** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الرواية والتمركز حول النص

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وردة
مرحبا بك
مرحبا بك
وردة


عدد الرسائل : 72

الموقع : حضن الحبيــب
تاريخ التسجيل : 09/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

الرواية والتمركز حول النص Empty
25062010
مُساهمةالرواية والتمركز حول النص

ـــــــــــــــ

إذا كانت الكتابة عند البعض سيلاً جارفاً من الحروف والكلمات والجمل،
فعند البعض الآخر حفراً في التراكم المعرفي والحضاري والثقافي ، وفي كلتا
الحالتين هي حالات متراكمة، ونسيج من اللغة والثقافة والصورة، يحاول الكاتب
والمبدع إبرازهما بشكل أو بآخر، لذا جاء القول الشفاهي والشعر والسرد
ليضعنا أمام دائرة مفتوحة المحيط .
ولأننا في مقام السرد
الروائي هنا فلا نعطي لمتخيلنا وقلمنا الانحراف ليخرج من دائرة هذا المقام ،
وما يحمله ويتصف به. وإن الرواية التي راحت تضيء في سماء العالم العربي
منذ رواية " أنا أحيا " للكاتبة ليلى بعلبكي، ورواية " زينب " للدكتور محمد
حسين هيكل، وحتى يومنا هذا حيث راجت دور النشر والمكتبات بنتاج الروائيين
العرب، مما جعلها أن تبني مجداً عالياً، ومكانة مرموقة بين آداب العالم
عامة، وبين الرواية العالمية بشكل خاص.
وما نيل الرواية العربية هذه
المكانة إلا لأنها كانت ولا تزال ترى على أنها أفعال عصية وأقوال مشفرة
وقوانين مخبأة في عقول ومتخيل الإنسانية وموروثها التاريخي والحضاري .
والرواية على اختلاف المفاهيم والرؤى حول دلالاتها الشكلية والفنية
والتقنية إلا أننا لا تستطيع فكها من أقوال التاريخ فيما يتعلق الأمر
بالرواية التاريخية، وكذلك التراث المنسوج بالقيم والعادات والأعراف
الاجتماعية والشعبية، ولعبة الحاضر وما يترتب على ذلك من واقعية متخلية
وذهنية في العمل والبناء والطرح، وحركة المستقبل وتطلع الإنسان نحوه، ذلك
المستقبل الذي يتطلب رؤية ثاقبة نحو الآتي المجهول معلمه أو بعضه .

الرواية
العربية أقوال مشفرة وقوانين مخبأة في عقول ومتخيل الإنسانية وموروثها

وإذا لعب الشعر ردحاً من
الزمن في شحذ العقول والوجدان، وسعى إلى غرس مفاهيم القراءة الواعية
والتأمل الواعي في دلالات اللغة والمفردة، فالرواية أعطت مجال الإنسانية
قدراً أكبر، وفسحة أوسع لما تتميز به من سعة الفضاء والأفق وإمكانية الطرح.
راحت الرواية صديقاً ليس للشعر وعضيداً لفنونه ومجالات الإبداع فيه فحسب،
بل صديقاً للمتلقي لتكون قريبة منه، ومن وعيه وطموحاته، ووجدانه وتحولاته
اليومية والزمنية، وتسعى إلى أن ترتقي باللغة الشفاهية اليومية، إذ ساهمت
الرواية في فهم الواقع، وطرح مشكلاته، ومناقشة ماضي المجتمعات، وتحليل
الحاضر، واستشراف المستقبل، من خلال طرح العديد من القضايا التي تعتبر من
أهم قضايا الإنسان العربي، مثل: علاقة الإنسان بالآخر، الهويات، الأثنيات،
المرأة، الدين والطوائف، الثقافات السائدة، وتطلع المجتمع والأفراد، وغيرها
من القضايا المرتبطة بتكويننا الحضاري والثقافي والاجتماعي والأنثربولوجي،
تلك القضايا التي اهتمت تجاهها الرواية لتتعامل معها بلغة وأسلوب وخيال
يسمح لنا - نحن المتلقين - المتابعة الحثيثة ، والقراءة الواعية ، والتأمل
بغية التأويل وطرح الأسئلة.
ولكن في الوقت نفسه لم تلغِ
الآخر، بل لا يمكن لأي جنس الاستمرار إلا في وجود استمرار الآخر، بمعنى أن
لا يمكن للرواية من وجود إلا بوجود الآخر الذي ينافسها أو تنافسه، يقرأها
وتقرأه، تأخذ منه ويأخذ منها، كما أن هويتها تتضح أكثر وعلاماتها تبرز بشكل
جلي كما برز التباين والتقاطع مع الآخر.
وعبر تراكم الإصدار الروائي عالمياً وعربياً بدأت الأسئلة الكثيرة تتبرعم
وتنمو بين الحين والآخر، تلك الأسئلة التي تثير الاهتمام بهذا المنجز
الإبداعي والفني من جهة وبكاتب المنجز نفسه من جهة أخرى.
وقد استطاعت الرواية أنن تتبوأ مكانة مرموقة بعد مواصلة في الحفر والتأمل
والتكوين، وقبولها الأجناس الأخرى، أما فضاؤها فيتيح الفرصة إلى الإبداع
والانفتاح على الآخر مكانيًا وزمانيًا، والتمحور حول الذات والفكر والحضارة
والثقافة وغيرها من القضايا المرتبطة بالرواية ارتباطًا واضحًا .
وإذا كان الوقوف على النص من
دون التأمل في كاتب النص فهذا للدراسة والبحث والتحليل، ولكن حينما تنوي
التعرف على طبيعة هذا العالم الروائي وعلاقته بالحياة الإنسانية اجتماعياً
واقتصادياً وسياسياً وغيرها فلابد من معرفة تلك الثقافة التي تشربها هذا
الكاتب، ونسج علاقاتها المتعددة ليبني عالمه الروائي، والآليات التي يمارس
الكاتب من خلالها عمله الإبداعي ليخرج للعالم بالصورة التي يرضى عنها على
الأقل ساعة الإصدار.
وتأخذنا الكتابة إلى الإمساك بأمور عدة تتآلف وتتباعد، تتقاطب وتتوحد حتى
تمكننا من مسك الخيط الرفيع الذي يربطنا بها، لأنها أي الكتابة ذات فعل
لهذا الوجود المحكي تجاه الوجود الصامت الذي لابد من زعزعة كيانه عبر حروف
الكلمة .
لقد تحدث الكثير من الكتاب والنقاد والروائيين في الرواية حتى اعتبروها
الوعاء الأوفى والأقدر على التعبير في المرحلة التي تمر بها الأمة العربية ،
وسواء كانوا صادقين في رؤاهم تجاه الرواية أم لا، فإننا نرى أمتنا العربية
بحاجة إلى من ينتشلها من أزماتها المتعددة والمختلفة والمتكررة طوال عدة
قرون، ينتشلها من براثن الأطماع السياسية والهزات الاقتصادية والتراجعات
الاجتماعية والأزمات الثقافية، بل وما يطرأ عليها من أحداث متواصلة وما
يصيبها من ويلات، خاصة في العقود الأخيرة من القرن العشرين وبداية القرن
الواحد والعشرين .
وتأتي الرواية بوصفها عملاً إبداعيًا مكتنزًا عالمًا كبيرًا وفضاءً
مملوءًا، وبوصفها أحد الأجناس الأدبية والإبداعية الأخرى لتقول للعالم
العربي إنها تملك القدرة على الانتشال، وتحريك المياه الراكدة، وكشف الزيف
المغطاة به جدران الوطن العربي، إنها تملك المكوّنات، والأدوات، والتقنيات،
وقنوات الاتصال التي تمكنها من المعالجة .

هل
الرواية هي تزييف لواقع عاشه الآخرون؟
إن التقنيات وقنوات الاتصال
بين العالم الخارجي وعالم الرواية هي سبل تبحث الرواية من خلالها كيفية
التلقي، وخلق العلاقة الحميمة بين قارئ النص والعالم المتمثل في النص نفسه
بوصفه أثراً إبداعيًا، وبين اللغة بوصفها أبنية تتجاوز التقريرية في العمل
الإبداعي ، وحالة التقاطع بين عالم معيش موجود، وآخر منشود يتطلع له
المتلقي قبل الروائي .
وفي محاولة الرواية تصوير أجزاء من الواقع، وكشف ما يخفيه المجتمع عن
الآخرين برؤية الروائي نفسه، ألا يمكننا أن نتساءل عن أي عالم تحكي الرواية
العربية؟ وهل الرواية هي تزييف لواقع عاشه الآخرون، أو نعيشه نحن أو من
سيأتي بعدنا ؟ أم هي عمل يخرج للوجود بدافع الرغبة في التعبير عن الواقع
ومدافعاً عنه ؟ أم الرواية العربية التي نحن بصدد معرفة رؤى بعض كتابها هي
موقف، وعالم محايد، بعيد عن التجارب الفردية أو الخاصة أو المحدودة ؟
وعلى الرغم من هذه التساؤلات فإن الرواية تعمل جاهدة في البوح بما لم يستطع
الآخر البوح به، لما تمتلكه من فضاء يعطيك الدلالات وعالمًا من البحث
والاكتشاف، وبما أن الرواية تسعى إلى البحث والاكتشاف فهي دائمة النمو
الأفقي والعمودي، وتسير وفق مراحل تطور الأداة والتقنية والمكون.
وفي عالمنا العربي هناك الفضاء الواسع من العادات والتقاليد والأعراف، التي
بعضها رحل دون رجعة، والبعض يتراوح بين القبول والرفض، ويبدو أن الوقت قد
حان لمناقشتها وتفكيكها وبيان دورها في بناء المجتمع وتطوره أو في هدمه
وتعثره في ضوء عمليات التواصل الحضاري عمومًا والأدبي على وجه الخصوص بين
أقطار الوطن العربي والعالم الإنساني الآخر.
لقد تطرقت الرواية العربية
إلى الكثير من قضايا مجتمع الإنسان العربي، فناقشت الأعراف وما ينطوي تحت
دفتيها، كما دخلت في مكنونات النفس البشرية مناقشة العوامل التي تؤثر في
النفس العربية جراء ما يحدث حولها من قضايا وصراعات سياسية (عربية عربية،
وعربية إسرائيلية) وقضايا معرفية تمثل في علاقة الإنسان بما حوله من مكونات
وجودية ومثالية، إضافة إلى ذلك الصراعات الدينية والطائفية والعرقية
والأثنية .
كما حاولت الرواية أن تعيش الحلم الإنساني فلعبت باللغة لعبة جميلة أخذت
القارئ إلى عوالم الحلم، وعاشت الرواية أيضاً مع العلوم الإنسانية لتبقى
متصلة بعالم يبحث عن الرؤية تجاه هذا العالم مما أهلها - الرواية - لتكون
مشروعاً حقيقياً لدى الإنسان العربي، وتحديداً الروائي، مشروعاً يسعى إلى
خلق عالم جديد، وكائنات جديدة، وتاريخ جديد، مشروعاً يحاول أن يعانق
المشروعات النهضوية والحضارية حتى راح النص الروائي يتصف بالإبداعية
والكتابة الأخرى التي تتعدد فيها الوحدات الأسلوبية، وتتناقض أكثر مما
تتجانس، في أساليبها وأنماطها وحجمها ولغتها وتقنياتها والقضايا التي
تطرحها .
لم
يعد مهمًا أن نقر بغربية الرواية أو شرقيتها
وبهذا فالرواية نص اجتماعي، وسياق سياسي، وحالات نفسية، وعالم ثقافي، وبعد
حضاري، وتفاعل إيجابي مع القارئ لما فيها من دلالات وتأويلات واستنطاقات
تجعل القارئ يعيش حالات من الإدراك والإحالات التأويلية تجاه الواقع
المعيش، ومعطيات تجديدية تسهم في فهم النص معرفيًا وثقافيًا .
في عالم العربي وعلى هذا نطرح بعض الأسئلة التي تدور حول فهم الرواية عند
مجموعة من الروائيين العرب لنعرف مدى الاستيعاب وفهم لعبة الكتابة الروائية
العربية، وموقع الرواية ضمن نسيج التجربة الأدبية الإبداعية في الكتابات
العربية، والعلاقات المجتمعية التي تكشف عن رصد الحالات ومناقشة الصراعات
ونقل التجارب، إضافة إلى المفاهيم التي كونت عالم الكتابة الروائية لدى
الروائيين، وساهمت في تطوير الأداة والفكرة .
وقد يتساءل البعض لم التحاور
مع الروائي إذا كان الهدف الرئيس هو النص نفسه والمنجز الإبداعي؟ ونقول
أننا هنا لا نأخذ الكاتب بوصفه مادة للدراسة والحوار والتحليل، بقدر ما نقف
على التجربة والثقافة والمفاهيم وسيرة العمل التي أهلته ليبدع عملاً أطلق
عليه رواية أو نصاً سردياً.
إننا نقف على الكاتب بوصفه سلطة مهمة لها الدور الفاعل في الكتابة والتكوين
الإبداعي للمنجز نفسه، وسلطة لها تمركزها الأساس في القص الذي يبدعه سواء
أكان راويًا أم شاهدًا أم خارج النص، وكذلك بوصف قارئاً لعمله ومنتجه قبل
الإنجاز وبعده.
وهنا نتعرف أبعاد تلك المفاهيم التي استطاعت أن تكون هذا العمل، وكيف كانت
هذه السلطة أن تكون مركزية في العمل أو هامشية، أن تكون قادرة على تحريك
الحدث، ونمو الأصوات الروائية أو تحوير الزمكانية، وبمعنى آخر أننا أردنا
محاورة الكاتب الروائي لأننا لا سلطة لنا في إقصائه تماماً عن تلك المفردات
التي جمعها، وكوّن من خلالها تراكيبه اللغوية ، ولا نستطيع فصله عن تلك
المرحلة الزمانية والفضائية التي رسم متخيله فيها لينتج نصه الروائي.
إننا نبعد الروائي عن نصه
بغية دراسة النص وتحليله وكشف دلالاته التي قد تتغير وتتبدل بحكم القراءات
التي تتكالب على النص مع مراعاة زمن القراءة نفسها، فضلاً عن تلك الأدوات
المعرفية والتحليلية التي يتعامل معها المتلقي والناقد تجاه نص من النصوص .
أما أمكانية الروائي، فتبرز في المخزون الثقافي والفني والمعرفي لدى
الروائي نفسه، ذلك المخزون الذي تلقاه إبداعًا وتنظيرًا ونقدًا وتحليلاً
عربيًا وعالميًا،
إن الحس الإبداعي لدى الروائي يكمن في مدى التمكن النفسي والانفعالي عند
الروائي أو الروائية سواء من خلال البعد الثقافي والمعرفي، أم من خلال
نتاجه الإبداعي، فالحس الإبداعي كامن في العمل ويتمظهر بين ثنايا تلك
الإجابات التي لا نقول أنها كانت خالية من هذا الحسن بقدر ما نؤكد أن
الإحساس الإبداعي لم يكن واحد أو ذات وتيرة واحدة عند الجميع.
إن عملية العلاقة مع النص الإبداعي تنحو بنا نحن سؤال مفاده، ماذا يريد أن
يقول من خلاله الروائي، تلك العلاقة التي تتجسر مع النص وفق تبني المشروع
الكتابي، وضمن مخطط يؤمن به الكاتب حين يكتب العمل، ومدى القيمة الفنية
والإبداعية والعلائقية التي تنسج بين الكاتب ونصه، وهذا ما برز من خلال بعض
الاستشهادات بنماذج كتبها الروائي أو كتبتها الروائية.
إن المزج والتلاقي بين ما
يحمله الكاتب من وعي وثقافة وبعد للعمل ، وما تشربه في مشواره الكتابي
والثقافي نتج عنه مفهوم نحسب أنه مفهوم يؤكد هوية الكاتب تجاه ما يكتب، إذ
هناك من يرى الرواية على أنها لعبة جادة ومشروع حياتي وروحي وفكري ، وهناك
من يرها كتاب معرفة ، وآخر يقول أنها بناء فني واسع من الحكي والسرد
والبناء، وهناك من اتجه نحو فلسفة المفهوم الذي لا يختلف عليه المبدعون
بكونه مشروعاً يسير في المجتمع بشكل ثابت وقوي، حيث أكد على أن الرواية عمل
مدهش ليس لقراءة ما مضى أو الواقع المعيش أو المستقبلي، بل هو قراءة
الوجود الإنساني لما للإنسان من فعل الحركة والتكوين والتنقل والارتحال .
وهذا ما يأخذنا نحو مفهوم المتلقي الذي شار له العديد من الكتاب والنقاد
والمنظرين، أمثال أيزر الذي أكد على القارئ في العمل وأنواع هذا القارئ/
مثل القارئ المضمر الذي يكمن وجوده داخل النص عبر بعض آليات الكتابة، أو
القارئ المثالي كما هو عند ستانلي فيش وجوناثان كولر، أو المستهدف أو ما
يطلق عليه القارئ المقصود أو المفترض الذي يأمل الكاتب أن يقرأ هذا المفترض
النص.
لم يعد الأمر مهمًا بالنسبة لنا أن نقر بغربية الرواية أو شرقيتها، وتحديد
ولادتها ونحن في القرن الواحد والعشرين، فأيًا كانت التجربة الروائية
والنشأة تظل الرواية فنًا إبداعيًا مهمًا في الثقافة والأدب العربي
والإنسان العربي. وهذا يعني أن المراحل التي مرت بها الرواية العربية أو
العالمية لم تلغ من حساباتها استعدادها للتعديل والتطوير والارتقاء بمستوى
الكتابة لغة وتقنية وطرحًا ومناقشة، لذلك كانت الرؤية تجاه الكتابة
الروائية تتباين وتختلف بحسب الظرف المعيش والطروحات التي تطرح في حركة
المشهد الثقافي، وهذا ما أفرز النظرة إلى مفهوم الرواية عند كاتبها وما
يحتاجه من أدوات لبناء عالمه الروائي .
ومهما تنوعت وتعددت النظرة والأدوات فإن التجربة والتجديد، والاتصال
المباشر مع الحضارات والثقافات الأخرى تعطي روايتنا العربية مساحة أكبر من
الطرح الذي لم يعد علامته الخير والشر، أو المهمة الأخلاقية في الكتابة
الروائية، أو الكاشفة معاناة الطبقات الفقيرة تطلعاتها، بقدر ما تكمن ملامح
هذا الطرح في القضايا الإنسانية الأكبر التي يعاني منها الإنسان العربي،
ودور المؤسسات الأخرى في التصدي لها، سواء مؤسسات حكومية أم أهلية؛ لأن
الرواية لم تعد الحاضن للإرشاد والتوجيه وتعديل السلوك الإنساني، وإنما كشف
هذا السلوك ومناقشته وترك الحكم للمتلقي الذي يؤدي دورًا مهمًا في تكوين
العلاقة مع النص الروائي.
على
المتلقي ألا يكون فريسة هذا الوهم الذي ساهم في بناء العالم داخل الرواية

وهذا ما جعل بعض المتلقين يسأل إن كانت الرواية هي تزييف للواقع المعيش، أم
هي إحدى محطات التغيير، أم هي حيادية الموقف ؟
والإجابة على هذه الأسئلة تحيلنا إلى توجيه عمل الرواية والروائي، وتحييد
دورهما في العملية الإبداعية، لذا علينا أن نتلقى النص بوصفه نصًا إبداعيًا
ويقبل أن نصادقه لمناقشته وحواره وطرح رؤانا تجاهه كما يطرح هو أيضًا رؤاه
تجاه العالم الخارجي .
ولا أعتقد أن نختلف حول النص الروائي كونه نصًا ينتمي إلى الحقل اللساني
الذي يتواصل ويرتبط ويتقاطع من مجموعة من الخطابات اللغوية والاجتماعية
والسياسية والثقافية والدينية وغيرها من الخطابات، فضلاً عن انفتاحه على
الأجناس الأدبية الأخرى مما يعطينا حالة من التباين والاختلاف بين ما هو
واقع موجود، وبين ما هو متخيل منشود.
إن الرواية تجمل الخطاب
وتحمل النص معًا، وهنا لا نعني الرواية هي الخطاب والنص بمفهوم واحد، بل
الخطاب الذي يحمل الوظيفة التواصلية المعنية بعلاقات تواصلية بين الراوي في
الرواية والكاتب، وبين الراوي والشخصيات، والكاتب نفسه والقارئ، أما النص
في الرواية فهو صاحب الوظيفة النصية المعتمدة على الخطية والانسجام وعبر
التناص والمستويات القيمية الأسلوبية .
وهنا يعطينا كتاب انفتاح النص لسعيد يقطين (ص14-17) دلالة واضحة للنص بوصفه
وحدة دلالية، وتكمن الدلالة في الوظائف الثلاث، هي: الوظيفة التجريبية
التي تأخذ المجال، وهي التجربة التي يعيشها المتكلم في سياق ثقافي واجتماعي
معينين، والوظيفة التواصلية التي تأخذ العلاقة، وتكمن في البعد الاجتماعي
الذي يتم في تحديد زاوية المتكلم ووضعه وأحكامه وتشفيره لدور العلاقة،
والوظيفة النصية المتمثلة في الأصول التي تتركب منها اللغة لإبداع النص،
وهنا يكمن دور المتكلم بوصفه ملاحظًا في الوظيفة التجريبية، وبوصفه
مستعملاً في الوظيفة التواصلية .
إن الرواية بوصفها نصًا إبداعيًا وضمن هذه الوظائف يكون نصًا حاملاً قوة
كبيرة وهائلة تحاول أخذ المتلقي صوبها لتفرض عليه عالمها المتخيل الوهمي
ليحاورها ويناقشها وعليه ألا يكون فريسة هذا الوهم الذي ساهم في بناء
العالم داخل الرواية .
ولكن إذا حاولنا النظرة إلى الكتابة السرية البحرينية فإن القصة سبقت
الكتابة الروائية، إذ نعتقد أن تاريخ الكتابة الروائية أو نستطيع القول بأن
هناك تاريخ للرواية البحرينية، نقول أن الرواية باتت معروفة مع عقد
الثمانينيات من القرن العشرين حينما كتب كل من محمد عبدالملك وفوزية رشيد
وعبدالله خليفة روايتهم الأولى لتكون بدء العمل الروائي في البحرين.
وأما ما كتب قبل هذه الفترة فهو محاولات روائية وبدايات أولى لم يحسن لها
الاستمرار، وقد يعود هذا إلى أسباب عند الكتاب أنفسهم. غير أن القصة في
البحرين سبقت الرواية وذلك لأن عالم القصة مختلف عن عالم الرواية في
مكوناتها وبعدها المكاني والزماني، والتطلع الذي يبنيه كل من كاتب القصة
وكاتب الرواية، فضلاً عن الحاجة الماسة لكاتب الرواية أن يكون كاتبًا
مختلفًا في التعامل مع الأحداث وطرائق تلقيها ونسجها وبناء متخيلاتها، وهذا
بلا شك يختلف عن كتابة القصة التي تحتاج إلى التكثيف والتركيز وحصر الزمان
والمكان والأصوات المتكلمة في سردية القص .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الرواية والتمركز حول النص :: تعاليق

بن عبد الله
رد: الرواية والتمركز حول النص
مُساهمة الجمعة يونيو 25, 2010 2:39 pm من طرف بن عبد الله
لأننا في مقام السرد
الروائي هنا فلا نعطي
لمتخيلنا وقلمنا الانحراف ليخرج من دائرة هذا المقام ،
وما يحمله ويتصف
به. وإن الرواية التي راحت تضيء في سماء العالم العربي
منذ رواية "
أنا أحيا " للكاتبة ليلى بعلبكي، ورواية " زينب " للدكتور محمد
حسين
هيكل، وحتى يومنا هذا حيث راجت دور النشر والمكتبات بنتاج الروائيين
العرب،
مما جعلها أن تبني مجداً عالياً، ومكانة مرموقة بين آداب العالم
عامة،
وبين الرواية العالمية بشكل خاص.

وما
نيل الرواية العربية هذه
المكانة إلا لأنها كانت ولا تزال ترى على أنها
أفعال عصية وأقوال مشفرة
وقوانين مخبأة في عق
حبوبة
رد: الرواية والتمركز حول النص
مُساهمة الإثنين أكتوبر 22, 2012 1:26 pm من طرف حبوبة
شكرا عزيزتي على المنقول
اختيار جيد ومفيد
 

الرواية والتمركز حول النص

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» قراءه في " الرواية الناقصة " زعب أسود
» من النص إلى النص المترابط
» الرواية المغربية ورهاناتها(*
» عن عبقري الرواية العربية
» سعد محمد رحيم الرواية اليابانية: كاواباتا وموراكامي وآخرون

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: