قوى التغيير الشبابية تعمل بصمت مرعب ، وهي الان تنتفض في
ثورة حقيقية وفاعلة ومؤثرة بوعي لكل ما يجري لتسقط الانظمة الفاسدة التي
جوعت الغلابى وكممت الافواه ، ومارست القهر، وتفننت في الظلم واكل الحقوق
وتشويه الشرفاء واغتيالهم جسديا ونفسيا ومعنويا، وحاولت بكل السبل تشويه
شخوصهم ومسيرتهم ، وجعلت من القلة الفاسدة من الحيتان والبزنس تحكم قبضتها
على الكثرة الغالبة من الشرفاء والمقهورين .. فكانت البداية تونس...
هذه القوى الصادقة المخلصة مع شعبها، التي آمنت بالتغيير
كفكرة ناضجة وفكر مثمر، وعملي وليس مواقف للتسجيل واثبات الوجود .. زهدت في
الزعامة ، وعافت البيانات الا بالحد الذي يخدم الموقف ، جسدت الموقف وآمنت
بالعمل والاصرار والجدية والعقل الجمعي ، ولم تسر على منهج المعارضات
الديكورية المجيرة لاجهزة الدول، والقوى الدولية بشكل او بآخر، والتي تلهث
خلف مصالحها وحب الظهور والزعامة وامور اخرى لا داعي للاسترسال بها ..
غالبية المعارضات المدجنة او المصطنعة وخصوصا ما يسمى
بقياداتها التي كانت تتقن التلون والاستغلال والتنفيس خلافا لكوادرها
الذين التحقوا مع قوى التغيير الحقيقية، هذه القيادات الذين خبرناهم في
كيفية ركوب الموجة ، ومحاولات الايهام بقدرتهم ، الا ان الشعب نفسه لفظهم
وفضحهم ولم يلتفت لهم، بل ان هناك من اصدر بيانات ليوضح ان هذه القوى
الديكورية لا علاقة لها بما يجري ..
ولكن المصيبة الاكبر هي في القوى الدولية الخفية،التي تحاول
احتواء ارادة الشعوب للابقاء على سياسات الانظمة المنهارة ، من خلال شخوص
ورموز من ذات الانظمة البائدة، والتي تعمل تحت المظلة الامريكو صهيونية
والتي لها سطوة المال والنفوذ والمعلومات، ولها هدف محدد وهو تبديل الطواقي
مع بقاء السياسات ، بقصد الحفاظ على السياسات التي كانت قائمة حتى وان
سقطت الانظمة وهرب رؤسائها ، والتي محورها خدمة امريكا والحفاظ على اسرائيل
وبقاء الشعب لهاثا خلف الرغيف في سياسات التجويع الممنهجة ..
هذه القوى الامريكوصهيونية لا تلتفت كثيرا الى بقاء هذا
النظام او سقوطه او بقاء هذا الزعيم او سقوطة ، لذلك راينا التصريحات
الامريكية والغربية واضحة في هذا المجال؛ دعم الحراك الشعبي والتباكي على
الشعوب والطلب من الانظمة التعقل وضبط النفس ، ولكن اذرعها الخفية تعمل على
احلال امتدادات النظام الذين يحافظون على سياساته حتى بعد انهياره بما
يحفظ المصالح الامريكية والحفاظ على اسرائيل، من خلال ايجاد بديل من
رموزالنظام المنهار نفسه …
من هنا كان تولى من تولى في تونس بعد هرب الرئيس بن على ، ومن
هنا تاتي التكتيكات برجعة البعض ممن يرتبطون بالقوى الغربية الى مصر
باعتباره مخلصا تمهيد لرحيل النظام واستلام ظله وسياساته مقاليد الحكم، او
بايجاد بديل لاستلامه من رموز النظام نفسه بمناورات قد تكون مكشوفة ولكن
الخوف ان تنطلي على احد ..
ومن هنا ، احذروا واياكم واياكم من هؤلاء الظل او البديل من
رموز النظام الذين يعملون بسياسة تبديل الطواقي ، من اصحاب المعالي والدولة
ممن يتابعون المسيرة نفسها وان غاب الراس عن الجسد ، فالغاية والقصد هو
بقاء السياسات نفسها ، والفارق انها تستثمر هذه الثورات والانتفاضات في
بقاء سياسات الانظمة كما هي، حتى وان رحلت الانظمة نفسها..
ان اكمال المسيرة في ابعاد كل الرموز الذين تتلمذوا على يد
الامريكان والقوى الخفية ، ضرورة وهي جوهر التغيير الذي يكمل سقوط الطاغية
وسقوط سياساته وظله ، والذين ما زالوا في خدمته ولم يبرز ما يثبت مصداقيتهم
، وان تبديل الطواقي لن يغير السياسات ، ولكن هذه المرة تحت مظلة الثوره
والتغيير والتضحيات ، ولابد من التاكيد على ان القوى الامريكو صهيونية
تحاول احتواء ارادة الشعوب في ثورتها هذه فاحذروها .