** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
نقض مفهوم الحقيقة لدى سارتر  I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 نقض مفهوم الحقيقة لدى سارتر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

نقض مفهوم الحقيقة لدى سارتر  Empty
13072013
مُساهمةنقض مفهوم الحقيقة لدى سارتر

مما راعني في فكر جان بول سارتر أن العمق الفلسفي لديه ليس شاقولياُ فقط ، بل هو متعرج ، سابح ، متموج ، يغوص ، يطفو ، هو فنان تشكيلي يستخدم كل الألوان ليمنح القيمة الجمالية للون واحد لايتغير ، لايبتعد عن ذاته ، يمتص كل الألوان الأخرى ليفرغها من محتواها ويضفي إلى نفسه شوق وضياء أدوار تلك الألوان .
سارتر ، الذي لايضجر مطلقاُ من الدفاع عن وجوديته ، عن ذاتيته الفردية ، لايسأم من الأسهاب والذهاب من المجرد إلى المشخص ، ومن المشخص إلى المجرد في عملية التحليل ، ولا يتوانى مطلقاُ في التركيز التام على محتوى المعاناة في الواقع البشري وعلاقة هذا الأخير بمضمون العمل ( أما الفلسفة الوجودية التي أقدمها لكم ، فهي تقول أن لاواقع خارج العمل ... أن الإنسان ليس إلا المشروع الذي يتصوره ، ووجوده هو مجمل ما حققه ) .
قد تبدو هذه العبارة بسيطة ، وهي كذلك ، لكنها تختزل ( سارتر ) في كل مؤلفاته ، وبدونها سيظهر سارتر أعرجاُ ، فاقد الإحساس ، مائت المعاني ، سيما وأنها جوهر الشعور الباطني لديه من جهة ، ومن جهة ثانية أنها عمق ( السقوط ، اليأس ، والقلق ، والمسؤولية ، والأختيار ) ، ومن جهة ثالثة أنها من محددات فكرة الألتزام الحر الذي به يحقق الأنسان ذاته من خلال تحقيقه نموذجاُ خاصاُ به ، وكأن هذا النموذج هو الإنسان المتحقق ( بفتح القاف الأولى ) ، ومن جهة رابعة هي أهم بعد في مفهوم الحقيقة ( الحقيقة الشعورية ) لدى سارتر . لتوضح المسألة اكثر :
يقول سارتر في مؤلفه الوجود والعدم في الصفحة 21 ما يلي : فما يقيس وجود الظهور هو أنه يظهر ، ولما كنا قد حصرنا الواقع في الظاهرة ، فإننا نستطيع أن نقول عن الظاهرة أنها كما تظهر ، فلماذا لا ندفع بالفكرة إلى حدودها ونقول إن وجود الظهور هو الظهور .
وهذا الظهور الذي يقصده سارتر ، والذي يكفيه أنه يظهر ، هو الجانب المفارق والمتميز عن كل القيم ومحددات العالم المادي ، عن كل ما هو بعيد عن الكوجيتو ، وعن الذات الفردية ، وعن الشعور الباطني ، وعني ، وعنك ، كوننا ذوات شعورية ، وهو ما يربطه سارتر بمفهوم الكرامة التي هي جزء شخصاني من وعي الذات بعيداُ عن ( الطاولة ، الكرسي ، الشجرة ) .
وهذا الظهور الذي هو التجلية المطلقة لنفسه ، للشعور ، للنفس ، للباطنية ، للوعي ، يمثل كينونة نقطة البداية في الفلسفة الوجودية ، والتي هي الذاتوية . التي بها تتحقق محتوى ( الحقيقة ، وحتى الحقيقة المطلقة ) ، ذلك المحتوى الذي تحدده وتنجبه ( حقيقة ) الكوجيتو ( أنا أفكر أذاُ أنا موجود ) .
هذا الظهور ، الذي لابد له أن يظهر وإلا ما ظهر ، هو شرط وعي الشعور لذاته ، هو ركن تحقق وعي الشعور لذاته ، هو كينونة هذا الوعي ، هو حقيقة هذا الشرط ، الركن ، الكينونة ، وعندما يعي الشعور ذاته بهذا الشكل ووفق هذه التجلية ، فأننا ، حسب سارتر ، إزاء مفهوم الحقيقة ، الحقيقة المطلقة ، الحقيقة الشعورية المطلقة .
إذاُ ، الحقيقة ( الحقيقة المطلقة ) هي فقط ، وحصراُ فقط ، حينما يعي الشعور ذاته ، من هنا تحديداُ يقول سارتر في مؤلفه ، الوجودية مذهب أنساني ، كل نظرية تبدأ بالأنسان خارج نطاق لحظة وعيه ذاته ، هي نظرية تخفي الحقيقة ، لأن كل الموضوعات خارج كوجيتو ديكارت ليست أكثر من محتملة ، والأحتمال لايعني ضرورة الظهور ، وبالتالي هو خارج محتوى الحقيقة .
ويستنبط سارتر من ذلك مقولة أساسية تتعلق بمحتوى الحقيقة ، وهي أن هذه الأخيرة ( الحقيقة المطلقة ) موجودة فعلاُ ( وكان الأجدر به أن يستخدم تعبير أنها ذات كينونة فعلية وإلا ما أصبحت حقيقة ) ، كما أنها بسيطة ، وهي فعلاُ بسيطة لو كانت رؤيته صادقة . ولأنها كذلك يمكن ان يبلغها كل أنسان ، والوصول أليها يتحقق من خلال أمكانية أدراك الإنسان لذاته أدراكاُ مباشراُ .
وهذا الإدراك المباشر الذي هو تحديداُ تجلية الظاهرة ، والذي يدل على الذاتية التي تسمى عادة الذاتية الفردية ، يكشف كشفاُ أنطولوجياُ على مستوى الشعور والوعي ، عن ذات الآخر أيضاُ ، أي إن الإنسان لايكشف عن ذاته فقط من خلال الكوجيتو ، إنما يكشف ، بنفس المستوى ، عن ذوات الآخرين التي ، وكأنها ، حسب سارتر ، تشارك الذات الواعية الفردية ، مهمة كشفها بالذات ، وهذا أمر في غاية الأهمية القصوى بالنسبة لسارتر ، لإن بدونه لايمكن للمفاهيم الوجودية ( القلق ، المسؤولية ، الأختيار ، السقوط ، اليأس ) أن تأخذ أبعادها الفعلية ، وتتحول ، لنفس المعنى ، إلى مفاهيم فارغة ، جامدة ، لا وجودية .
وربما لهذا السبب تعييناُ يخرج سارتر عن المألوف ليصرح طواعية وليهشم جدار الفصل ما بين الوعي ، والوعي الآخر دون جرح الذات ( وعندنا إن الكوجيتو ، بعكس كوجيتو ديكارت أو كانط ، يجعلنا ندرك ذاتنا أمام الآخرين ، وإن وجود الآخر وجود محقق أمام وجودنا ، فهو كوجودنا ) .
أي إن سارتر يستند إلى الكوجيتو ليهمس في آذاننا : أنني أكشف عن ذات(ي) ، وبكشفي عن ذات(ي) أكشف عن ذات(ك) ، وعن ذات(ه) ، وأكشف عن ذاتي أمام ذاتك ، وأمام ذات(ه) ، وأكشف عن ذاتك أمام ذاتي ، وأكشف عن ذات(ه) أمام ذاتي ، لإن ذوات الآخرين ضرورة لوجود ذات(ه) ، فالذات ليست شيئاُ إن لم يعترف بها الآخرون ( وأنا لو شئت أن أعرف شيئاُ عن نفسي ، فلن أستطيع ذلك إلا عن طريق الآخر ، لإن الآخر ليس فقط شرطاُ لوجودي ، بل هو كذلك شرط المعرفة التي أكونها عن ذاتي ) .
الأمر الذي دفع بسارتر أن يستنبط أستنتاجاُ مستتراً في مقدماته وصريحاُ في ذهنيته ، وهو إن نمايز ما بين طبيعة الأنسان ومسألة ظروفه ووضعه ، ولابد ( وهذا هو الأستنتاج ) أن نتحدث عن ظروف الإنسان ووضعه بدلاُ عن طبيعته .
هذه الرؤيا السارترية لايمكن أن تصمد إزاء الحيثيات التالية :
الحيثية الأولى : لاادري ، حقيقة لاأدري ، كيف يمكن للكوجيتو السارتري أن يملك بعداُ أعمقا ومغايرا من الكوجيتو الديكارتي أو الكانطي عن طريق القسر والإكراه ، فمقولة أنا أفكر أذاُ أنا موجود ، هل تدل على إن( ك) أنت موجود أيضاُ ، وهل تدل على إن(ه) هو ليس فقط موجوداُ إنما تدل على أنني موجود بالنسبة ل(ه) ، لأنني أحتاج إلى أعترافه بي . فكيف يمكن للكوجيتو ، وهو ذاتي فردي ، أن يشبع هذا الدور !! أفلا يتجاوز الكوجيتو ذاته ، وكل الحدود المنطقية المرسومة له !!
الحيثية الثانية : إذا كان ( وجود الآخر هو شرط وجودي ، وهو شرط معرفتي بذاتي ) ، فهل هو نابع عن ( أنا أفكر أذاُ أنا موجود )ي أنا ، أم هو نابع عن ( أنا أفكر أذاُ أنا موجود)ه هو، فإذا صح الثاني لدل ذلك على أن ( أنا أفكر أذن أنا موجود )ي لايخصه هو ، إنما يخصني أنا لوحدي ، وكذلك ( أنا أفكر أذاُ أنا موجود )ه لايخصني إنما يخصه هو . وإذا صح الأول وقعنا في أحبولة الإشكالية الإولى .
الحيثية الثالثة : يقول جان بول سارتر إن الحقيقة المطلقة هي حالة شعورية بحتة تتعلق بمحتوى الوعي للذات ، وهي تدرك ( بضم التاء ) أدراكاُ مباشراُ . قد نتفق معه إن الحالة الشعورية تدرك أدراكاُ مباشراُ ، لكن من غير المعقول ومن غير المقبول أن نوافقه على إن هذه الحالة تجسد الحقيقة المطلقة ، وكيف ستمثل الحقيقة المطلقة وهي ، حسب سارتر نفسه ، سلبية تماماُ في أبعادها الأنطولوجية ، لأنها لاتعبر إلا عن الجبن واليأس والسقوط والقلق والأستسلام ( مؤلفاته : دروب الحرية ، الأيادي القذرة ، الوجود والعدم ، الغثيان ) !!
الحيثية الرابعة : ثم متى تحقق الحالة الشعورية الحقيقة المطلقة !! أين هو محتوى التغير في هذه الحالة !! لذلك أعتقد إن سارتر قد أرتكب حماقة ما بعدها حماقة ، ولم يدرك التمايز ما بين موضوع الشعور وبين الإحساس بالشعور نفسه ، فالأول يتغير ، يغدو سلبياً ، يصبح إيجابياُ ، يلتزم بحالة حيادية ، ينفعل ، يشتط ، والثاني هو تعرف الإنسان على ( شعوره ) ، ومن الواضح إن سارتر يذيب الأول في الثاني ، ويجعل من الثاني موضوعاُ رياضياُ صرفاُ دون أن يعي أن عناصره ليست واحدة من شخص لآخر ، دون أن يدرك أن عناصره ليست واحدة لدى الشخص نفسه في زمنين متباعدين !!
وهنا قد يوثب سارتر من رمسه ليؤكد جازماُ أنه لايقصد كل هذه الأمور ، إنما عنى فقط حالة أدراك الشعور لذاته ، وربما يكون ذلك صحيحاُ ، لكن هذا سوف يمثل حالة تجريدية عامة فارغة كأنك تقول أنني أبصر !! ونحن ندرك كم يمقت سارتر هذه الحالة التي تطيح بكل منظومته الفكرية من جذورها ، وكم أغرق نفسه ومنظومته في المشخص ، ودليلنا على ذلك أسهابه في تلك الموضوعات التي لم يمل منها أبداُ ( القلق ، السأم ، الخنوع ... ألخ ) .
الحيثية الخامسة : يدرك سارتر إن هذه المسائل السابقة فيها شيء من الصعوبة لذلك يطرح أطروحة تسعى أن تمتص هذا التناقض ، فيقول أن من الأفضل الحديث عن ظروف الإنسان ووضعه بدلاُ عن طبيعته ، وقد تتغير ظروفه وأوضاعه التاريخية ، فقد يولد عبداُ في مجتمع بدائي ، أو قد يولد سيداُ أقطاعياُ ، أو بروليتارياُ ، لكن ما لا يتغير أبداُ هو ضرورة أن يوجد في العالم ، وضرورة ان يكدح ، وضرورة أن يموت ، وهذه الضرورات ليست ذاتيه وليست موضوعية أنها ذاتية وموضوعية معاُ ، فهي موضوعية لأننا نلقاها ونصادفها في كل مكان ، وهي ذاتية لأنها جزء من حياة الإنسان ، وهي ليست شيئاُ إن لم يحبها الإنسان ، إذا لم يحدد هو نفسه بحرية ، لم يحدد وجوده بالنسبة لها .
أنظروا إلى حجم التناقض : هل ظروف الإنسان هي التي تخلق حالة ( الحقيقة المطلقة ) !! يجيب سارتر بالإيجاب ، لكن إذا كانت ( الضرورات ) ذاتية وموضوعية ، فإن ( الظروف والأوضاع ) ذاتية بحتة ، ومن هنا فإن المشترك ما بين الشخص والآخر ليس إلا ( الموضوعية في الضرورات ) ، في حين إن الذاتية في الضرورات وكذلك ذاتية الظروف والأوضاع لاتخلق عناصر الأشتراك ما بين الشخص والآخر ، وهكذا فإن الكوجيتو هو موجود في جهة لكن تأثيره موجود في الجهة الثانية !! وبما أننا نعلم أهمية كشف الشخص للآخر وأعتراف الآخر بالشخص في أطروحة سارتر الأساسية ، الكوجيتو ، ندرك على أثر ذلك مدى أنهيار مفهوم الحقيقة لدى سارتر . ( إلى اللقاء في الحلقة العشرين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

نقض مفهوم الحقيقة لدى سارتر :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

نقض مفهوم الحقيقة لدى سارتر

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» مفهوم الحقيقة عند تشالز ساندرس برس الحقيقة المجتمعية
» مفهوم الالتزام/ في السجال بين "سارتر" و"باتاي": فرج الحوار
» جان پول سارتر (1905-1980)
» معنى "الحقيقة" في خطاب ما بعد الحداثة: كيف أنّ التاريخ ربما يكون الحقيقة الوحيدة
» مفهوم مفهوم الإرادة العامّة والتأسيس الأخلاقي والقانونيّ للحريّة والتسامح

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: