امعان في مساحة الوهم
بقلم سلوان ساكو
ما
بين الوهم والحقيقة مساحات شاسعة وفارقة قد يصعب على المرء في كثير من
الاحيان ان يتبين الحدود الفاصلة بين الوهم والحقيقة. قد يقتنع شخص ما
بحقيقة هامة ومن ثم يكتشف أنها وهم وقد يقع بين براثن وهم ما ،ثم يكتشف بعد
ذلك انه حقيقة واقعة ، لكن ما هوا الواقع وما هوا الوهم وما هوا
السراب.؟فالسراب هوا نوع من الوهم البصري ومن انواع السراب ان بعض الاشياء
البعيدة قد تبدو اقرب مماهي في الحقيقة وقد تبدو ان هناك اشياء اخرى مثل
واحة او نخيل في الصحراء والسبب هوا انكسار الضوء وهوا يمرخلال الهواء الذي
تتفاوت درجة حرارة طبقاته هوا السبب في حدوث السراب .
سؤال يطرح نفسه
كثيرا" ولكن لا يوجد من يمكنه الجواب على هذا السؤال حيث يختلف المفهوم من
شخص الى اخرفمثلا" البعض يعيش الواقع بكل ما فيه من جمال وسعادة وايضا" بكل
ما فيه من حزن وألم ومرارة فالآيام لاتخلو من الاحداث ولاتخلو من السعادة
والحزن معا".
ولكن يوجد مساحة حرجة بين الاثنين وسؤال جوهري مهم، أليس
الزمن هو وهم ومجرد مقارنة،حيث ان العالم ليس ناقصا" وليس متطورا" عبر
طريق طويل نحو الكمال انه كامل في كل لحظة وكل خطيئة تحمل في طياتها نعمتها
من حيث الخلاص ،والاطفال الصغار، كلهم عجائز وكل رضيع يحمل الموت في طياته
، وكل الموتى لهم حياة خالدة بالمسيح في اخرالدهر.ولكن كيف ،من خلال
التأمل العميق يمكن أن نبعثر الزمن،ان نرى في وقت واحد الماضي والحاضر
والمستقبل .في تفجير ذرات الزمن أن جاز ان يكون للزمن ذرات . وليس هناك
انسان هو كله قديس أو كله خاطئ مثال على ذلك القديس بولص والقديس أغسطينوس
وغيرهم ، وسيتوصل الخاطئ ذات يوم الى الايمان بالله ،ولكن الى ان يتوصل
الى ذلك يجب ان يمر في كل التجارب ،تجارب الحياة ويوظف أرادته ارادة البلوغ
نحو الخلاص . كم هي عزيزة هذه الحياة بالنسبة الى كثير من المخلوقات الحية
،ان البذور تبقي محتفظة بقوة الحياة الكامنة فيها ثلاثة الف سنة وعندما
تصادف في النهاية الظروف الناسبة تنمو وتترعرع الى شجرة او نبات لقد كان
ارسطو على حق عندما قال يوجد قوة في ذلك الذي يشكل كل صورة في الانسان
والنبات والكواكب،اذن فالارادة هي جوهر الانسان ،والان ما المانع ان يكون
جوهر الحياة في جميع صورها وماذا يمنع ان يكون الارادة هي الشيئ في ذاته
الذي بحثنا عنه طويلا" ويئسنا من الوصوال اليه وان تكون هي الحقيقة
النهائية الداخلية من خلال الحب الذي هو اهم شيئ في العالم وما يهن هو فقط
ان نحب العالم لا ان نحتقره ،وليس علينا ان يكره كل منا الاخر بل علينا ان
نسطيع النظر الى انفسنا والى العالم والكائنات كلها بمحبة ،وباءعجاب
واحترام .هذا هوا من جهة نظري هو الحقيقة السرمدية .
( اما انا فاقول
لكم احبوا اعداءكم وصلوا لآجل الذين يضطهدونكم فتكونوا ابناء ابيكم الذي في
السماوات.فهو يطلع شمسه على الاشراروالصالحين) لوقا
الأحد أكتوبر 21, 2012 4:13 pm من طرف ماردة