اميمة خليل مرحبا بك
عدد الرسائل : 81
تاريخ التسجيل : 26/10/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | ارادة التغيير في الجزائر تبحث عن مخرج من سطوة السلطة والمعارضة | |
ارادة التغيير في الجزائر تبحث عن مخرج من سطوة السلطة والمعارضة
أضيف في 21 فبراير
ما زال المراقبون يتابعون بعين الريبة والتساؤل عن الحراك السياسي والاجتماعي في الجزائر، وامكانيات اسقاط ثورتي تونس ومصر على البلاد، بحيث أن المؤشرات التي كانت توحي بأن الانفجار في الجزائر سيقع في أول وهلة، بالنظر الى التناقضات التي خيمت على البلاد منذ الطفرة البترولية التي لم توفق في رفع الغبن عن الجزائريين، الا أن ما وقع في تونس ومصر وسقوط نظامين كانا الى غاية الساعات الأخيرة قبل رحيلهما يعتبر من سابع المستحيلات، أربك اطراف المعادلة وأخلط حسابات المراقبين، وعادت أسئلة جادة الى الطرح من جديد عن الجزائر وعن طبيعة نظامها السياسي، وقدرة الجزائريين على التغيير، أو بالأحرى هل توفرت أسباب وآليات التغيير؟. وبالعودة الى احتجاجات مطلع شهر جانفي الماضي، يتضح الرغبة الجامحة آنذاك للجزائريين في الاحتجاج ضد التدهور الاجتماعي والاقتصادي، والمظاهر السلبية كالرشوة والفساد والمحسوبية، الا أن الأيادي التي سارعت لاحداث حالة من الشغب والتخريب عمت حينها معظم المدن الجزائرية، أوقفت كل ارادة في التغيير واضطر الجزائريون للإنصراف عن مبتغاهم، متنازلين بذلك عن ارادتهم حفاظا على الاستقرار والأمن الذي افتكوه بعشرات الالاف من الضحايا والأيتام والخسائر ابان أزمة التسعينيات الماضية. وفي أوج الثورتين التونسية والمصرية وفيما كان ينتظر البعض استنساخا سريعا للنموذجين، ركبت أحزاب معارضة الموجة رافعة شعار التغيير، لكنها لم تتغير هي في عيون الجزائريين، فشخصيات من أمثال الدكتور سعيد سعدي وعلي بلحاج يعرفها الناس جيدا ويدركون دورهما في الأزمة التي أدمت الجزائريين طيلة عقدين من الزمن، فالأول الذي كان يرفع شعار الديمقراطية والعلمانية ولد في أحضان مخابر النظام لضرب جبهة القوى الاشتراكية في منطقة القبائل، وهو الذي نادى بقمع الأقلية للأغلبية في انتخابات مطلع التسعينيات، أما الثاني هو من ورط البلاد والعباد رفقة زملائه في جبهة الانقاذ الى حمام الدم، وتعامل بتصلب وعناد مع المتغيرات مضرا بالاسلام السياسي أكثر ما نفعه. واذا كان هناك اتفاق غير معلن بين السلطة عبر وسائلها القمعية، وبين المعارضة عبر رموزها المنبوذة، على اجهاض ارادة التغيير في الجزائر، فانه لا أحد ينكر الرغبة التي تحدو الشباب على رؤية بلدهم يسير نحو الأفضل وتنحية النظام الذي فشل في تحقيق طموحاتهم، بالرغم من " البحبوحة " المالية التي تعرفها البلاد، ولذلك يرى الأستاذ والاعلامي عبد العالي رزاقي، " ان التغيير قادم لكن توقيته ووسائله وقيادته لا أحد يعلمها "، واذا كانت السلطة تملك من المال لاسكات المطالب الاجتماعية فان خطابها لا زال يتسم بالنرجسية وممارسة الوصاية على شعب يتوق الى المزيد من الحرية والكرامة، فولا خطاب تجاهل المطالب، وآليات التضييق، لما كان لبضع مئات من أنصار المعارضة أن يبثوا الرعب في مراكز القرار، ويدفع قيادات البلاد العسكرية والأمنية والاستخباراتية الى النزول الى غرفة العمليات ومتابعة الحدث أولا بأول، مما أعطى مبادرات التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية كل هذا الزخم والأضواء. | |
|