** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 حصتنا في البحر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبينوزا
فريق العمـــــل *****
سبينوزا


عدد الرسائل : 1432

الموقع : العقل ولاشئ غير العقل
تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..

من اقوالي
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5

حصتنا في البحر Empty
10062010
مُساهمةحصتنا في البحر

أيها الماءُ الكبير
قبل أن
تنسى
يجوز لنا استعادتَك كلما حَزّت أطرافَنا حبالُ المسافةِ وهي تمحونا
بغيابك
يصحُّ لنا أن نَحُكَّ عدستَك لنوقظَ الماءَ النائمَ في
مستنقعاتٍ تحزمُ الجُزرَ الناعسة
ينبغي لنا،
نحن الذين لم يكن يطيبُ
لنا ليلٌ بدون نجومِك،
ولا يهنأ لنا نومٌ بغير أغاني أمهاتِنا عنك.
كنا نضعُ صناديقَ أحلامِنا في موجك. فتضمُها في التجاعيد، مطمْئِناً
ثقتنا في رحمتك
وكنتَ تخصُّنا بأحلامٍ تحرسُ وحدَتنا عندما نذهبُ إلى
النوم، حتى إذا ما سأَلَنَا الأطفالُ عن الهدايا، نُهَدهِدُهم بالتعاويذ،
ونمسَحُ بفصوص الملحِ الشفيفِ أكتافَهم، زاعمينَ أنكَ ستبعثُ معنا
هلامياتَك التائهة، ونجومَك الطريّة، لتوقظ َغفلتنا في سرير الأعماق،
كائناتٌ
حالمةٌ نحملها معنا تلاعِبُ أطفالَـنـا وتؤنِسُ نسائَنا في الوحشة.

يا بحرنا
نتذكرك قبل أن تنسى،
كنا نجوبُ معكَ سواحلَ أفريقيا مثل
الحيتانِ الخجولةِ، نتقصّى حصَتنا في موسيقى الرقص المترنح ثمِلاً بالجراح
نصغي
لأجسادٍ محبوسةٍ في الغيم
نحصيها مثل سُعال أكبادنا.
نسألك عن حصتنا فتغمرنا بفتنتك الصارمة،
نحصي خساراتِنا
فتشملنا بغضبتك الحانية
هل أنتَ بحرُ البناتِ وهُـنَّ في
الخطف.
يا بحرنا
قبل أن تنسى،
كنا في الأجنحة المتعبة لنوارس التيه.
تقودُنا فناراتُ محيط الهند. نتبع سبلَ البهارات المتصاعدة من عُتمة غاباتِ
المطر المتواصل. أبازيرُ نشمُّها مثل الأعشاب البحرية، عالقةً في أقدامنا
ونحن نخرج من جيوبكِ المشحونةِ بأجراس النكهات النفّاذة.
هوادجُ تهطلُ
في صهدنا ودموعنا. وشهقاتُ اللذةِ في الأرُزِ بمذاق الثِمار الفجّةِ، في
الأواني الشهوانية الثملةِ بأخلاطِها.
يا بحرنا
حتى إذا ما نسيتَنا، وأحزانُنا تحرسُ النحيب،
نستعيدُ
ربطَ العصائبِ الخضراءِ في أصابعِكَ فتتذكرنا. نحن ضحايا الماءِ المنهوب،
نرفعُ
نحيبَنا كلما بعثتَ لنا بجنازةٍ غامضةٍ. وطلبتَ منا التحلي بالصبر وعدم
إطلاقِ الصوتِ الفازع، لئلا تجفلَ الأسماكُ عن مصائِدنا
وتشرحُ لنا
العلاقة الخفيّة
بين الفقد الغامض
والصيد
الوفير
وشحِّ الأرزاق.
يا بحرنا
وأنت في نسيانِكَ،
تَفْرِزُ مشتهياتَـك في رمل عواطفِنا
الفائضة. وتُكثِّرُ تصانيفَ الأحبارِ الماكرةِ وتَعِدُنا بالحقائب
المكتنزةِ بالقواقع. فنصدِقُ الرسائلَ، ونبدأ في قراءة موجِكَ على نسائِنا
اللاهياتِ بالسهر على أواني الطرائد وفاكهة الصيد.
وحدُه كلامُكَ
يسعفنا ساعةُ إقناعِ النساءِ بالذهاب إلى النوم حيث الأحلام في انتظارهن.
يا بحرنا
إنسِنا إذا طابَ لكَ ذلكَ.
سنحتفظُ بأنيابِكَ الصخرية
وحَسَكِ أسماكِكَ المستوحشة في الأعماق مثل الوشم في أجسادنا الناحلة.
فليست الهدايا وحدها تقدِر على صقل مواهبنا.
الجراحُ تفعلُ ذلك أيضاً..
وتُحسِنُه أكثرَ منا.
يا بحرنا
كلما نسيتَ،
نتذكرك في الخطر المريع تحرسُه زرقةُ
خطواتُك
كلما رأينا أخطبوطَكَ العجوزَ يتخبَّطُ في خُرقته
وهو
يرقبُ المخلوقاتَ الفظّةَ تتحشَّـدُ لتُهندسَ لنا الكارثة
تُحْدِقُ
وتفتُكُ بنا وتنالُ منا.
يا بحرنا
لا ننساك،
نحن نساؤك الفاجرات،
نفقد رجالَنا في
غيابِك
فنصونُ لهم مكامنَ اللذةِ بفتيانٍ قليلي الخبرة
منذورينَ
لوحشةِ المرافئ
نستفرد بهم في غرفنا السرية ،
نلقنهم درسَنا الباكرَ
في المعاشرات الماجنة حتى نُنهِكهم بالمِتَع.
فإذا فرغنا منهم

استدرنا لكَ يا بحرنا الوحيد قبيلَ أن تهرمَ.
نناديك
بالشغف وغيرِه
بالغنج وغيرِه
بالشبق وأكثرَ منه
نُحنّي
لك كعوبَنا بالشهوةِ ونُـدللكَ بالغوايات.
حتى إذا ما نزلنا نغمسُ
أقدامَنا المشبوقةَ في زرقتِك الكامنة لنستعيد الرجال بالمرايا
فتعتريكَ
الرعشةُ الباهرة
وتصرخ فينا وتنهرنا موبخاً طيشَنا النبيل.
يا بحرنا
بنسائك الثواكل
تذَكِّرُنا بأزواجِنا الغائبين،
وتأخذ
في سردِ أسماءِ رجالِنا واحداً بعد الآخرِ،
تغنيهم في ترتيلِ مَنْ
يَكرزُ لرعيةٍ جاحدة
وتغرسُ كلَ رجلٍ بإبرةٍ ناعمةٍ في كتفِ امرأتِه
فتتصاعد
ضحكاتنا الماجنة بمرح الذبائحِ في شريطك الساحلي
من رأس
البَرّ إلى رأسِ الرُمان.
يا بحرنا
بندماء نسيانك،
تلك نساؤُكَ الصريعات يُطلقنَ تضرعاتَهن
من غربة الآبار العذبة. رَجاةَ أن يَكفَّ الوقتُ عن الحركة،
تواصلُ
الشمسُ انتظارَها في كبدِ السماء،
وتنامُ كلُ امرأةٍ في حلمِها
الساطعِ،
فيتأخر الليلُ... ولا يأتي.
يا بحرنا
إن تنسِنا، ضِعنا بعيداً عنكَ.
أنقذنا.
وأنتَ
مدججٌ بالمستعان به من الذكرى
فكنْ أدرى
لقد طاشَ الجنونُ بنا
ونحن
نَدرِّبُ الموتى على النسيان
ندفعُ خطوةً ونؤجلُ الأخرى
فَخُذ يا
بحرنا يدَنا
مَشرَّعةً كما يستنجد الغرقى

بأشلاءٍ من الأسرى.

8-6-2010
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

حصتنا في البحر :: تعاليق

هشام مزيان
رد: حصتنا في البحر
مُساهمة الأربعاء يونيو 16, 2010 5:19 pm من طرف هشام مزيان
تنسى
يجوز لنا استعادتَك كلما حَزّت أطرافَنا حبالُ المسافةِ وهي تمحونا
بغيابك
يصحُّ لنا أن نَحُكَّ عدستَك لنوقظَ الماءَ النائمَ في
مستنقعاتٍ
تحزمُ الجُزرَ الناعسة
ينبغي لنا،
نحن الذين لم يكن يطيبُ
لنا
ليلٌ بدون نجومِك،
ولا يهنأ لنا نومٌ بغير أغاني أمهاتِنا عنك.
كنا
نضعُ صن
 

حصتنا في البحر

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: