هلوسة الفضائيات بعد «عاصفة الحزم» .. وحزب الله «باق ويتمدد» مثل «داعش»!
بسام البدارين:
March 29, 2015
«هلوسة» حقيقية دخلت فيها المحطات الفضائية العربية وهي تتعامل مع عملية «عاصفة الحزم».
محطة «المنار» دخلت حسب الزميل هاني الحسامي في هلوسة حادة جدا وهي تصف ما يجري في اليمن على أنه «عدوان أمريكي – سعودي» على الشعب اليمني .
«إم بي سي» بدورها ملأت الأجواء أناشيد وأغنيات وطنية سعودية.
المؤيدون للحملة العسكرية في اليمن يهللون ويصفقون وكأن عملية تحرير المسجد الأقصى قد بدأت للتو… المعارضون في فضائيات مثل «المنار» و«الميادين» يتباكون على الشعب اليمني.
شخصيا أنا محتار ونفسي أفهم مسألة واحدة فقط: كيف افترض الحرافيش في الحركة الحوثية بأنهم يستطيعون إبتلاع صنعاء ومحيطها والإستعداد للإفطار على عدن والجلوس بالصواريخ قرب مكة دون أن يحصل شيء؟
في المقابل وأقولها بصراحة: نفسي ولو مرة واحدة الإستماع لمحلل واحد في الفضائيات التي تؤيد العملية العسكرية وتصفق لها يقول لي كمواطن عربي بأن السعودية التي نساندها بموقفها بكل الأحوال مستعدة «للإعتذار» او لنقل للإعتراف بالخطأ الفادح الذي ارتكبته عندما أعادت المدعو علي عبدالله صالح للسلطة على دبابة إسمها المبادرة الخليجية.
نحن أمة في ذيل الأمم لإننا لا نريد الاعتراف بالأخطاء… ما الذي يضير في الإعتراف بالخطأ ومعالجته بكل الأحوال.
بالنسبة لي كمواطن عربي أحب أن أرى جهة ما تخضع للمساءلة والمحاسبة على أساس انها تواطأت أصلا وسمحت للوضع اليمني بالوصول إلى ما وصل إليه.
الأخوة الحوثيون خطفوا السلطة والمؤسسات بقوة السلاح وبمساعدة صالح لكنهم وفورا إتجهوا نحو أسهل وصفة حكم عربية تمثلت في التعسف الفوري وممارسة الإقصاء والسيطرة غير المباشرة على المؤسسات.
سمعت أخباراً تشيب لها الولدان عن ممارسات الحوثيين بعد خطف السلطة… الغريب أنهم ارتكبوا الجرائم نفسها التي اشتكوا منها وتحركوا أصلا بسببها وأحد الأصدقاء الذين أثق تماما بهم في اليمن همس في أذني «… هي نصائح مستشاري حزب الله اللبناني».
ما يثيرني شخصيا أن الجميع يتحدث باسم «الشعب اليمني»… الذين خطفوا السلطة او سرقوها والذين يقصفون اليوم وسيقصفون غدا… الكل يضللنا ويقول انه فعل ما يفعله من أجل الشعب اليمني المسكين.
حزب الله «باق ويتمدد»
حتى «شيخ المجاهدين» الشيخ حسن نصر ألله مارس البكائية نفسها على مصلحة الشعب اليمني في الخطاب الذي بثته فضائيات من بينها «الميادين» و«المنار» دون أن يقول لنا ما الذي يفعله رجاله في اليمن بعدما شاهدناهم في سوريا تاركا الجبهة المركزية التي ينبغي أن يرابط عليها في مواجهة إسرائيل. حزب الله ايضا «باق ويتمدد» ويقلد «داعش» في المقولة فهو يلعب في لبنان وسورية والعراق في محيط تكريت وفي صعدة اليمنية وحتى في صنعاء… الحوثيون تمددوا بدورهم في اليمن ووصلوا أكتاف مكة متوقعين أن يكتفي السعودي باللحمسة على رأسهم… أي جنون هذا يجتاح عالمنا العربي؟
كل الجماعات التي تحمل فكرا طائفيا «تتمدد» وكل من يتصورون أنهم يتحدثون باسم السماء والله فيقطعون الرؤوس ويهرسون الجثث يتمددون إلا كرامة المواطن العربي هي التي تتقلص.
القذافي ومايكل دوغلاس
ما علينا هذا واقعنا ولابد من محطة إستراحة فقد ذكرني الممثل الأمريكي الشهير والعجوز الآن «مايكل دوغلاس» بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
هربا من الأخبار المضجرة شاهدت مع فيلم قديم لدوغلاس بثته محطة «ماكس» حيث يؤدي الرجل دور الرئيس الأمريكي فيقاطعه العسس وهو يعانق عشيقته في إحدى غرف البيت الأبيض بسبب إجتماع طارئ.
يذهب الرئيس الممثل للإجتماع فيتبين أن ليبيا قصفت نظاما للصواريخ في تل أبيب… تخيلوا السيناريو عمر الفيلم أكثر من 20 عاما والقذافي حسب السياق قصف تل ابيب فيقرر الرئيس الأمريكي الرد بـ«عملية محدودة» وقصف مقر الإستخبارات الليبية.
المثير في القصة ما يلي: يختار الرئيس الذي يكثر من «الإنسانيات» في الإجتماع الحربي توقيتا للقصف على أساس وجود أقل عدد من الحراس والمناوبين ثم تكاد الدمعة تهطل من جفنه وهو يعبر عن أسفه لأنه «قرر للتو توقيع قرار بقتل حارس ليبي مسكين».
فقط في الأفلام تظهر تلك الإنسانيات في شخصية الرئيس الأمريكي الذي يبدو دوما حريصا على قيمة الحياة والإنسانية… طبعا هذه دعوة لإتهام هوليوود بالكذب الصريح وتكفي مراجعة ملف سجن ابوغريب للتوثق من ذلك.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمّان