** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 مقام البوح:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبينوزا
فريق العمـــــل *****
سبينوزا


عدد الرسائل : 1432

الموقع : العقل ولاشئ غير العقل
تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..

من اقوالي
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5

مقام البوح: Empty
11062010
مُساهمةمقام البوح:

[img][/img]

عندما
أفتح عيني أرى كل شئ، وعندما أغمضها لا أرى إلا الراعية.




قلت
لها:" أيتها المتربعة هناك على هضبة الروح ترتب الأغنام وتسنُّ قوانين
المراعي، هل تأذنين لي الليلة بالدخول، قتلتني مواجيدي أيتها الأمينة على
تراث الرعاة. اشتقتُ إليك، إلى ثغاء الطيوف المنسابة في جنبات هذا الوادي،
اشتاقت روحي إلى قهوة الأصائل، ناوليني شيئاً من العشب أسُدُّ به رمق
الروح، هيئي لي متكئي بين السُمَّار، صُبّي قهوتي إنني في الطريق. اشتقتُ
إليك".




قلت
لها: "اشتقت إليك". قالت:" أمتْ نفسك حتى تراني". قلت: "لا أستطيع". قالت:
"عندما تكتمل أشواقك ستلقاني هناك عند الضفة النائية. لا تقلق سيدلُّك
الموتُ على مكاني. وسوف نشرب القهوة كما اعتدنا عند الأصائل معاً.


هش على
أغنامك وحروفك واقبض على الجمر والقصيد فإذا وصلت مفترق طريقين: أحدهما
يسير عليك والآخر تسير أنت عليه فاسلك الدرب الذي يسير عليك عندها ستلقاني.
والآن لا تنس أغنامك ولا تستعجل اللقاء".





ذات
وجدً دلَفتْ هجعة حُلْمي، لَكَزتْ روحي بطرف العصا، وقالت: "ما تزال
نائماً! قم فإن الرعاة لا ينامون. لاقني هناك عند السنديانة الغربية، سوف
ألقاك بالقهوة والثغاء. إياك أن تنام إذا أشرعتِ المراعي حنينها وإياك أن
تصحوا إذا أقبلت نحوك الأشياء".




ذات
هزيعٍ من الحُلْم لاقيتها عند منعطف الكثيب على الشاطئ الغربي، انكببتُ
عليها، قبلتها بين عينيها. قالت: "قبِّل الروح إنِ استطعت". قلت: "كيف"!
قالت:"اخلع نعلك ولغتك وادخل مقامي بلا حروف. والآن انظر إلى تلك الشاة
الشاردة، حُدًّها عن الحمى، توشكُ أن تقع فيه".






جاءتني
الراعية ذات هجعة وقالت: "قم بنا إلى هذا الكثيب عند العدوة الدنيا من
الوادي، لديَّ ما أقوله لك". نهضتُ معها، مشيتُ كثيراً حتى حفيتْ روحي.
قلت: "تعب فؤادي يا سيدة المسافات، فهل وصلنا"؟ قالت: "سؤالك عن الوصول
دليل عدم وصولك، عندما تنسى الوصول تكون قد وصلت". قلت: "طالت الرحلة".
قالت: "لم تطل ولكن الراحلة بطيئة". قلت: "متى أصل؟" قالت: "حين تصل إلى
المنطلق الذي انطلقتَ منه". قلت: "كيف؟" قالت: "عندما تعرفُ نفسك". قلت:
"فما الأشياء التي قلتِ ستقولين لي؟" قالت: "أقولها عندما تصل".




ثم إننا
وصلنا نهراً تعُبُّ منه خلائق لا تحصى. خاضت الراعية النهر وترددتُ. قالت:
"انزع عقلك ورداءك وامض معي". خضتُ قليلاً في الماء، ثم تلفَّتُ فلم
أجدها. قلتُ: "يا وحشة الطريق، أين أنتِ يا دليل الروح"؟ فردَّ الصدى: "أنا
هناك على الكثيب، على الشاطئ الأيمن، أمضِ إليَّ ولا تلتفت للوراء فتهلك،
ولا تتردد فقد أعددتُ لك قهوة ومتكأً والسمار ينتظرونك".




شققتُ
روحي ،صرختُ: "يا أهل هذا الوادي هل من دليل"؟ فردَّ الماء: "دليلك بين
جنبيك". قلت: "أين الراعية"؟ فجاوبت المراعي: "أقربُ إليك مما تتصور، لا
تستوحش، فإن من علم لذة الوصال هانت عليه مشقةُ الرحيل". قلت: "أريد أن
أراها وأسمعها، لقد وعدتني أن تقول لي كلاماً". قالت المراعي: "انظر
أمامك". نظرتُ فرأيتُ ورائي يقترب مني كلما ابتعدتُُ عنه. قلت: "يا أهل
المرعى تهتُ فبصروني". قالوا لقد أبصرت"، قلت: "فقهوتي"! قالوا: "قد
شَرِبتَ". قلت: "فماذا أرادت الراعيةُ أن تقول لي"؟ قالوا: "قد قالت فلا
تكن من الجاهلين".




قالت:
"ما أكثر الخطباء وما أقل البلغاء. إياك يا مسكين أن تخدعك عباراتُ الخطباء
عن إشارات البلغاء. لا تصدق كثيراً من الدعاة إلى الله في زمانكم، إنما هم
دعاةٌ إلى أنفسهم". قلت: "ماذا"؟ قالت: "إي والله. اهرب من أكثر الذين
يقولون لك تعال معنا إلى الله، وأتِ إلى الله وحدك إن أردتَ أن يقبلك".
قلت: "والدعاة"؟ قالت: "بلغاء، ليس بالضرورة أن يكونوا أولياء. يا ولدي أهل
الله لا يعرفهم إلا الله، فدعك من الزبد المركوم على أطراف المرعى، وادلف
إلى عشبٍ أخضرَ في بهاء الروح. يا بني إنك إن علمت من يدخل المرعى ومن لا
يدخل زاغ عقلك. يا ولدي دخل المرعى العصاةُ وحرم منه العابدون، فكن على
حذر.




قالت:
"إذا أقبلت السماء فأقبل، وإذا أقبلت الأرض فأدبر، فإذا أقبلتا معاً فالجأ
إلى حافة البهو الفاصل بينهما، علِّق روحك عليه، إياك أن تهوي، وأياك أن
تصعد، وإياك أن تبقى في مكانك، واصبر فإنه لا يدخل مرعايَ إلا الصابرون".
قلت: "لا أفهم". قالت: "لن تفهم حتى تدرك أن الأغنام هي التي ترعى الرعاة
إذا أوشكوا أن يقعوا في الحمى". قلت: "وما الحمى"؟ قالت: "لست من أهله ما
دمت تسأل عنه، عندما تصير من أهله، فإنك لن تسأل عنه".




قالت:
"تطهر من النساء إلا مني، أنا التي أحببتك حدَّ الموت وغيري وقفت بحبك على
تخوم الحياة .قلت ما أسعدني بغيرتك عليَّ. قالت: ما أحبك من لم يَغَرْ عليك
وما غارعليك من أرادك لنفسه. يا بني: بين أن يحبك أحد لنفسه وأن يحبك أحد
لنفسك خيط دقيق حار فيه أهل المواجيد"




قلتُ
لها: "سيدتي، العالم يحترق". قالت: "هذا ما تراه، ولكني أرى مخاض المراعي،
وانقشاع وجه الأرض. كلما زاد الحريق عرِّض روحك له فثمةَ عشبةُ تحت كل
جمرة. ابتسم اللهيب الكبير لم يأتِ بعد".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مقام البوح: :: تعاليق

هشام مزيان
رد: مقام البوح:
مُساهمة الأربعاء يونيو 16, 2010 5:27 pm من طرف هشام مزيان
قلت
لها:" أيتها المتربعة هناك على هضبة الروح ترتب
الأغنام وتسنُّ قوانين
المراعي، هل تأذنين لي الليلة بالدخول، قتلتني
مواجيدي أيتها الأمينة على
تراث الرعاة. اشتقتُ إليك، إلى ثغاء الطيوف
المنسابة في جنبات هذا الوادي،
اشتاقت روحي إلى قهوة الأصائل، ناوليني
شيئاً من العشب أسُدُّ به رمق
الروح، هيئي لي متكئي بين السُمَّار،
صُبّي قهوتي إنني في الطريق. اشتقتُ
إليك".
 

مقام البوح:

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» مقام البوح:
» لكل زوجة لم تستطع البوح بالكلام...
» تعدد الوحدات الأسلوبية في تقنية البوح واستعادة الزمن
» أعضاء حمزة في مقام الخوف
» مقام الجنس وتصوّف الحواس "

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: