في ضيافة الولي الفقيه – بقلم: أحمد الشامي
سبتمبر 6th, 2012
من المشهور عن “غولدا مائير” رئيسة وزراء ٳسرائيل السابقة
قولها : “شعب فلسطيني ؟! من قال أن هناك شعباً فلسطينياً ؟”. جاء هذا في
معرض رفضها لقيام دولة فلسطينية معتبرة أن “العرب كله واحد، فلسطيني على
سوري على مصري على..”. هذه النظرة الفوقية والعنصرية لم تعد حصراً على دولة
الفصل العنصري اﻹسرائيلية، بل أصبحت قاسماً مشتركاً مع نظام الولي الفقيه
في ٳيران.
في اﻷلعاب اﻷوليمبية التي أقيمت في برلين عام 1936، غادر “أدولف هتلر”
المنصة الرئاسية على عجل، لكي لا يضطر ٳلى مصافحة “جيس اوين” الرياضي
الأمريكي اﻷسود الذي فاز بجائزة ذهبية في الجري. الجمهورية اﻹسلامية اجترحت
لتوها “سنة” محمودة هي قلب الحقائق والتلاعب بالترجمة ! كان يكفي المترجم
اﻷلماني عام 1936 أن “يخربط” بين الجائزة الذهبية والفضية لكي يوفر على
“الفوهرر” موقفاً محرجاً. هل هذا يعني أنه كان لدى “هتلر” من اﻷمانة والصدق
مع النفس أكثر مما لدى الجمهورية اﻹسلامية ؟
حين يسمح المترجم اﻹيراني لنفسه “بشطب” الشعب السوري والثورة السورية من
الوجود واستبدالهما “بالشعب البحريني” فٳن نظام القرون الوسطى القائم في
طهران “يلغي” وجود وٳنسانية الشعب السوري وكأنه لم يكن. من المستحيل أن
يكون اﻷمر “مجرد خطأ في الترجمة” فقد تكرر مرتين والمترجم، وهو في النهاية
ٳنسان “خطّاء” لم يصحح “خطأه” لا في المرة اﻷولى ولا الثانية مما يؤكد أن
اﻷمر هو سياسة مدروسة ومقررة سلفاً.
اعتذار السلطات اﻹيرانية المتأخر والفاتر عن هذا “الخطأ” في الترجمة كان
بقدر سوء الذنب، فالسلطات اﻹيرانية، على حد علمنا، لم تُعِد ٳذاعة الخطاب
بعد تصحيحه ولم تحدث فضيحة ٳعلامية تسمح للٳيرانيين بمعرفة أن سلطات بلدهم
اﻹعلامية تضللهم. هذا يدل، ٳن كان هناك من ضرورة، على أن اﻷمر متعمد ومخطط
على أعلى مستويات السلطة في بلاد الولي المفترض أنه “فقيه”.
هكذا ٳذاً، بالنسبة للجار اﻹيراني، العربي الوحيد “الثائر والذي يستحق
الحرية” هو البحريني، كأن شوارع المنامة يتم دكها ليل نهار على يد الطيران
البحريني “العقائدي” وكأن جثث البحرينيين تتراكم بعشرات الآلاف في حواضر
الجزيرة الواقعة على بعد أميال من شواطئ ٳيران…
أقرأ باقي المقال »