يقف عند مفترق الطرق .. يترقب القوافل ويسأل عن ناصر ..
فتمر به عشرات القوافل ولا يكون فيها ناصر ..
بل قالوا فينا حسن و صادق و بشير ..
أما حسن فطوال حياته لم يحسن .. وهو جمع من المتناقضات يقال أنه في زمرة من يعلمون
ولكن علمه لم يأتي يوماً ببشارة لأهل أو بخير لوطن ..
وهو حيرة يوجد الحيرة قبلأن يوجد الخير والرخاء ..
وبمحصلة التجارب مشواره غير نافع لبلد ..
وقد يكون أضراره أضعاف منافعه ..
وقد لا تكون له منافع إطلاقا ..
ومن يتعمق في بحره فلا يجد عمقاً بذلك الصيت
بل ضحالة بدرجة الأسف ..
فهو في الفكر جمع يمارس الفراغ والزيف بدرجة الملل ..
ومن فترة لأخرى عندما لا يجد الانتباه من الآخرين يوجد فرية جديدة شاذة في الأحكام ليتجادل الناس فيها فيكون هو ذاك الرمز المشار ..
وحتى تلك الحيلة أصبحت ممجوجة الآن ..
يمكر كالثعلب ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله .. فدائماً وأبداً هو واقع في محن مكره ومؤامراته وفتنه ..
وأخيراً بدأت عليه علامات التخريف وعلامات الخلل في الشبكة .. وتلك ناصية هو قد بلغها .. وقد يكون افتراقه للقافلة على وشك ..
فإذا كان ذلك فإما خلاص من قيد مكبل للمشوار .. أو خليفة أوجده من قبل لتتواصل المصائب سيرتها ..
أما الصادق فلم يصدق مرة في عمره .. والفلسفة لديه كلام بغير عمل وليس عمل بغير كلام .. وثرثرة في معظم الأحيان .. وأعظم كلمة يجيدها هي كلمة(ينبغي ) ..
فأدخل الناس في حيرة .. ( من ينبغي ؟؟!! )
- لقائد يملك الزمام ثم يختم قوله بكلمة ينبغي ؟؟
- أم لرعية يعرفون حقيقة ( ينبغي ) ثم ينتظرون من يوجدها في واقع؟؟!! ..
فهو لم يتجرأ يوماً وملك الإشارة مرة في حياته بإنجاز يشار إليه ..
فيقال ذاك إنجاز من إنجازاته ..
وتواجده في ساحة القوافل ابتلاء لأمة تتمنى الخلاص من رمز واسم
يحمل إشارة الصدق دون صدق ..
ثم يتواجد كعلامة دون أن يحمل المعنى ..
أما بشير فجاء يبشر .. فنال الرضا بالتبشير في مرحلة اختبار وامتحان من أمة جربت من قبل .. ثم ربطوا الأحزمة على أمل الفرج القريب ..
ومرت الأيام والوعود تكررت بغير مصداقية ..
والسنوات تلاحقت .. ولكنها تلاحقت عجافاً لم تجلب راحة لغالبية تعاني ..
وكل مرة نراه يتوسط الحلقات ثم يعشق الرقص ..
وفي مراحل سابقة تواجد من يوافقه في الرقص عشماً في خيرات مقبلة ..
فرقص معه الجوعى والحفاة على أمل وعود بمائدة سعادة منزلة لتكون عيداً لأولهم وآخرهم ..
مع الفارق بين من يرقص حافياً وجائعاً
ومن يرقص شبعاً وترفاً ..
وفي النهاية توقف الراقصون الجوعى عن الرقص .. لأن الأبدان بدأت لا تتحمل الإسراف بالرقص وهي منهكة وجائعة ..
وبقي الآن في الساحة فقط من يرقص وقد تناول من القصعة ..
والوقفة من جديد عند مفترق الطرق
والسؤال عن ناصر ..
ولكن حتى في تلك الوقفة
غاب عنها الكثيرون من أبدان أصبحت يائسة ومتهالكة ..
ثم هناك إشارات قاتلة مهبطة
بأن القوافل قد تكون خالية كلياً من ناصر
يوجد النصر ..
ذاك القادم الذي مثل الأمـل ذات يوم