** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الحب يا شباب... احذروا درس النمل البشري... الأحد 12 كانون الثاني (يناير) 2014 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: لحسن وزين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نعيمة
فريق العمـــــل *****
نعيمة


عدد الرسائل : 360

تاريخ التسجيل : 14/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

الحب يا شباب... احذروا درس النمل البشري...  الأحد 12 كانون الثاني (يناير) 2014 تقييم المقال : 1 2 3 4 5   بقلم: لحسن وزين    Empty
29042015
مُساهمةالحب يا شباب... احذروا درس النمل البشري... الأحد 12 كانون الثاني (يناير) 2014 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: لحسن وزين



الحب يا شباب... احذروا درس النمل البشري...  الأحد 12 كانون الثاني (يناير) 2014 تقييم المقال : 1 2 3 4 5   بقلم: لحسن وزين    Arton12745-67f31
جثث ودماء وصمت رهيب تمزق صحوه المتوثب من حين لأخر قنابل تخبط وتدك بشكل عشوائي ما تبقى من أنقاض المدن والقرى. أصوات مخنوقة لرجال ونساء وأطفال يرمون في معتقلات مجهولة، وآخرون يجهزون في ساحات إطلاق رصاص الإعدام. غبار ورماد وروائح تعفن الجثث من تحت المنازل المهدمة. قتل مجاني وتمزيق في عز الظهيرة للحم البشري. فتاوي متأخرة في حق البشر و القطط والكلاب المنتقاة للذبح الحلال في يوم ذي مسغبة. وسوسن تتحرك ببطء غير آبهة بصوت الرصاص الملعلع. ضباب الحزن والألم يلفها ويسدل على روحها وشاحا أسود، بينما الريح تلعب بخصلات شعرها التائهة في بحر الموت، وهسيس أمواج زمن العمر المغضن يصرخ بحرقة الأسئلة المتناثرة فوق أنقاض المدينة المهدمة بشكل يخرج المخاوف المنسية والمجهولة والمترسبة من تجاويف الصخور النتئة للذات الهاربة في وهم وطن تمتطيه قيادات الوحل والدم والإرهاب. وحين تلتمع تلك الأسئلة وهي تلامس الجثث تصرخ الدماء المغدورة برشاش الوطن.
تصل المرأة إلى قبو الملجأ، أحد الكهوف الموغلة في زمن الغزو و الفتن والحروب القبلية للملل والنحل الدينية. رائحة الخذلان والانكسار وانهيار الفرح الموبوء، والأمل المغشوش بسم أفاعي التقومن والتأسلم والتمركس للجزم العسكرية الوطنية الملمعة بدماء الشعب، تغمر قبو الملجأ، حيث عشرات من الرجال والنساء والأطفال يحتمون من أسلحة القاتل والسفاح المجهول. عيون أدمية في زوايا القبو تحمي أرواحا متهالكة حزينة من رصاصة رحمة القسوة المنتظرة. سوسن المرأة الستينية تقف الآن وسط القبو. تصوب فوهة عينيها صوب زوجها المرمي كسقط المتاع. ملامح وجهه تقززها وتشعرها بالغثيان، تذكرها بالخرقة المبللة بدم العادة الشهرية وهي تتخلص منها في كيس القمامة بعنف مقرف ساخط على التاريخ الأحمر للجنس العربي المسلم. هكذا كما تومض البروق، في أفق الشمس الغاربة في زمن الخريف، سقط تعب حلم العمر، ليس كما تفقد الأشجار أوراقها وإنما نسغها الحي. تقترب سوسن وهي تصوب فوهة عينيها المعبأة والمشحونة برصاص حقد صبر العمر.
فجأة ودونما سابق إنذار ينهمر رصاص روح المرأة المشتعل حقدا على جسد الرجل الأجوف المتهالك الذي ينظر ولا يرى، عيون ذابلة، تائهة، غارقة في يم ذاكرة العمر المخطوف بموت النهايات المنبئة بشلالات دماء تحول الاجتماع البشري. تنكمش بخوف الألم والمرارة الأجساد الأخرى لعشرات الرجال والنساء والأطفال، وهي ترى وتشم حرائق اللحم والروح البشري المتدفق من كلمات صراخ سوسن.
تذكر أيها الكلب المنحوس بعد زواجنا بستة شهور كيف جئت تخبرني ببرودة القاتل المتمرس على ذبح الإنسان، وتقطيعه على إيقاع الشاي أو النبيذ المعتق. تذكر يا ابن الشرموطة والقواد الأعرج كيف أخبرتني بميولك العاطفية نحو امرأة أخرى. ما الذي كان ينقصني الجمال أم الرغبة أم العواطف الجياشة أيها البغل. كنت تتكلم والفرح ينضح من محياك معريا انشراح هيجان شهوة عواطف عضوك الجنسي.
ترسم حركة العضو الجنسي بيدها بين فخديها، وتنكسر عيون جمهور القبو بخجل بائس. ثم تضرب صدرها بعنف، أنت لم تكن تملك قلبا يعشق النساء، ويعرف معنى الجمال والحب، واصطدام فرح الأجساد المتضامة بموج الحب، وهي تلقح عنفوانها العاطفي والجنسي بالزبد الأبيض للرغبة المرتطمة بالصخور الحادة لعصاب الكبت المزمن. ستين سنة وأنا أنحت ذاتي، لأبدع عصابي المميز والمتمايز ، ابتكاري الاستثنائي لبصمة سجل الرغبة المقموع، لتتفرد هويتي كامرأة تحلم بفرح عشق يولد وينمو ويزهر بندى الحب المنساب من أوردة القلب ليعم سائر الجسد باللهفة المجنونة للقبل والضم والعرق المتفصد من مسام الرعشة الكبرى على حافة اللذة و الموت. ستين سنة والكوابيس تمرغني في وحل الخيالات المسعورة لغولة الشهوة العمياء وهي تمتص دمي كل مساء.
ستين سنة وأنا أطارد الأوهام والأحلام في اليقظة والمنام، وأحسد أسراب الطيور المهاجرة وهي تمرق في الأعالي، وأنت تهلوس وتهذي بجنون عظمة المال، و هواجس تكديس الثروة، وامتلاك العقارات، واللبس على آخر موضة. هكذا ضللتك أطياف قوس قزح الربح في ظلال ألوان حدائق أمل الارتقاء الاجتماعي، فقايضت العمر الذي لم يكن عمرك وحدك بسحر خرافة المال. تبتسم المرأة بسخرية لاذعة لطيف الماضي الذي أضاء إحدى غرف الذاكرة المعتمة والممضة. تذكرت كيف كانت تنتظر زوجها في مرجل السهر، وحمى العزلة، ممزقة بنار الرغبة النزقة الحمقاء. وهي تتذكر كانت الدموع تهطل بغزارة من عينيها، وربما من كل جسمها الحي. كانت هناك في فيافي ذاكرة الماضي محلقة، ضائعة، وجسدها الآن يرتعش وسط حشد جمهور القبو الذي يتابع بمرارة حفلة تعذيب مرهبة لامرأة غريبة، متعبة و مقهورة. أغلب الحاضرين يكفكفون دموعهم بألم لا يخلو من شعور العجز إزاء الاستسلام لمشهد القهر و الظلم والقتل وهو يتحدى رغبة الإنسان في عيش حياة الحرية والكرامة والثورة.
انتحار جريء في عمق الجميع يقطع الشرايين، ويفصل القلب عن نبضه، وهذه المرأة حبل يلتف على عنق الحاضرين معلنا نهاية ما تبقى من حشرجة الروح. صوت الغرغرة يكاد يسمع. وكما تحدث الزلازل صدفة انتفضت المرأة بفرح كبير وهي ترى الجميع غارقين في صلاة البكاء، و طقوس الأنين. كانت تحثهم وتشجعهم على مواصلة البكاء دون خجل أو إحساس بالنقص، خاصة بالنسبة للرجال. في نفسها قالت ما أجمل أن يبكي الإنسان عمره عوض أن يبكيه الآخرون. هل حدث هذا أم أن سراب صدمة الذاكرة نسج خياله الخادع. بعد لحظة مجهولة في الزمن شرعت تبحث تحت ثيابها في صدرها، تحاول أن تخرج شيئا قد أحكمت قبضتها عليه. عشرات عيون جمهور القبو مشدودة بخيوط الأسى والحزن والمرارة وآلاف الأحاسيس الملعونة و الغامضة تجاه فوهة الغضب البركاني المنفجر من صراخ سوسن وهي تتحرك وسط القبو، كما لو كانت على خشبة مسرح الدماء والخراب الوطني. تقفز سوسن بعنف لا يخلو من تجهم قسمات الوجه، لكأنها تتقمص موقفا مأساويا غاية في الرعب والفزع الكارثي. تخرج قبضتها تلوح بذراعها كما لو كانت تهدد بمدية في وجه زوجها اللابد في مكانه كهر أفزعته صدمة القتل والمجازر المروعة المفاجئة، فأصيب بنوع من فقدان الذاكرة والتبلد.
آه أيها الكلب المعتوه خسرت كل ما كنت تغرسه من حب المال في قلبك، حتى المنزل المتواضع انهار في ومض القذائف، فصار أثرا بعد عين. ستين سنة وأنا أتوسل إليك بتكديس الحب، و أن خير الزاد المحبة التي تولدها لذة الأجساد ونقاوة الروح، أحسن من لهفة هلوسات وساوس المال والمكر والخداع، وآلاف الأساليب الهمجية للعصابات، وسراق ثروة و ثورة و تعب وأمان الشعوب. تذكر أيها الجرذ النتن كيف كنت تقذفني بتهمة العهر وشبق المومسات المسعور. ثم تفتح قبضتها مقهقهة بسخرية في وجه صور الماضي الهاربة، لكن سرعان ما تغير مناخ أعماقها، إذ داهمتها الرعود والبروق والعواصف، فانهمرت ضحكتها نشيجا حادا والدموع تنساب بين أخاديد وجهها.
هكذا كانت تخرج من حالة نفسية لتدخل حالة نفسية نقيضة دون تصنع ولا تكلف. انظروا بعد ستة عقود لاشيء في القلب، وهذا الكلب الأجرب يزمجر في أذني “يا امرأة لك في النمل قدوة حسنة”، الله يلعن أبوك وأبو النمل يا جرذ القواد الأعرج. ليس في هذي الأرض غير النمل، هذا الرقيق الحشري الذي لا يعرف غير الكد والكدح، وكأن الحياة مؤونة في البيت وثياب في الخزانة. فأخذت تغني وترقص وتتمايل كشجرة هرمة تحب أن تموت واقفة. الله يلعنك ويلعن أبو النمل، فأين الحب و الغناء والرقص والعناق والقبلات الحارة في الزوايا المظلمة، وعلى عتبات المنازل، والمحطات والمطارات الموعودة بشوق العودة إلى سواحل الحضن الدافئ، موطن المتعة، وقرب شواطئ البحر، وعلى امتداد بساط عشب الجسد المبلل بندى شهوة اللذة. هذا هو الزاد الذي لو كنا نملك قليلا منه الآن لاندحر الموت وولى هاربا.
شرعت تردد كلاما من ألف ليلة وليلة يشبه فيه الجماع القتال “أردت أن أختبرك في الميدان وأنظر ثباتك في الحرب والطعان، وهؤلاء الذين معي كلهم جواري وكلهم بنات أبكار، وقد قهرن فرسانك في حومة الميدان”. تصرخ في وجه جمهور القبو المرتعش خوفا من سقوط قذائف طائشة، أو قذائف بنت حلال مجهولة. تمسك بكامل قبضتها شعرها، فتقول: خذوها مني يا شباب نصيحة من شيب العمر في مذلة وسخ مال ربح الخسارة، وأنا أدور بغبش يغلل عيناي وراء حمار الطاحونة هذا، ما أفلحت امرأة تزوجت حمار الطاحونة المعصب البصر والبصيرة، القلب والدماغ والوجدان، والله وأقسم بقلبي المطعون بسهام هذا النمل البشري الحقير، الحب وحده قادر على هزم الطغاة و تخطي مجازر الدماء والموت. الحب يا شباب.. احذروا درس النمل البشري الحقير...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الحب يا شباب... احذروا درس النمل البشري... الأحد 12 كانون الثاني (يناير) 2014 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: لحسن وزين :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الحب يا شباب... احذروا درس النمل البشري... الأحد 12 كانون الثاني (يناير) 2014 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: لحسن وزين

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: