عودة
عاد بعد أن قضى سنوات في
بلاد المهجر متأبطا ذراع سيدة شقراء محدودبة الظهر. تراجعت أشجار الحديقة
لرؤيتهما. هرت كلاب الحي وفرت. حرن صوت المؤذن عن الآذان. بدت مقل العذارى
حيارى. تشكل عند مقامها طابور طويل من البشر يودون رؤية سلالة تحمل رزقها
رغدا. أطلت عليهم من شرفتها تعلوها ضحكة مخلّصة، وعندما أومأت جهة البحر
خروا محدودبين منحنين.
كلمات
اعتاد أن يقول لها كلمات
يكاد يقفز لها قلبها من نياطه وتحملها إلى الثريا من قبيل: " أرى البحر
يطل من عينيك" و " شعرك جواد جامح". وعندما صمّمت أن تقول له:
- دعني أراك أنت هذه
المرة.
توارى في الزحام ممتطيا
الجواد الجامح، عابرا البحر الذي شغف به في اتجاه الضفة الأخرى. وتطاير
القلب وتطايرت نياطه.
الأحد مايو 23, 2010 2:14 pm من طرف هشام مزيان