1أنا والكسل إليها..
ذكرى صيف 1966
لكأنّهُ يوقظُ ينابيع قديمة..
أو يتسلّقُ قوس قزح..
لكأنّه ظلّ ينفخ في رماد الشّائعة..
يقودني إلى طفولة الماء..
الطّفولة التي لا تتسمّى.. أبَدًا..
تمبكتو تسبح في وهج الأسطورةِ..
الأرض تنضج ودائع الرّبيع..
الأشجار واقفة.. في ذلك الصّيف التّمبكتي البعيد..
لا أسرّةَ لطيور الدّوري إلاّ أسرّة الغبار..
تترجّح بين أغصان الأكاسيا..
حيث لها أن تغفو..
حيث للصّمت أن يستيقظ
في أذنيْ قطّة ضارعتين..
أو كلب يمشي على كُوعِهِ.. من الحرّ..
صباح معجون بماء الشّمس..
حتّى إذا بلغ (هو) آخر الشّارع المظلّل
في الحيّ القديم.. توقّف تحت شجرة
الكاليبتوس المنتصبة أمام الكنيسة
(كانت قد تحوّلت إلى مكتبة في ذلك
الصّيف التّمبكتي البعيد)..
تلفّت.. القطّة ماتزال لائذة بجذع
الأكاسيا.. ناصبة أذنيها.. وعيناها إلى
الأرض..
.. فجأة.. سقط شيء من شجرة الكاليبتوس..
اضطرب الصّمت قليلا.. آنثلم.. ثم آلتمَّ
في ورقة يابسة مطروحة بين قدميه..
سمع صرخة استغاثة مكتومة..
كانت القطّة قد أنشبت أنيابها في
الدّوري الذي سرعان ما استسلم.. وهمدَ..
أمّا الصّبية ذات العينين الخضراوين..
(أكانتا خضراوين؟!) فقد مرّت..
ولم تبق سوى صورة منها.. محفورة
في لحمه: وجهها النّديّ كبلحة..
أكان يعطُو إلى الأفق أم إليه هو؟
!
ويكتب:
الذّكرى ورقة يابسة.. تعلن عن شجر ما!
الحبّ.. أوّل شمس.. على أوّل صباح!..
حَجٌّ إلى الينابيع!
ويكتب:
الشّجرة امرأة هي أيضا.. تنزف حتّى
وهي في عادتها السّنوية الخضراء!
… ولأنّه يوقظ كلّ يوم.. ينابعها القديمة..
ينسى حلم الصّباح الملوّن..
شكرًا لهذا المطر الصبّاحي..
يترك في الأرض.. بصماتِ الماء!
ـ ميتافيزيقا وردة الرمل
الإثنين مايو 24, 2010 10:41 am من طرف تابط شرا