نحن دعاة اقامة المجتمعات المدنية في الدول العربية والإسلامية اكدنا دوماً وأثبتنا بالدليل والمنطق زيف غالبية الأنظمة الجمهورية في المنطقة والعالم لان هذه الأنظمة اسوء بكثير حتى من الأنظمة التوريثية او الأنظمة التي تعتمد على الحكم الفردي، وخير دليل على ذلك: • في تركيا وقبل عام بالتحديد صرح الرئيس التركي طيب اردوغان بعبارة كدنا نرسل له هدايا باقات ورد ونقبّل يده على فحواها حيث قال مخاطباً الأحزاب والرأي العام في تركيا: (اشعر بالخوف والقلق من عدم وجود اعتراضات ضد حكومتي. نحن بحاجة الى اعتراضات ضدنا حتى يرضى عنا العالم ويتأكد للجميع انا في بلد حر وديمقراطي!)، هذا الكلام منطقي ومدني ولا يخرج الا من فم سياسي محنك وملتزم بالنظام الديمقراطي الجماهيري. ولكن نظراً لان الأحزاب العلمانية الإسلامية وغيرها في كافة الأنظمة الحالية هي أحزاب وأنظمة الجمهوريات مزيفة رأينا كيف اصدر اردوغان أوامره للعسكر والامن (اتفه الخلق) بفتح النار على المعترضين الذين نظموا فقط اعتراضات ومسيرات سلمية ضد قرار الحكومة بهدم او إزالة منتزه في اسطنبول، وكيف دفع اردوغان بعناصر الأمن والمنتفعين من الحكومة وقوى الشرطة والجيش الى شوارع وميادين انقره لاستعراض القوى والزعم ان هؤلاء هم الشعب وانه مستعد قتل وقمع إزالة نصف شعب تركيا لمجرد الاعتراض ضد قرار حكومي هامشي. • في مصر ظل محمد مرسي الرئيس الإخواني يكذب علينا لأكثر من عام من انه مع الشعب وان الناس الذين يتجمهرون في الشوارع والميادين هم اصحاب القرار السياسي الاخير وهم الذين يغيرون ويعينون أي نظام سياسي، وظل مرسي يعتمد على أمريكا وإسرائيل ودول غربية بإصدار قرارات الإخوان في إذلال الشعب المصري وربطه أكثر بعجلة وتبعية الغرب واسرائيل تحت راية الدفاع عن الإسلام والإخوان في سوريا وإخوانه طالبان أفغانستان وليبيا. وقد أكدنا مراراً من ان مرسي وعامة الإخوان يحملون افكاراً سطحية وهدامة وهؤلاء جاءت بهم بريطانيا المستعمرة واحتضنتهم بعد ذلك أمريكا ولم ولن يقاتل الإخوان لا ضد اسرائيل ولا من اجل تحرير سيناء او فلسطين وأفكارهم كانت ولازالت تشوه الإسلام الواقعي وان الدول الغربية تنشئ مثل هذه الجماعات للقضاء على الإسلام بغبائها السياسي ومواقفها المعادية للمجتمعات المدنية. والأكثر سخافة في التطورات الأخيرة ان مرسي ادعى انه رئيس شرعي وزعم الرئيس الاخواني من انه مختار من جانب الشعب بواسطة صناديق الاقتراع!. نتساءل: أليس حسني مبارك وغيره من الرؤساء الجمهوريين في الأنظمة المزيفة هم ايضاً كانوا رؤساء شرعيين حسب قولهم وخرجت أسماؤهم من صناديق الاقتراع (بالتزوير طبعاً) وتم إسقاطهم بواسطة إرادة الشعب وغالبية المصريين المتجمهرين في ميدان التحرير. غالبية الشعب أي واحد + خمسين لو طالبوا برحيل أي زعيم ورئيس ومسئول خلال الاجتماعات او الاعتراضات العلنية او غير العلنية فعليه ان يحزم حقائبه ويرحل فورا اكراماً لماء الوجه والا فان جميع شعوب المنطقة المتأثرة بربيع الانتفاضات على وعي كامل وقدرة فائقة لضرب هذا الرئيس وذاك على قفاه ووضع صوره تحت الإقدام. وأليس مرسي والإخوان جاء بهم قادة الجيش المصري الى السلطة بعد الانقلاب الأبيض على حكم مبارك والآن يزعم مرسي من انه مختار من جانب الشعب ولا يقبل بقرارات الجيش؟!. • من المؤسف جداً ان بعض الجماعات المتشدقة بالإسلام تريد من خلال الإرهاب والتهديد والإرعاب فرض الأفكار الهدامة التي تحملها على غالبية الجماهير بالقوة والإكراه خلافاً لصريح الآية التي تؤكد (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) نص هذه الآية يضرب كل رئيس ومسئول وزعيم جماعة مهما كانت سلطته ومكانته على قفاه وفمه من ان الإسلام لا يجبر الآخرين على القبول بالأفكار الهدامة او حتى بالإسلام اكراهاً وزوراً وبهتاناً وقمعاً حتى لوكان ذلك الشخص يدعي انه النبي رقم واحد بعد 124 الف نبي ومرسل. تصوروا مثلاً ان جماعة النصرة التي يأكل قادتها أفئدة وقلوب القتلى ويهتفوا بالله اكبر للمقاتلات الإسرائيلية القاصفة ان يحكموا يوما سوريا او بلاد الشام ؟ تصوروا ان تحكم جماعة طالبان او ما شابهها أفغانستان او أي بلد آسيوي وهذه الجماعة تقتل النساء اذا رفضن الحجاب الإجباري وتمنع التعليم والانترنت والتقدم وتهدم الحضارة المنقوشة في غور الجبال على مدى مئات القرون. تصوروا ان جماعة الإخوان وما شابهها من جماعات متخلفة وتكفيرية تتشدق بالإسلام تريد ان تحكم مصر التي أطاح شعبها بحكم الفراعنة ومحتكري السلطة الفردية. تصوروا ان ما تمسى الدولة او الإمارة الإسلامية في العراق تريد ان تحكم العراق او أي دولة أخرى في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا وهي الإمارة التي تتحالف مع أمريكا وإسرائيل وانظمة معادية لارادة الجماهير لارتكاب يومياً التفجيرات الإرهابية التي لا تحصد ولا تقتل سوى الأبرياء والعزل وأصحاب البسطات والبائعة المتجولين والفقراء المتسولين. تصوروا ان أمريكا او إسرائيل او دول أوروبية لا تاريخ ولا حضارة لهذه الدول تريد ان تفرض إرادتها السياسية وقراراتها الاقتصادية وغزوها الثقافي على جماهيرنا وامتنا ونحن على الأقل ننتمي الى دول مثل العراق ومصر وإيران وبعض المناطق الأخرى التي لها حضارة منظورة ومدونة ومحفورة بالأيادي في غور تاريخ لا يقل عن 10 آلاف سنة. فهــل نسمـــح لجماعـات وأفكار ترعـرعت ونمت فــــــــــــي أحضان الاستعمـار البريطانــي وامتـــدت بسيــاسة أمريكا وإرهاب إسرائيل لأوطاننا وتريد ان تفرض علينا أفكار هذه الجماعات الرجعية والتكفيرية والإرهابية، ام سنرد عليها ونطردها بوحدة جماهيرنا وقدرة شعوبنا ونسقط زعماءها المخادعين ونواصل طريق التحرر والانعتاق من الأنظمة الجمهورية المزيفة ونظل ندعو دوماً الى إرساء المجتمعات المدنية وإطلاق الحريات القانونية وتحمل أنواع المعارضة ومشاركة الحكم من قبل أبناء الجماهير والأحزاب بكل أطيافها ومواقفها وأفكارها. |