باروسو يحث ميركل على مواصلة التقشف بأوروبا | | |
|
باروسو رحب بخطط ميركل منح المفوضية الأوروبية مزيدا من الصلاحيات لمراقبة السياسات المالية (لجزيرة نت) |
خالد شمت-برلين
حث رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو المستشارة الألمانية
أنجيلا ميركل على مواصلة حكومتها الجديدة إجراءات التقشف الحاد التي انتهجتها السنوات الماضية مع الدول الأوروبية المأزومة، ورحب بخطط برلين الداعية لمنح مفوضيته مزيدا من الصلاحيات لمراقبة السياسات المالية والاقتصادية لدول
الاتحاد الأوروبي.
وقال باروسو -في مقابلة مع صحيفة بيلد الشعبية الألمانية واسعة الانتشار- إن الحكمة تقتضي الاستمرار بمسار أوروبا الحالي المعتمد على ضبط الأوضاع المالية والميزانيات العامة والإصلاحات الهيكلية والاستثمارات المستهدفة.
وأشار إلى أن محور سياسة أوروبا الاقتصادية هو التركيز على خلق أجواء من الثقة بالأسواق المالية وتحقيق معدلات نمو أكبر وفرص عمل جديدة، ورحب رئيس المفوضية الأوروبية في الوقت نفسه بخطط المستشارة لمنح بروكسل المزيد من الصلاحيات الرقابية على ميزانيات دول الاتحاد الأوروبي وسياساتها المالية والاقتصادية.
وقال إن المفوضية الأوروبية تعاونت خلال الأزمة المالية مع الاتحاد وبرلمانه في وضع قواعد إصلاح أساسية أتاحت تنسيق السياسات المالية والاقتصادية الأوروبية وإصدار حزمة تعزيز الانضباط المالي، وأشار إلى أن المفوضية الأوروبية تستعد للمرة الأولى لإصدار تقويم خلال هذا الأسبوع لمشروعات ميزانيات الدول الأعضاء بالاتحاد.
|
ميركل تبدي تحفظا تجاه تقنين حد أدني للأجور (أسوشيتد برس) |
حكومة ألمانيا
وحول تشكيل حكومة ألمانيا الجديدة من ائتلاف يجمع بين الحزبين الكبيرين المسيحي الديمقراطي بقيادة ميركل والاشتراكي الديمقراطي بزعامة زاغمار غابرييل، قال رئيس المفوضية الأوروبية إن حكومة قوية ذات اهتمام بأوروبا ستمثل إشارة مهمة باتجاه الاتحاد الأوروبي.
وأشار باروسو -الذي يترأس المفوضية الأوروبية منذ عام 2004- إلى وجود خبرات جيدة لديه من التعامل مع حكومة الائتلاف الألماني الكبير بين المسيحيين والاشتراكيين بزعامة ميركل بين عامي 2005 و2009، وأشار إلى أن المفوضية الأوروبية ذاتها تمثل حكومة ائتلاف كبير لأوروبا بقياداتها من السياسيين المنتمين لأحزاب مختلفة.
وتزامن نشر مقابلة باروسو مع بدء الحزبين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي اليوم الأربعاء مفاوضات ستستغرق عدة أسابيع لتشكيل الحكومة الجديدة، التي تشير التوقعات إلى أن الحزبين سيعلنان عن قيامها نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
وتمثل قضية تقنين حد للأجور بواقع 8.5 يوروات للساعة أبرز نقاط الخلاف بين المسيحيين والاشتراكيين، حيث تبدي ميركل تحفظا تجاه تقنين حد أدني للأجور، بينما يصر عليه رئيس الحزب الاشتراكي غابرييل، الذي يحظى بتأييد اتحاد النقابات الألمانية المصر على إصدار قانون للحد الأدني للأجور خلال المائة يوم الأولى للحكومة القادمة.
" باروسو: انضمام دول البلقان للاتحاد الأوروبي أفضل من تركها تسقط بالهوة السوداء السحيقة لعدم الاستقرار بعد سنوات من الحرب " |
توسعة أوروبا
من جانب آخر، رد رئيس المفوضية الأوروبية على سؤال لصحيفة بيلد حول حدود توسعة الاتحاد الأوروبي، قائلا إن الاتحاد يعتزم بالمدي البعيد ضم دول البلقان لصفوفه بمجرد استيفائها معايير العضوية.
واعتبر باروسو أن انضمام دول البلقان للاتحاد الأوروبي "أفضل من تركها تسقط في الهوة السوداء السحيقة لعدم الاستقرار بعد سنوات من الحرب".
وقال المسؤول الأوروبي إن حصول تركيا على عضوية الاتحاد الأوروبي سيتطلب المزيد من الوقت، ويحتاج لاستيفائها شروط العضوية وموافقة كل دول الاتحاد على انضمامها لصفوفه.
ولفت باروسو إلى أن إعلان بروكسل الداعي لمواصلة مفاوضات العضوية مع أنقرة في الخامس من الشهر القادم يعكس اهتمام الاتحاد الأوروبي بمواصلة إجراءات الإصلاحات بتركيا "التي تمثل لأوروبا بلدا مهما من الناحية الاقتصادية والجيوإستراتيجية".
المصدر : الصحافة الألمانية,الجزيرة