عسل النحل يحمي الكبد من سمية الميلامين
العسل هو مادة سكرية حلوة المذاق ، ينتجها النحل من رحيق الأزهار، تتكون من خليط معقد من السكريات ، البروتينات ، الانزيمات والأحماض العضوية ،اضافة الى الدهون ، الفيتامينات، المواد الكيميائية الطيارة ، الأحماض الفينولية ، والمعادن التي تعمل كمضادات للأكسدة . تركيب العسل يختلف اعتمادا على نوع النبات الذي تختاره النحلة ، نوع البيئة وظروف المعالجة والتخزين . وقد أظهرت دراسات سابقة فعاليته في علاج الفشل الكلوي الذي تسببه نيترايت الصوديوم المستخدم كمضافات غذائية ، وفعاليته في حماية الكبد وخفض ضغط الدم بالاضافة الى تأثيره المضاد للأكسدة وفعاليته في علاج العديد من الامراض . واستكمالا لجهود الباحثين في اكتشاف أسرار العسل الذي خصه الله سبحانه وتعالى في سورة النحل ، وذخرت الأحاديث النبوية بذكره في مواضع عدة ، أجرى فريق بحثي سعودي من جامعة ” الملك عبدالعزيز ” دراسة حديثة نُشرت يونيو الماضي في دورية Journal of Biomedicine and Biotechnology لمعرفة الدور الذي يلعبه “عسل النحل” للوقاية من سمية مادة الميلامين ( Melamine ) في كبد مجموعة من الفئران.
ومادة الميلامين (Melamine ) هي مركب حلقي غير متجانس ، يشكِّل النيتروجين حوالي 66 % من كتلته ، ويدخل عادةً في صناعة الدهانات والبلاستيك والمواد اللاصقة، كما يدخل في صناعة الأطباق ، أدوات المطبخ ، المطاط والمنتجات الورقية ، ولكن نظراً لمحتواه النيتروجيني العالي تم في الآونة الأخيرة اضافته بشكل غير قانوني الى المنتجات الغذائية كحليب ووجبات الأطفال وغيرها من الأطعمة لزيادة محتواها البروتيني ، الأمر الذي سجل العديد من حالات التسمم بالميلامين في بعض الدول. وحسب تفاصيل الدراسة فان تدعيم الغذاء بكمية من الميلامين تصل الى (20000 جزئ في المليون) على مدار 28 يوم تسببت في تأثيرات عدة على وظائف الكبد، أهمها تقليل مستوى بروتينات الدم، ورفع مستوى انزيمات الكبد Alanine Aminotransferase (ALT) , (AST) Aspartate Aminotransferase , (ALP) Alkaline phosphatase ) ، اضافة الى التغيرات النسيجية كالتقرحات في أنسجة الكبد حول الأوردة الرئيسية وترسب جزيئات الميلامين . وبعد المعالجة بعسل النحل تحسنت وظائف الكبد وزادت بروتينات الدم كما تحسن شكل الخلايا . وقد عزت الدراسة التأثير الوقائي لعسل النحل الى مركباته الحيوية التي تشمل الفيتامينات والفلافونويد ومضادات الأكسدة التي تعمل معا للتخلص من الجذور الحرة ( free radicals ) ما يجعل بالامكان استخدامه كمضاد لسمية الميلامين في الحيوان والانسان على حد سواء فهو شفاءٌ للناس من كل داء. .