هاتفك مقطوع .. إذن .. أنت
شاعر
مثل علي الشاهري
حين يسبح في دم الحاجة
والديون
لكنه يكتب قصيدة عن لينا
أو يحكي عن تورطه في مصادقة
لصوص البنك
وهو الذي ينام حافياً حتى من
وطن .
زوجتك غاضبة .. أنت شاعر
مثل علي الشاهري .. لم يتزوج
لكنه يدلل ( كلوديا شيفر )
يبتسم لنساء الفضائيات
ويقترح عليهن الصداقة .
أنت شاعر ..
إذن أنت مثله تماماً
تُربِّي لقصيدتك طفلة فقيرة
تُهَيئُّ شفاهها للقبلة
تُعلِّمُ نهديها جُرأة النفور
تعدها بأسنان جديدة لأصابعك
وترشي حضورها ببرتقالتين
وبقصيدة مُستقبلية عن دفء
العناق
وشبق البوسة الطويلة .
أنت أيضا مثله
تُعَرِّضُ نفسك – دون أن تقصد
– لحوادث السير
كأن تقف وسط الشارع
تُفكرُ في حدود الكون لبرهة
ثم تقفز في اللحظة الحرجة إلى
الرصيف
وتبدأ بالحديث عن محاولة
فاشلة لصهرك بالإسفلت .
أنت مثله حين تسافر مع خيال
امرأة
وتحجز له غرفة في الفندق
حين ترثي بوذا
حين تبحث عن قبور الشعراء
حين تكتشف عرساً في السماء
حين ( يبكي قلبك إذا مازحته
عيون النساء )
وحين تموت وفي رأسك قصيدة
لن يكتبها أحد .
الأربعاء مايو 26, 2010 2:56 pm من طرف هشام مزيان