ها .. ها .. ها -

إلي
الهائيين الثلاثة: هوزن وهيثم وهند

مدخل أول:
في أول يومٍ
لخروج الهائي الأوّلِ
من بيضتهِ
كان علي جبلٍ
فتمطّي
فتدحرجَ
من قممِ نائيةٍ
نحو بلادٍ زرقاءَ
رأي عدناً فيما يشبه حلماً تُنْتخبُ
و رأي العدنياتِ علي الأسطحِ
ينشرن شموساً لا تمرض أعينها
أو يشرعن من الهند
مراكبَ من حنّاءٍ
وبخورٍ
وتوابل لا حد لها
فيجيء من البحر
جنودٌ زرقٌ
وقرودٌ
وصيارفةٌ بعمامات المهراجات
وصفوف من هفهفةِ الساري 1
بأساورَ من عاجٍ
ومساءاتٌ
في موسيقي الجمّتِ 2 تنتحبُ
ورأي العدنيين
علي الأبوابِ يرشون الماء
ويلمّون علي عرباتٍ
حِمَمَ البركانِ
ويجتمعون علي الحافّاتِ
وقوفاً في النسيانِ
ولم ينسحبوا
ورأي ساحرةً من مرّاكشَ
حمراءَ
بهالات الفضّةِ
خطوتها ذهبُ
من قمتهِ
أبصرها الهائيُّ الأول
كان يتمتم:
ـ هذي زينبُ
ساحرةٌ
تقطع بعد عقودٍ
قلباً هائياً
بسكاكين لها العجبُ
ساحرةٌ
قد تتركه
حيّاً في ميتتِه الأخري
أو مَيْتاً وسط حياةٍ قصوي
وبهِ طَرَبُ
و أنا الهائيُّ الطَرِبُ
الهائيُّ الآتي بعد عقودٍ
الهائي الموشومُ بزينبَ
أسألُ:
ـ من أرسل ساحرتي
من بددها في المشهدِ
كيف تشتتها الحقبُ؟

من قمته
في أعلي المشهد
يضحك جدّي الهائي الأوّلُ
ثمَّ يصفّق
ثم يهل الهائيونَ
ومن ركبته
ينهمر السببُ
مدخل ثانٍ:
من أيّة معصيةٍ نزل الهائيونَ؟
وهل جاءوا من لهبٍ
ولماذا كل حبائلهم مَسَدُ
أم حملتهم خيل كراماتٍ
أم بُذِروا في الأرض المزروبة3 بالشوكِ
فكان الزرعُ
وكان الولدُ

أحوال الهائيين

ـ 1 ـ
الهائيون صباحاً
ينحدرون تباعاً
من شرقٍ عدنيٍّ
تطلقه الكتب المكنونةُ
والموشومةُ سرّاً
بنقاطً وعلاماتٍ وحروزٍ
بشخاطيطَ ملوّنةٍ
بشخابيطَ عليها الطلسمُ
وبها الختمُ الأرقمُ
كان يدوّنها الصاهل والشاحجُ
وتفيض بها هاءٌ غامرةٌ
وحدوسٌ ملء الحُرْبانْ 4
ـ 2 ـ
وصباحاً
ينحدر الهائيون تباعاً
من اسمٍ علقناهُ تمائمَ
من اسمٍ كنّا كتبناهُ:
"دثينةَ"
ثم قرأناهُ
علي الكائنِ
باسم المكنونِ
فكان حروفاً
لم يطمثها
إنسٌ أو جانْ
ـ 3 ـ
الهائيون مراعٍ
أحطابٌ وسيولٌ وحقولٌ
و بنادقُ تهذي فوق الأسوامِ 5
علي أكتافِ بداواتٍ
خبّأناها أزمنةً
في قاع النسيان
ـ 4 ـ
الهائيونَ
و لا شيء سواهم
غير
مجرّاتِ الأزلِ العابر
والأكوانْ
ـ 5 ـ
الهائيونَ حروزٌ
حين تعلقها المرأة
فوق مثلثها القاحلِ
تنفتح الوردةُ
ينفتح النسلُ علي الطوفان

للهائيّ صبابتهُ

ـ أ ـ
الهائي يقول لهائيتهِ:
كوني الآنَ
فتنفلق القشرة زهوا
تنبثق الهائيّةُ
من زهر الرمّانْ
ـ ب ـ
الهائية تهمس:
يا اْبن العمِّ
يهبُّ الهائيُّ
و يردفها فوق حصان غوايته
ويطيران بعيداً
في أصقاع الشيطانْ
ـ جـ ـ
الهائي مع الهائيةِ
كونان اتحدا
كونان التحما
كونان اندغما
في قبةِ ميزانْ
ـ د ـ
للهائيِّ صبابتهُ
يهدر مثل جِمالٍ
سيؤرقها ملح فحولتها
فتضجّ جروفٌ بالزبدِ الطامي
وتعجُّ الخلجانْ
ـ هـ ـ
الهائيُّ سليلُ خرائط
موصولاتٍ بالماء
فلا يبرأ من بوصلةٍ ونجومٍ
لا يعلو أبعدَ
من ظلٍّ
أو حلزونٍ
أو قمرٍ سكرانْ

في موسيقي الجمّتِ 2
تنتحبُ
ورأي العدنيين
علي الأبوابِ يرشون الماء
ويلمّون علي
عرباتٍ
حِمَمَ البركانِ
ويجتمعون علي الحافّاتِ
وقوفاً في
النسيانِ
ولم ينسحبوا
ورأي ساحرةً من مرّاكشَ
حمراءَ
بهالات
الفضّةِ
خطوتها ذهبُ
من قمتهِ
أبصرها الهائيُّ الأول
كان
يتمتم:
ـ هذي زينبُ
ساحرةٌ
تقطع بعد عقودٍ
قلباً هائياً
بسكاكين
لها العجبُ
ساحرةٌ
قد تترك

ها .. ها .. ها -

ها .. ها .. ها - :: تعاليق

ها .. ها .. ها -