضي أعلنت كل من الولايات المتحدة والهند عن حوار جديد بشأن قضايا الأمن الداخلي بين وزارة الأمن الداخلي الأمريكية وبين الوزير الهندي للشئون الداخلية. وقد عادت الوزيرة نابوليتانو لتوها من الهند حيث ناقشت في زيارتها أوجه التعاون في حماية البنية التحتية الهامة والأمن الرقمي وكيفية القضاء على عمليات التحويل المالية غير الشرعية، بالإضافة إلى توسيع عملية تبادل المعلومات الاستخباراتية مع نظرائها في الهند. وكما صرحت الوزيرة نابوليتانو فإن "الأمن الداخلي للولايات المتحدة لا يبدأ من الحدود الأمريكية ولكنه يبدأ مع شركاء الولايات المتحدة الدوليين لرصد وردع الإرهابيين والأفراد الآخرين الذين يمثلون مخاطر على المواطنين حول العالم.