زهرتان من عِنبِ المَاء ِ

ما
حدث لزهرتين لم تذبلا /

زهرتان
من عنب الماءِ /

قيل
التهمتهما فوهة الحجر الخادع التراب.

بسبب
حاجة الآباء للعيش فحسب

لا
للحياة.

ذهبتا
حتى قعر المياه اليابسة.

هل
غرقتا ؟!

كيف.؟

ولماذا؟!

يقال
في دائرة ماء أرفع من قامتهما.

من
أين يأتي الغرق إذا...

وأنى
للماء أن يكون عدوا ؟ً

الأرجح
أن الماء كان يقصد الاغتسال ببراءتهما

ليتطهر
بعرف زهرتين.

أي
قسوة أيها الألم..

كانتا
طفلتين طريتين

ودافئتين
في صدر أبيهما

كفلقتي
ضوء ٍ في الأسحار

كغصني
ريحان

لا
تُذكِّر خُضرتهُ بالمَوت -

وإن
رأت ذلك – رائحته.

تذهبان
في الصباح الباكر

إلى
المدرسة التي بلا مُدَرِّس.

والقرية
التي بلا أناس

ولا
أمكنة

للرائحة.

زهرتان
بيضاوان / لا يشبهان الثلج

كانتا
مثل كون البُن بعد آن يُزَهَّرْ.

يبكر
الصباح فيهما

كخطوة
في الطريق إلى " الزاهر" (*)

ككلمات
من هدوء النسيم الذي يبكي

في
عيوني.

كموسيقى
بللت أرض الغرفة.

من
يعوض غياب الحديقة عن النظرة.

طفلتان
حرمتا من ألعاب كثيرة

ومن
تجهم وجه السماء غالباً.

حرمتا
حتى من كتب نظيفة لسنة ُأولى؟

وغير
مرة زارتا بيتي بجوار المَدرسة /

طفلتان
زهرتان مازالتا تصافحان طفلي زهير

بحرارة
..

وطمأنينة.

تصافحان
زهير ا الذي ما غابتا عنه كعينيه

حتى
إذ يرى بهما

أحلامه

ومبتسما
للملائكة.

طفلتان
شقيقتا روح كرئتين.

يقال
قتلهما الماء /

وأثقلت
جسداهما القطرة المفتوحة

على
القيامة .

فم
الماء الفاغر الفم.

هل
أغرق الهواء حقا.

كيف
للصباح أن يعود إلى حضن أمه ِ ؟

ظلال
الزهرتين

هل
تعود غدا وتمر بجوار أحجار المنازل

وحائط
المدرسة

كعادة

الصداقة.

هل
تفرح بهما الفصول

في
حصة الغد.

يقال
ذبلت الزهرتين في قاع البئر.

لكن
صورتهما بقيت تعشب على جدار البيت...

ودمعة
الأم.

المألوف
أن الماء

يحيي
الكائنات الخضراء

والجميلة.

لماذا
يمد الماء ذراعيه هذه المرة

ولا
يحنو على وردتين.

يقال
" كل إناء بماء فيه ينضح"

ترى
.. هل كان ذلك هجاءً مباشرا للماء

إذ
يقسو؟!

يا
قلبي الوجيع

كيف
ستمسِي هذه الليلة بلا اسم

يا
حيدر يحيي

هل
فكرت يوما

أن
تكسر مرآة الأصابع

ولو
مرة واحدة..

وتكره
التدخين.

و
كمنفى اختياري للندم.

قد
لا يضر التدخين /

لا
تصدق النصائح الإعلانية

عن
أمراض الرئتين والقلب /

الحكومات
نفسها : مُضرة بالصحة.

لو
تحضن حياة زهرتيك الآن

قبل
أن تواريهما نظرة الطين.

كنت
حضنت غيابك في التراب الأخير.

زهرتاك
التي غرقتا في " بئر المَذاب "

هل
فكرت أن تحرس براء تهما من ذئب الفجيعة؟

لو
.....

لو
......

لو
..............

يقال
أن لو – تفتحَّ مِن عَمل "الدُخان" -

يا
الله....

ما
الذي تستطيعه الحَديقة الآن مِن أمنِية

بعدما
اغتربت عنها النظرة ؟

وسال
حبرٌ كثيرٌ في العُيون.

كل
بئر تخون الأبناء.

الأمر
لا يتعلق بفن السِباحة؟!

غير
أن الآباء هم السبب

"
نحن السبب"

الآباء
يدمنون الوقت

في
القات

وتراجيديا
اللامبالاة.

أي
خرافةٍ

أن
نصدقَ الهاوية.

الماء
َيقتلُ فلذات الأكباد.

و
البئرُ لا تحفظ السِّر .

البئر
خطيئة لا نعترف بسقفها.

البئر
تأخذ الزهور من حدائق الأمهات

وتسرق
ابتسامة الصباح التالي.

الماء
جديرٌ بالإدانة

ما
لم يعتمر الزنك.

ويعتذر
للأغنية.

الماءُ
يقتلُ بدم بارد

والقدرُ
"صَرَّافٌ آلِي"

مُسدس
الماء صار يقتل أيضا ً.

كم
نحن مدانون إلى هذا الحدّ

...........
مِن السِّكِين ِ

حين
َ

لا

سِوى

الألم
؟!

زهرتان
من عنب الماءِ /

قيل
التهمتهما فوهة
الحجر الخادع التراب.

بسبب
حاجة الآباء للعيش
فحسب

لا

زهرتان من عِنبِ المَاء ِ

زهرتان من عِنبِ المَاء ِ :: تعاليق

زهرتان من عِنبِ المَاء ِ