دوحة " ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
عدد الرسائل : 227
تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | رحلة في فكر.. راقصة! | |
في بلد عربي شقيق.. هل تعلم أن أسهل طريقة لكسب المال قانونياً هو العمل راقصة! يفسد متعة هذه الحقيقة النظرية عدم امتلاكي للمقومات المطلوبة، لكن المطمئن في هذا الموضوع أننا جميعاً راقصون بالفطرة، فجينات الرقص فينا متجددة لا تموت ولا تستحدث من العدم، فلو لم نكن كذلك، فما تفسير الحالة التي تصيبنا عند دخولنا المصعد، وأول ما يقفل عليك الباب تبدأ الرقص أمام المرآة حتى ما إذا فتح الباب رجعت لحالتك الطبيعية؟! وآلاف الدقائق التي رقصتها أمام المرآة وأخرى في حضرة غياب المدرس عن حصته؟! وكوني كاتباً هذا لا يعني أن الحقائق والفضائل والحلول النموذجية حصراً في مخيلتي وعقلي البريء، فالراقصة مثلا تجيد قراءة الناس وفهم حقيقة أن هناك كتاب كثر أطلقوا سهامهم المسمومة تجاه دول وعلماء وقادة رأي أجلاء آملا في نيل الشهرة، ولو استطاعوا هز وسطهم لسبقوها إلى ميدان الرقص حبواً لتحقيق هدفهم، وهو الشهرة قبل أموال السكارى الذين لعبت برؤوسهم الخمر، إلا أن الفرق النبيل بين هذه النوعية من الكتاب والراقصة، أن الكاتب السيء مصدر أمواله مجهول، وغالباً له كرش، أما الراقصة فأموالها معلومة المصدر، أحياناً تكون من جيوب هؤلاء الكتاب، رشيقة بالطبع، والتجارب قالت أن توبتها أقرب من توبة الأول! حقيقة لطالما تمنى صحافيون وكتاب الرقص بديلا للكتابة، ومنها ما ذكره أنيس منصور عن توفيق الحكيم، حين سمع الأخير أن غنياً منح راقصة مبلغاً كبيراً من المال فقال: "دحنا نرقص بدل ما نكتب أحسن!".. أعتقد أن توفيق الحكيم قال (رقاصة) لا راقصة. واليوم غدا كل شيء يرقص، فهناك مغرد ترقص كلماته بين المتابعين، ورقص الإعلانات على عقول البشر، وهناك رقص قبيح ليس رقص المؤخرات، وإنما رقص اللحى والذمم! فقبل فترة ليست بالبعيدة، وقعت بين يدي فتوى مصرية تجيز الصلاة ببدلة الرقص، قد يكون هذا نوع من التشجيع على الرقص، فربما تود راقصة شرقية أو راقصة على عامود أن تصلي في وقت الاستراحة (البريك)، فتصلي بملابس العمل! ولك أن تعلم أن الراقصة تجتهد في عملها، تلبس أقل وترقص أكثر، تملأ البهجة محيطها، في نهاية كل موسم تقوم بجولة على الأحياء الفقيرة، تتفقدها وتتبرع بما تجود به، وقد تسافر لأداء العمرة لتدعو الله أن يوفقها، وتشكره لأنه وفقها في تلك الرقصة.. دلوني على كاتب في نصف طيبتها! ناهيك عن الفوائد الجمة المتحققة من وراء الرقص، فهي تخفف الوزن وتزيد الليونة، ويساعد الرقص أيضاً على تخفيف التوتر والعصبية، فهل صادفت يوماً راقصاً أو راقصة عصبية؟! بينما هناك مقالات ترفع الضغط، وتسبب الضجر والكآبة والأزمات القلبية والدماغية والفشل الكلوي وصولا إلى الوفاة! إذن.. أي الكفتين رجحت لديكم: الراقصة أم الكاتب السيء؟! | |
|