** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 التاريخانية الجديدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادي
فريق العمـــــل *****
حمادي


عدد الرسائل : 1631

تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

التاريخانية الجديدة Empty
30032015
مُساهمةالتاريخانية الجديدة


ت
َوطئة:
تُعَدُّ التاريخانيَّة الجديدة (New Historicism) من أهم نظريات الأدب التي ظهرَت في مدَّة ما بعد الحداثة، ما بين1970 و1990م، وقد تَبَلْوَرت هذه النظرية فعليًّا ضمن حقل النقد.
 

وتَهدف التاريخانية الجديدة إلى فَهْم العمل، أو الأثر الأدبي ضمْن سياقه التاريخي، مع التركيز على التاريخ الأدبي والثقافي، والانفتاح أيضًا على تاريخ الأفكار، ومن هنا فقد ارتَبَطت التاريخانيَّة الجديدة بمفهوم التاريخ والتطوُّر التاريخي والثقافي، وقراءة النصوص والخطابات التاريخيَّة في ضوء مقاربة تاريخانيَّة جديدة، تُعنى باستكشاف الأَنساق الثقافيَّة المُضمرة، وانتقاد المؤسَّسات السياسيَّة المُهيمنة، وتَقويض المقولات المركزيَّة السائدة.
 

هذا، وتتميَّز التاريخانية الجديدة بشكلٍ من الأشكال عن التاريخانيَّة القديمة، التي ظهَرَت في القرن التاسع عشر الميلادي في إنجلترا، وكان يُمثلها كلٌّ من توماس كارليل، وماثيو أرنولد، وأرنولد طوينبي - بكونها تتجاوَز تلك المَرويَّات والسردِيَّات التاريخيَّة، التي كانت تُعبِّر عن أيديولوجيَّات السلطة، أو الفئة المُهيمنة، أو الطبقة الحاكمة، ومِن ثَمَّ تَستند التاريخانيَّة الجديدة إلى لغة التفكيك والتشريح، وتقويض تاريخ المَقولات المركزيَّة، وفَضْح الأوهام الأيديولوجيَّة السائدة في المجتمع، وتَعْرية أساطير المؤسَّسات الثقافيَّة الحاكمة، ولا يُمكن بأيِّ حالٍ من الأحوال الحديثُ عن تاريخ متجانس متطوِّر بشكلٍ مُتَسلسل كرونولوجي، بل هناك تاريخٌ مُتَقطع، يعرف مجموعة من الثَّغرات والبياضات؛ حيث تُهَمَّش فيه فئات، وتَسود أخرى؛ لذلك يَتقابل التاريخ المَنسي مع التاريخ الرسمي الذي يُعَبِّر عن الطبقات الحاكمة التي تسود المجتمع، ويعني هذا أنَّ ثَمَّة تاريخين مُتناقضين: تاريخ السُّلطة، وتاريخ الشعب، أو تاريخ السيادة، وتاريخ المهمش.
 

إذًا ما هو مفهوم التاريخانيَّة الجديدة؟ وما هو سياقُها التاريخي والمعرفي؟ وما هي مُرتكزاتها النظريَّة والتطبيقيَّة؟ ومَن هم أهم رُوَّادها؟ وما هي أهم الانتقادات المُوجَّهة إلى هذه التاريخانيَّة الجديدة؟
 

1- مفهوم التاريخانية الجديدة:
من المعلوم أنَّ التاريخانية الجديدة بمثابة نصوصٍ وخطابات، تَحمل في طيَّاتها أنساقًا جماليَّة رمزيَّة، بيد أنها تَحوي رسائلَ مُضمرة ومَقصديَّات مباشرة أو غير مباشرة، تُحيل على سياقها الثقافي والاجتماعي، والسياسي والأيديولوجي.
 

ومِن ثَمَّ، فهذه الكتابات النصيَّة والخطابيَّة تَعبيرٌ حقيقيعن حِقبة تاريخيَّة مُعيَّنة، وذلك بكل أبعادها الأيديولوجيَّة، ومَخاطرها السياسيَّة، وصراعاتها الطبقيَّة، ومِن ثَمَّ تَستكشف التاريخانية الجديدة كلَّ الأنساق الثقافيَّة المُضمرة، وذلك في علاقة بمرجعها الخارجي والثقافي والتاريخي.
 

وهكذا يُعرِّف جون برانيغان - في كتابه: "التاريخانية الجديدة والمادية الثقافية" (1987م) - مفهومَ التاريخانية الجديدة بأنها:" نَمَط تفسير نقدي، يُعطي الامتيازات لعلاقات السلطة بكونها أهمَّ سياقٍ لجميع النصوص على الإطلاق"، و"إنها تُعامل النصوص الأدبيَّة بوصفها المكانَ الذي نجد فيه علاقات السلطة تُصبح مَرئيَّة".
 

وإنَّ السلطة المُشار إليها هنا هي بالطبع التي طرَحها ميشيل فوكو، والتي تَظهر من خلال الخطابات؛ حيث تَسمح للشخص بالاعتقاد بأنه حرٌّ وقادرٌ على اتِّخاذ قرارات مُستقلة، ولا بدَّ من دراسة المدَّة التاريخيَّة للنصِّ بالتفصيل؛ لتحديد كيف تَعمل علاقات السُّلطة، (أو بمصطلحات فوكو: تحديد كيف تعمل المُمارسات الاستطراديَّة)، وكيف تؤثِّر في النص"[1].
 

ويرى ستيفن جرينبلات (Stephen Greenblatt)كذلك في كتابه: "الصدى والأعجوبة" (1990م) أنَّ: "التاريخانية الجديدة - كما أَفهمُها - لا تَفترض العمليَّات التاريخية على أنها غير قابلة للتغيير وعنيدة، ولكنَّها لا تَميل إلى اكتِشاف حدودٍ أو قيود مفروضة على التدخُّل الفردي..."[2].
 

وعليه، يُمثل الأدبُ في مفهوم التاريخانية الجديدة الحِقبةَ التاريخيَّة التي يعيش فيها الكاتب، كما يعكس سياق العصر التاريخي مُحاكاةً وتمثُّلاً، وتَماثُلاً وتَخييلاً، ومِن ثَمَّ يعيش الكاتب أو المُبدع عصرَه، فيَصهره في إنتاجه تمثُّلاً وامتصاصًا وتناصًّا، بعد أن يَستضمره لاشعوريًّا في مُخَيِّلته.
 

وإذا كانت التاريخانية القديمة قراءةً ذاتيَّة وأيديولوجيَّة للأحداث التاريخية، وقراءةً غير بريئة، ومُقاربةً شخصيَّة في خدمة الأيديولوجيا السائدة؛ حيث تَعمل على نَشْر الوعي الزائف، وترويج التفكير المَغلوط، والعمل على تسييد الأبيض، وتَهميش الأسود، والإشادة بالمؤسَّسات الثقافيَّة والسياسيَّة الحاكمة، والاهتمام بالبطولات الفرديَّة للشخصيَّات الكاريزميَّة والمَلحميَّة، وذلك في إطار مجموعة من المَرْويَّات والخطابات السرديَّة التي كانت تتَّسم بالمُبالغة والخيال، والكذب والهُراء - فإنَّ التاريخانية الجديدة هي قراءة علميَّة موضوعيَّة إلى حدٍّ ما، تَمتح آليَّاتها المنهجيَّة ومُعطياتها الاستقرائيَّة والاستنباطيَّة من التاريخ، والسياسة، والأنتروبولوجيا، والفلسفة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم الثقافة، وتَرتكز على استكشاف الأنساق التاريخيَّة والثقافية المُضمرة؛ بُغية تَفكيكها وتقويضها، وتَعْرِية خطابات المؤسَّسات الحاكمة، والمراكز المُهيمنة؛ تَشتيتًا وتأجيلاً.
 

هذا، وتُحاول التاريخانية الجديدة دراسةَ النص الأدبي، لا باعتباره وثيقةً تاريخية، بل تُدرسه على أنه بِنية جمالية وشكليَّة، تتضمَّن بِنًى تاريخيَّة وثقافيَّة لاشعوريَّة، يُمكن استكشافها وتحليلُها تحليلاً علميًّا مَبنيًّا على التفكيك والتركيب، مُستعملة في ذلك البنيويَّة، والتأويليَّة، والتَّفكيكية، وجماليَّة التلقِّي، وغيرها من المناهج النقديَّة والفلسفيَّة الصالحة لمقاربة النصوص الأدبية والخطابات الإبداعيَّة.
 

ويعني هذا أنَّ التاريخانية الجديدة قد تجاوَزت مفهوم الانعكاس الواقعي والماركسي المباشر، وقراءة النصوص قراءةً تاريخيَّة تقليديَّة، تَعتمد على التوثيق والتحقيب، ورَبْط النصِّ بسياقه التاريخي المباشر.
 

إنَّ التاريخانية الجديدة قراءةٌ تَفكيكيَّة وتَقويضية لِما يَطرحها النص من بنيات وأفكار، وتأويلها تأويلاً تاريخيًّا بمشرح التشتيت والفَضح والتَّعْرية، ولا يَعني هذا أنَّ التاريخانية تُعنى بالجمال والفن، بل هي تهتمُّ فقط بالأنساق التاريخيَّة والثقافية والسياسية، والاقتصاديَّة والاجتماعية، ليس إلاَّ.
 

وتأسيسًا على ما سبَق، تَدرس التاريخانية الجديدة النصَّ الأدبي في سياقه التاريخي والثقافي؛ لاستكشاف الأيديولوجيا، ورَصْد القوى الاجتماعيَّة التي تُشَكِّل النصَّ؛ لأنَّ الدَّلالات داخل النص أو الخطاب الأدبي، تتغيَّر حسب المُتغيرات التاريخيَّة والسياسيَّة، والثقافية والاجتماعية، وبالتالي تعمل التاريخانية الجديدة على تفكيك تلك الدَّلالات المُتضاربة والمتناقضة والمختلفة، وذلك بالتشتيت والتقويض والتأجيل.
 

ومن هنا، فالمقصود بالتاريخانيَّة الجديدة: تحليلُ الخطاب - في ضوء المُقاربة الثقافية والتاريخية والسياسيَّة، والمقصود بالخطاب هنا ليس بالمفهوم اللِّساني والسيميائي - على أنه نصٌّ مُنسجم ومُتَّسق يتجاوز الجُملة، بل هو بمفهوم ميشيل فوكو؛ أي: هو شبكة مُعَقَّدة من العلاقات الاجتماعيَّة والسياسية والثقافيَّة التي تتحكَّم في إنتاج الخطاب، والتعبير عن علاقات السلطة والقوة، والهَيْمنة والمخاطر، فالكاتب الذي يُنتج خطابًا إنَّما يَنتقي ما تُريده المؤسَّسة الثقافية الحاكمة وتَرتضيه.
 

ومِن ثَمَّ، فالتاريخانية الجديدة مقاربةٌ تَقوم على تأويل النصوص والخطابات؛ اعتمادًا على خلفيَّاتها التاريخيَّة والاجتماعيَّة، واستكشافًا للأيديولوجيا السائدة في الحِقبة التاريخيَّة التي يَنتمي إليها الكاتب، وتحديد القوى السياسيَّة المُتحكِّمة في دواليب المجتمع، مع رَصْد مُجمل الصراعات السياسيَّة والحزبيَّة والاجتماعية، التي كان لها وَقْعٌ في تلك المدة التاريخيَّة؛ استعانةً بآليَّات التفكيك والتقويض والتشريح.
 

2- السياق التاريخي:
ظهَرت التاريخانية الجديدة ما بين 1970 و 1980م، كردِّ فعلٍ على النقد الجديد (New Criticism)، وقد جاءَت مناقضة للنقد التاريخي البيوغرافي القديم، الذي كان يتعامَل سَرديًّا مع مجموعة من الظواهر الأدبيَّة، وذلك باعتبارها ظواهرَ زمنيَّة مُتعاقبة، ثابتة وخَطيَّة.
 

أمَّا التاريخانية الجديدة في تعامُلها المنهجي، فتَتَّكِئ على البحث الموضوعي، مع الاستعانة بالثقافة، والمجتمع، والسياسة، والأنتروبولوجيا، والفلسفة، والاقتصاد، ويعني هذا أنَّ التاريخانية الجديدة قد ظهَرت كردِّ فعلٍ على التاريخانية القديمة التي ظهَرت في القرن التاسع عشر، وكانت تاريخانيَّة ذاتية وأيديولوجية تُعنى بالمؤسَّسات الثقافية السائدة، كما تأثَّرت هذه التاريخانية الجديدة بمجموعة من المناهج التي رافَقَت ما بعد الحداثة؛ كالتفكيكيَّة، والمقاربة التناصيَّة، والحواريَّة الباختينيَّة، وما بعد البنيويَّة، والدراسات الثقافية، والمادية الثقافية، والماركسيَّة الجديدة.
 

وتأسيسًا على ما سَبَق، يُعَدُّ هذا الاتجاه: "من الاتجاهات النقديَّة البارزة في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد وصَفه البعض في أواسط التسعينيَّات بالأكثر أهميَّة (أبرامز 1993م)، وكان هذا الاتجاه قد أخَذ في التنامي مع نهاية السبعينيَّات ومطلع الثمانينيَّات (1970 - 1980م) على يد عددٍ من الدارسين، في طليعتهم أستاذ جامعة كاليفورنيا - بيركلي، ستيفن جرينبلات (Stephen Greenblatt) ، وهو الذي أطلَق مصطلح: "شعرية أو بويطيقا الثقافة"، غير أنَّ مصطلح التحليل الثقافي فرَض نفسه كتسمية إجرائيَّة مُلائمة لهذا الاتجاه.
 

تُعتبر التاريخانية الجديدة إحدى الإفرازات النقديَّة لمرحلة ما بعد البنيويَّة، وفيها يَجتمع العديد من العناصر التي هَيْمَنت على اتِّجاهات نقديَّة أخرى - كالماركسيَّة، والتقويض - إضافةً إلى ما توصَّلت إليه أبحاث الأنتروبولوجياالثقافية وغيرها.
 

تَجتمع هذه العناصر لتَدْعم التاريخانية الجديدة في سَعيها إلى قراءة النصِّ الأدبي في إطاره التاريخي والثقافي؛ حيث تُؤثِّر الأيديولوجيا وصِراع القوى الاجتماعيَّة في تشكُّل النصِّ، وحيث تتغيَّر الدَّلالات، وتتضارَب حسب المُتغيِّرات التاريخيَّة والثقافية، وهذا التضارُب في الدَّلالات هو مما أخَذته التاريخانية من التقويض كما يلاحظ أبرامز"[3].
 

وعلى العموم، فقد جاءَت التاريخانية الجديدة كنقدٍ للتاريخانية القديمة، وتقويضٍ للمدارس الفنية والجماليَّة، ونقدٍ للتيارات الشعريَّة والبنيويَّة، والنصيَّة المُغلقة، التي كانت تُعنى بشكلٍ من الأشكال بالبنيات الصوريَّة المجرَّدة، إن سطحًا وإن عُمقًا.
 

ومِن ثَمَّ، فهي مقاربة متعدِّدة الاختصاصات، تُشبه إلى حدٍّ كبير النقد الثقافي، ونظرية ما بعد الاستعمار، ونظرية الماديَّة الثقافية.
 

3- المرتكزات النظرية والتطبيقية:
تَنبني التاريخانية الجديدة على مجموعة من المبادئ النظرية، والمُرتكزات المنهجيَّة، والمفاهيم التطبيقيَّة، والتي يُمكن حَصْرها في العناصر والنقط التالية:
 

1- رَبْط النص بالسياق التاريخي والثقافي:
تَهدف التاريخانية الجديدة إلى رَبْط النص بسياقه التاريخي والثقافي، والسياسي والاجتماعي؛ بُغية استكشاف الأهواء الأيديولوجية التي تتحكَّم في إنتاج الخطاب، وفي هذا الصدد يقول جرينبلات (Stephen Greenblatt): "في النهاية، لا بدَّ للتحليل الثقافي الكامل أن يذهبَ إلى ما هو أبعدُ من النصَّ؛ ليُحَدِّد الروابط بين النصِّ والقِيَم من جهة، والمؤسَّسات والمُمارسات الأخرى في الثقافة من جهة أخرى"[4].
 

بمعنى أنَّ النص ليس بنيَّة ثقافيَّة أو رمزيَّة معزولة، بل هو مُرتبط بالخلفيَّات السياقيَّة، ومِن ثَمَّ فلا بدَّ من تشغيل الوصف السميك؛ لتأويل النصِّ أو الخطاب تأويلاً علميًّا حقيقيًّا.
 

2- التناص التاريخي والثقافي:
يُعتبر النص أو الخطاب الذي يُنتجه الأديب أو المُبدع في منظور التاريخانية الجديدة - عبارةً عن شبكة من الأنساق التاريخية والثقافية المُضمرة، التي امْتَصَّها بطريقة واعية أو غير واعية، ويَعني هذا أنَّ النص يَزخَر بالمعارف الخلفيَّة، والإحالات التناصية، وترسُّبات الذاكرة والمجتمع، والتاريخ والثقافة، وبالتالي "يسعى هذا المنهج - بالاتِّكاء على القراءة الفاحصة - إلى استعادة القِيَم الثقافية التي امْتَصَّها النص الأدبي؛ لأن ذلك النصَّ - على عكس النصوص الأخرى - قادرٌ على أن يتضمَّن بداخله السياق الذي تَمَّ إنتاجه من خلاله، وسيُمكن - نتيجةً لهذا - تكوين صورة للثقافة كتشكيل مُعَقَّد، أو شبكة من المفاوضات لتبادُل السِّلع والأفكار، بل وتبادُل البشر أيضًا من خلال مؤسَّسات؛ مثل: الاسترقاق، والتبنِّي، والزواج"[5].
 

3- اللاتجانس التاريخي:
إذا كان النصُّ الأدبي في التاريخانية التقليديَّة نصًّا متجانسًا، يتَّسم بالعضوية الكليَّة، وتَسَلسُل الأحداث على مستوى المرويَّات والسرديَّات - فإنَّ التاريخانية الجديدة تَعتبر النصَّ الأدبي عبارةً عن نصٍّ مُفَكَّك، غير متجانس، تتحكَّم فيه مجموعة من القطائع المعرفيَّة أو الأبستمولوجيَّة، وأن التاريخ لا يسير بوتيرة مُتسلسلة، بل يَعرف قَفزات وتوقُّفات، وبمعنًى آخرَ: "ليس التاريخ نسقًا متجانسًا من الحقائق، يُمكن الإشارة إليه كمُفسِّر للأدب، أو كقوَّة مُهيمنة، بل إنَّ النص الأدبي جزءٌ من سياق تاريخي يتفاعل مع مكوِّنات الثقافة الأخرى؛ من مؤسَّسات، ومُعتقدات، وتَوازُنات قوى، وما إلى ذلك"[6].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

التاريخانية الجديدة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

التاريخانية الجديدة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» التاريخانية (Historicism)
» الأفلاطونية الجديدة
»  لعلّ من أهم ما يميز(الرواية الجديدة)، أو رواية ما بعد الحداثة كما يسميها بعض النقاد، وبغض النظر عن أسباب هذا التصنيف أو ذاك، فلعل أهم ما يميز هذه الكتابة الجديدة أنها سرد ذاتي لأزمة ما. بمعنى أخر إن الأزمة، نفسية كانت أم وجودية، ميزة رئيسية في النص الجد
» لنرفض التاريخانية، فالمستقبل مفتوح(1) : كارل بوبر- تقديم وترجمة : ناصر السوسي
» الديمقراطية الجديدة تطوير لعلم الثورة البروليتارية العالمية أم تحريف له مقتطف من مقال "الديمقراطية القديمة البرجوازية أم الديمقراطية الجديدة الماوية" لناظم الماوي. رغم محاولات الحركة الشيوعية العالمية و الأممية الشيوعية بقيادة البلاشفة الذين كانوا على رأ

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: