ستدنو الليلةَ من نُدُوبِ رعشتها
تُرافقُها الذكرى التي أنهضتْ أعضاءَها
تتفنَّنُ في تكثيفِ الوجعِ الذي يُشبهها
تحتملُ المجروحَ في صحوةِ القلبِ
تترصَّدُهُ
ويلهو بها
حيثُ الولهُ يُصاحبُهُ الظلُّ
في سكونٍ مُقوَّسٍ
يضرمُ العصيانَ
حتى يرتجَّ تجويفُها
يستفيقُ مع النهرِ عارياً
عندَ شُطوطها التي لا تخونْ
هذي الليلةَ يتخفَّى غيمٌ مُنذهلٌ من عزلتها
يوقظُهُ شبيهٌ يستقرُ تحتَ أقراطِ هزَّتها
حالماً أن يُواكبَ صرختها
مُحترقاً في تفاصيلِ نشوتها
يلطِّخُهُ البكاءُ الذي لم يغسلهُ نزفٌ
يلوبُ مُباحاً
حتى آخرِ شهوةٍ
تُباركُ العميقَ صائحاً
يستنطقُ الرعشَ مغموقاً
حتى الجنونْ
ها هي صورتُها
تغفو الآنَ في وداعتها
مُبجلةً ،
حين ينصرفُ عنها ملاكُها
ويختارُ وجهةً ناشزةً
تتعدَّدُ وشُومُها
تفكُّ حُجُبَ الرعشةِ الأُولى
حتى يندلقَ الجسدُ من سمائهِ
مُتلألئاً ،
يشهدُ عنهُ أثرٌ ينحلُّ من مشيئتها
التي تتخطَّفُها العيونْ
السبت مايو 15, 2010 5:00 pm من طرف هشام مزيان