دوحة " ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
عدد الرسائل : 227
تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | هل تدعو نظرية داروين للعنصرية؟ | |
هل تدعو نظرية داروين للعنصرية؟
- هل عنصرية هتلر وإبادته لـ6 مليون يهودي كانت بتبرير من إيمانه بنظرية التطور أم من أوامر إلهيه " مقدسة " ؟
بدلا من مهاجة نظرية التطور مباشرة , يحاول البعض حشرها وإغراقها في زوايا لم تدعو لها النظرية العلمية ولاتخصها. من هذه الإدعاءات تلك التي تقول بأن نظرية التطور تقود حتما لعلم تحسين النسل والأعمال الوحشية التي ارتكبها " هتلر " وهي خاطئة تماما ومغالطة كبيرة وليس لها اي علاقة بحقيقة التطور . دعونا نبدأ بداروين نفسه الذي تم القول مرات عدة بأنه عنصري , فداروين رفض بعض الأفكار المتداولة في وقته حول الإختلافات المحسوسة بين الأجناس . على سبيل المثال , في إحدى كتب داروين حول " الأجناس " ذكر أنه تم العثور على أدوات مصنعة قديما جلبت من أماكن بعيدة ومختلفة من أنحاء العالم , هذه الأدوات كانت مصنعة بطريقة إبداعية بالنسبة لتلك الأوقات لدى الإنسان القديم .. فذكر داروين أن هذه الحقيقة يمكن ان تفسر فقط بان مختلف الأجناس يملكون نفس القوة العقلية والمقدرة على الصناعة والإبداع ( 1 ) . لايوجد شك بأن بعض الذين دعموا علم تحسين النسل قد استخدموا نظرية التطور كتبرير لهذا الشيء . الأحياء تخبرنا عن الماهية , ليس عن ما يجب أن يكون . الأحياء علم وصفي , وليس علم توجيهي وفرضي أو معياري . علم الأحياء يخبرنا عن ماسوف تكون النتيجة المحتلمة للسلوكيات المختلفة , وليس علم يخبرنا إن كانت النتائج مرغوبة أو أخلاقية . عند التفكير بما حدث في السابق , فإنه من الواضح أن الكثير من السياسات التي استخدمت علم تحسين النسل كآداة لقمع الغير في بداية القرن الـ20 كانت معتمدة كثيرا على " التحيز العرقي والإجتماعي " بدون اي فهم لعلم الجينات والتطور . البعض استخدم نظرية التطور كمبرر , ولكن هذا لا يجعلها السبب بتاتا . ماهو أكثر من ذلك , أن العديد من المروجين الأكثر حماسة لحركة علم تحسين النسل في الولايات المتحدة التي أدت لارتباطها بالسياسة ونشوء " compulsory sterilisation : التطهير الإجباري " , كانوا من أسس ذلك هم " المسيحيين الإنجيليين " . اما بالنسبة للإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود من قبل الألمان النازيين , فإن الأمر كان يرتكز على أمور دينية ولم يرتكز حتى على علم تحسين النسل , إنه من الغريب أن يقوم بعض الناس بلوم داروين على ذلك بينما المسيحيون كانوا معاديين لليهود على مر القرون . في العام 1543 مـ على سبيل المثال , كتب " Martin Luther " كتاب يسمى " On the Jews and Their Lies calling : عن اليهود وأكاذيبهم المدعاة " , بالإضافة إلى أشياء أخرى يضمها الكتاب حول اليهود الذين سيطردون ويجبرون على العمل اليدوي ومعابدهم ومدارسهم المحترقة . الكتاب تم عرضه في الإجتماعات النازية , وهكذا وصف هتلر حوافزه لعمل الإبادات في كتابه " Mein Kampf " الذي لم يرد اسم داروين او اي علاقة بنظرية التطور في الكتاب , فيقول هتلر في كتابه : " اليوم أؤمن أني أتصرف وفق موافقة إلهي لي بالدفاع عن نفسي ضد اليهود , إني أقاتل وأكافح لأجل أمر الإله " ( 2 ) . في كتاب للخلقي " Henry Morris " باسم " Evolution and Modern racism " ( 3 ) يذكر وبشكل قاطع بأن هتلر كان " تطوري " , وفي كتاب آخر له بعنوان " Troubled Waters of Evolution " ( 4 ) يذكر بأن فلسفات كارل ماركس ونيتشه التطورية أثرت على هتلر وستالين وجعلتهم مؤمنين بالتطور . جميع هذه الاتهامات التي وجهها هينري موريس غير دقيقة ومدلسة . الخلقيين لم يعوا بأن روسيا " الستالينية " رفضت الداروينية واعتنقوا ما يسمى بـ" proletarian biology : علم الأحياء البروليتاري " ( 5 ) , وهذا ليس له اي علاقة بالتطور بتاتا . بالنسبة لهتلر فكما ذكرنا سابقا في كتابه " مين كامبف " بأن سبب تحريضه لعمل الإبادة كانت من قبل الخلقيين . هدف هتلر كان " تطهير الجنس الآري " وذلك بإبادة ما يمسيهم " الغير بشريين : subhumans " وتتضمن ( اليهود + الآسيويين + الغجر + الإفريقيين السود + كل شخص لم يكن لونه أبيض من الجنس الآري ) . ادعى الخلقيين بان أفكار هتلر كانت تعتمد على نظرية التطور , ولكن عند قراءة كتابات هتلر الخاصة تجد ان القصة مختلفة ولس لها علاقة بالتطور . معهد بحوث الخلق " institute of creation researches " يدعي بأن هتلر استخدم مصطلح تطور بالألمانية " Entwicklung " مرات عدة في كتابه , وكعادة الأكاذيب المدعاة من قبل هذا المعهد فإن ما ذكروه غير صحيح بتاتا , فبعملية ترجمة سريعة من خلال مواقع الترجمة الإنجليزية على الإنترنت لكتاب " مين كامبف " نجد بأن هتلر استخدم كلمة " تطور " مرة واحدة فقط في سياق ليس له اي علاقة بالتطور الأحيائي بتاتا , لكنه استخدم الكلمة في سياق يتحدث فيه عن " تطوير " الأفكار السياسية في ألمانيا , حيث وقعت الكلمة في هذا السياق من الكتاب " This evolution has not yet taken the shape of a conscious intention and movement to restore the political power and independence of our nation : هذا التطور لم يأخذ بعد شكل الغرض المقصود والحركة لإعادة السلطة السياسية والإستقلال لأمتنا " . فهل حقا مسؤولي " معهد البحوث الخلقية " قرؤوا كتاب " مين كامبف " ولو بشكل سريع ؟ إذا قرؤوه بشكل سريع حتى سيرون أن من وقف خلف تحريض وإلهام هتلر على العنصرية مختلف جدا عما ادعوه ان نظرية التطور هي من وقفت وراء ذلك . كتب هتلر عن الآريين البيض بأنهم مخلوقات الإله المميزة , ويضيف ايضا في كتابه قائلا : " الثقافة والحضارة الإنسانية على هذه القارة مربوطة بالسمو الآري , فإذا انحط الجنس الآري فإن الأزمنة المظلمة سوف تحجب الثقافة الإنسانية على الأرض " . يذكر هتلر أيضا بأن معونة من يسميهم الـ" غير بشريين " على حساب الجنس الآري مخالفة لأمر الإله . فبدلا من أن يؤسس هتلر عنصريته على نظرية التطور قام بتاسيسها على نظرته بأن الجنس الآري هم مخلوقات الإله المفضلة والمميزة , وبكل جدية يذكر هتلر بأن مخططه لإزالة اليهود ومنهم من " غير البشريين " على الأرض هي مهمة " قدسية " أمره الإله بها قائلا : " يجب أن نكافح لأجل ان نحمي وجودنا وتكاثر جنسنا وشعبنا , ومستقبل أطفالنا ونقاوة دمنا وإستقلال أرض أجدادنا ., حتى ينضج صغارنا وأناسنا وينفذوا المهمة التي وكلها الإله لنا " . كتاب " مين كامبف " يوضح وبكل جلاء أن هتلر لم يؤمن بالتطور ولا يوجد اي علاقة له بها , انما هو خلقي يقوم بأمر الإله لإبادة الغير لأن الجنس الآري هو جنس الإله المفضل . حتى عند مناقشة النقاء العرقي " و " العرق المختلط , هتلر لم يقم بذكر اي كلمة متعلقة بنظرية التطور او علم تحسين النسل , إنما دائما يذكر المهمة القدسية التي وكلها الإله له .. فقد قال هتلر : " تعرض التجربة التاريخية براهين غير معدودة على أن اختلاط العرق الآري بالعروق المنحطة الأخرى تكون النتيجة ظهور أناس مثقفين . شمال أميركا التي يتضمن سكانها إلى حد بعيد الجزء الأكبر للعروق الألمانية الذين اختلطوا مع الناس الملونين المنحطين عرقيا , تعرض التجربة التاريخية ثقافة بشرية مختلفة في وسط وجنوب أميركا حيث اختلط اللاتينيون أغلب الأحيان مع السكان الأصليين في تلك المناطق على نطاق واسع . فبهذا المثل , يمكن ان نعرف وبشكل واضح تأثير الإختلاط العرقي بوضوح . الساكن الألماني في القارة الأميركية الذي لم يختلط عرقيا علا ليكون سيد القارة , فهو سيبقى السيد طالما لم يسقط ضحية في اختلاط العرق . إن نتيجة الإختلاط العرقي باختصار هي إثم ضد إرادة الخالق الأبدي " . في كتاب " مين كامبف " كتب هتلر نداء عاطفي للإله لمساعدته هو والنازيون في مهمتهم القدسية قائلا : " جميع مافي هذه البلاد يجب أن يستخدم لخدمة هذه المهمة العظيمة حتى يبكي الجبناء . أنجينا يا إلهي وبارك في أسلحتنا عندما تحين ساعة القتال " . لاحقا عندما اجتاح النازيون أوروبا وزع الجيش على الجنود أحزمة يلبسوها مكتوب عليها " God is with us : الإله معنا " . ـــــــــــــــــــــــ
- الجذور التاريخية للتمييز العنصري :
الخلقي " Henry Morris " مؤسس معهد بحوث الخلق - هذا المعهد يضم مجموعة من المسيحيين , الذين لا يملكون وسائل مختبر , ولا يجرون بحوث ميدانية , ولم يقوموا بنشر بحوث علمية في مجلات علمية - يقول في كتاب " The Troubled Waters of Evolution " : " الكراهية العرقية , الحرب العرقية , فرضية التفوق والإنحطاط العرقي , وأخرى مثل هذه المصلطحات الفتاكة , هي بدون شك منتج التفكير التطوري " . عقل " Henry Morris " المشوش المليء بالأكاذيب لم يذكر بأن أساس الفرضيات الأوروبية عن التفوق العرقي تعود جذورها إلى القرن الخامس عشر .. فكيف إبتدأت العنصرية العرقية من نظرية التطور وتشارلز داروين لم يكتب كتاب أصل الإنسان إلا في القرن التاسع عشر ؟ هل استطاع احد الأشخاص السفر عبر الزمن الى القرن التاسع عشر وقرا كتاب داروين وعاد الى القرن الخامس عشر ليضع اسس العنصرية العرقية ؟ ... العنصرية كانت دائما مظهر في المجتمع البشري , فاليهود كانوا عبيدا في مصر القديمة , وبعدة قرون لاحقة في روما جاء العبيد من جميع الأجناس , ولكن المجتمع الروماني كان مجتمع عادل فلم يعتبر الجنس مهم جدا ولم يربط بالضرورة إلى التفوق العرقي . أبقى الصينيون القدامى العبيد , ولكن هؤلاء العبيد لم يتم اخضاعهم حتى يكونوا عبيدا بل أنهم جاؤوا للصين من بلادهم . ما ذكر مسبقا مختلف تماما عن التمييز العنصري في الوقت الحديث , ففي القرن الخامس عشر سافر مستكشفين ومبشرين مسيحيين إلى أراضي أجنبية مأهولة من قبل بشر غير بيض و غير مسيحيين مثل " الهند , آسيا , إفريقيا " , هذه الزيارات لم يسبق لها مثيل , إنما كانت أيضا لبدء التخطيط للإستعمار , وإخضاع الغير , واستغلال تلك المناطق . احتاج القواد الأوربيين عذرا لتبرير أفعالهم الشنيعة ضد أولائك الناس , ولم ينتظروا طويلا حتى وجدوا العذر . منذ أن لم يكن أولائك الناس في تلك الأراضي ذو لون أبيض او معتنقين للمسيحية , فقد وجد المسيحيون العذر فورا لتبرير أفعالهم وهو ما يسموه بـ" التفوق " الذي يملكوه والتفوق يتضمن " الدين + العرق " . البيض كانوا مسيحيين والـ" غير " بيض كانوا غير مسيحيين , البيض كانوا أقرب إلى الإله والغير بيض كانوا أدنى منزلة " هوامش " . لذا , استحقوا ان يتم اخضاعهم , ومن توافه التاريخ أن مؤسس كنيسة المرمون " Mormon " حمل هذه الإعتقادات , وقام " الموروميون " بمنع السود من الإنضمام إلى كنيستهم . فأصل العنصرية كانت من منبع المسيحيين واعتقاداتهم بأن غير البيض هم ذو منزلة واطئة لذا توجب عليهم إخضاعهم وجعلهم عبيدا . ـــــــــــــــــــــــ
- التحليل الخلقي " الإفترائي " لنظرية التطور :
الإعتراضات التي قام بها المجلس التشريعي في ولاية " لويزيانا " حول ان مصطلح " الداروينية : Darwinism " - التي هي مرادف لمصلطح نظرية التطور في القاموس - مرتبطة بشكل لا خلاص منه مع نظريات التمييز العنصري , تلك الإعتراضات خاطئة ومخادعة جدا . يريدون أن يصلوا بذلك أن يجعلوا النظرية مرتبطة بالنقاشات السياسية وحتى يوهموا الآباء بأنه يجب عليهم منع المعلمين من تدريس النظرية لأبنائهم . الإعتراضات كانت مليئة بالمغالطات الخادعة والأخطاء . الخطأ الأول : إستعمال مصطلح الـ" عقيدة الداروينية : Darwinism Ideology " , فبأخذ لمحة سريعة حول معنى مصلطح " عقيدة : Ideology " في القاموس سنجد انها تعني " المذاهب , المعتقدات : doctrines , beliefs " . لذا , النظرية العلمية ليست عقيدة أو إيمان أو معتقد أو مذهب . النظرية العلمية هي عبارة عن " نموذج وصفي " التي تقوم بتفسير الملاحظات العلمية بدقة . إذا , لا يوجد مايسمى بالـ" عقيدة الداروينية " ومن يطلق هذا المصطلح يريد ان يوهم الغير بان نظرية التطور تم وضعها لشيء آخر غير علمي . فمن الغباء ايضا ان نقول بان هناك ما يسمى بالـ" عقيدة الكهرومغناطيسية : electromagnetism Ideology " . مصطلح " العقيدة الداروينية " يستخدم من قبل الخلقيين , فالاعتراضات التي قام بها مجلس القضاء التشريعي في لويزيانا كانت منظمة من قبل خلقيين وهو من ابتدعوا هذا المصلطح المدلس . الخطأ الثاني : الإعتراضات الهجومية الجريئة التي تقدموا بها على مصطلح الداورينية ., مدعيين بانها تعني " بعض أجناس وأصناف البشر أسمى من الآخرين " . منذ أن تم ربط الداروينية بمعنى التطور فإن مفهوم سكان لويزيانا خاطئ , فالداروينية يعنى بها أن " الكائنات الحية تنوعت من سلف مشترك خلال مليارات السنين عبر التغير والإنحراف الوراثي والإنتخاب الطبيعي " . .. فماهي العلاقة بين المفهوم الغريب للويزانيين والمفهوم الحقيقي للداروينية ؟ هكذا يقوم الخلقيون بتحليل تدليسي لمفهوم نظرية التطور التي لم تدعو للعنصرية يوما ما ولم تدعو لسيادة البيض كما ساوضح في جزء خاص بذلك في موضوع لاحق . ـــــــــــــــــــــــ
- مهاجمة العالم تشارلز داروين :
تدعي المنظمات الخلقية بأن الإبادة التي قامها بها هتلر كانت نتاج مباشر من التفكير التطوري خصوصا عن إحدى ميكانيكيات التكيف التطوري وهي " الإنتخاب الطبيعي " , لكن هناك فرق بين وصف الظاهرة وبين الهدف من هذه الظاهرة وما تؤدي إليه . ففي مقال (6 ) من منظمة ابحاث الخلق عن العنصرية اعترفوا بأن داروين كان يقف ضد استعباد الغير , ولكنهم اتهموه بأنه يعتقد بتفوق البيض . لم تستطع منظمة الخلق ان تقدم دليل واحد على ما اتهموا داروين به من كتابه حول أصل الأنواع , وحتى أنهم لا يمكنهم توضيح كيف تؤدي نظرية التطور إلى سيادة البيض بدون الكشف عن التمييز العنصري الذي ابتدعوه - المسيحيون - . مع ذلك " لو " افترضنا أن داروين كان عنصري فلا علاقة بذلك ايضا بنظرية التطور , فهم يهاجون التطور غالبا بمهاجمة داروين نفسه ! قام الخلقيين باقتباس جزء من رسالة شخصية لداروين يقول فيما معنى حديثه بأن الإنتخاب الطبيعي يقود أكثر لتقدم الحضارة , فالأجناس القوقازية " Caucasian " الأكثر تحضرا هزمت الأتراك في الكفاح للبقاء على الوجود . بالنظر إلى العالم إلى تاريخ ليس ببعيد جدا , فإن عدد لا نهائي من الأجناس الأقل تحضرا ستهزم بواسطة الأجناس الأعلى تحضرا في كافة أنحاء العالم . وهذه هي الرسالة : اقتباس I could show fight on natural selection having done and doing more for the progress of civilization than you seem inclined to admit.... The more civilized so-called Caucasian races have beaten the Turkish hollow in the struggle for existence. Looking to the world at no very distant date, what an endless number of the lower races will have been eliminated by the higher civilized races throughout the world منذ أن هذا النص مأخوذ من السياق فإنه من الصعب معرفة ما كان داروين يحاول قوله بالضبط . تكتيكات الخلقيين المدلسة تريد أن توهم القارئ بان ما استنتجوه هو صحيح تماما , ولا يوجد تقريبا اي نص اقتبسوه غير هذا يريدون تبيين ان داروين كان عنصريا , حتى أن النص مأخوذ من السياق .. لذا , دعونا نرى ماهي المغالطات التي ارتكبوها الخلقيين والتي ستحسم أمر أن داروين لم يقصد التعنصر في هذا النص : 1 - يصف داروين حقيقة حصلت في نهاية القرن التاسع عشر فالأوروبيين القوقازيين سيطروا على العالم وأخضعوا منافسيهم , حتى أنهم في غالب الأحيان يقومون بإخضاع الغير بدون رحمة . ومثال ذلك " المواطنون الأمريكان والإفريقيون " . لذا داروين لا يتحدث عن شيء أخلاقي هنا , إنما يتحدث عن شيء سياسي . 2 - كتب داروين " أجناس متحضرة : civilized races " . ففي ذاك الوقت كان ما ذكره داروين صحيح . بعض الأجناس نسبة إلى تاريخهم كان لديهم تقديم حضاري وتقنية ومهارة عسكرية أكبر وأفضل من بعض الأجناس الأخرى . داروين لم يقترح حتى بأن سبب هذا التفوق التقني عن الغير , بأن أولائك الذين لا يملكون تلك الحضارة لديهم قصور وراثي او اي سبب آخر يتعلق بالوراثية , فتعبير داروين يدل على " ارتباط " بذاك الوقت , ولكن ليس تعبير يدل على " سبب " . فتعبيره حول التفوق الأوروبي من الناحية العسكرية كان بسبب المجتمع العنيف ذاك الوقت , ولا يوجد اي دليل بأن داروين كان فخور بذلك .. انما ما ذكره حقائق فعلية كانت في ذاك التاريخ , فهو يتحدث باسلوب تاريخي سياسي في رسالة ولم يتحدث عن التفوق له دخل بالتطور والوراثة . إذا , الإدعاءات حول ان ذاك النص الذي اقتبسوه الخلقيين من " السياق " ويدعون بانه يدل على ان داروين عنصري ويربطوها بنظريته خاطئة تماما , فالأمر ليس بهذه البساطة فلا يوجد دليل مباشر على عنصرية داروين , والخلقيين ليس لهم اي حق بالجلوس واقتباس نصوص من بين الأسطر وادعاء ادعاءات باطلة وربط الرسائل الشخصية لداروين التي يتحدث فيها بلغة سياسية بنظريته , فهنا تجدهم يهاجمون النظرية عن طريق صاحب النظرية نفسه .. فلذا , من الغريب انهم لم يهاجموا " الفيزياء النيوتيانية : Newtonian physics " لأن نيوتن كان مصاب بعقدة الأنانية و متحجر القلب .. فهل ادعى أحد بأن فيزياء نيوتن متحجرة القلب وأنانية ؟ ـــــــــــــــــــــــ
- البقاء للأصلح " Surivival of the Fittest " :
أخيرا وليس آخرا , نسمع بأن الخلقيين يدعون بأن فكرة داروين حول " البقاء للأصلح " تقود مباشرة إلى العنصرية . أولا , أود الإشارة بأن داروين لم يخترع الإنتخاب الطبيعي " Natural Selection " !! هي ظاهرة طبيعية واضحة لأي شخص يقوم بمتابعة الحيوانات البرية وأعمالها لأي طول من الوقت , ومساهمة داروين في هذا المجال كان استنتاج هو أن هذه الظاهرة كانت مسؤولة عن التطور . أما بالنسبة لفكرة أن " البقاء للأصلح " تؤدي إلى سيادة البيض ( بغض النظر عن ما ان كان داروين اخترع الفكرة ام لا ) . إذا كنت تعتقد أن " البقاء للأصلح " يؤدي إلى سيادة ذو البشرة البيضاء , فأنت يجب أن تبادر بتصديق ذلك الآن !!! لا تفهموني بشكل خاطئ , لكن عندما " يعتقد " شخص بأن البقاء للأصلح يؤدي إلى سيادة البيض , فإن هذا الشخص يكشف عن " عنصريته الخاصه " به . إذا ادعى شخص أن داروين قصد بأن التفوق العسكري كما كان في النص في رسالته يؤدي إلى التفوق فإن هذا يعد الإنتخاب الـ" غير " طبيعي , فإنه لو امتلكت حضارة قوة عسكرية فانه بالتاكيد ستستطيع تدمير الحضارة التي ليس لديها تفوق عسكري . هل كانت القوة العسكرية اليونانية متفوقة بالنسبة للفارسية ؟ هل أوروبيو القرن التاسع عشر كانوا متفوقين عسكريا بالنسبة للإفريقيين , الصينيين , الهنود ؟ نعم كانوا متفوقين منذ أن قاموا باحتلال تلك البلاد , لكن هل هذا له علاقة بالتفوق الوراثي في " الطبيعة " ؟ لا , لليس له علاقة بتاتا .. هذا التفوق في " السياسة " والصراع بين " الأفراد " وليس بين الكائنات في " الطبيعة " ! من تدليسات الخلقيين ذكرهم بأن التفوق العسكري للأوروبيين القوقازيين وهيمنتهم على العالم كانت مرتبطة بالوراثية بدلا من الإرتباط بالثقافة والتحضر , والتي تقود بدورها لسيطرة البيض . لا يوجد اي دليل على ان داروين ذكر ان هذه ذو علاقة بالوراثة والتطور . لذا , أي خلقي يريد أن يوهمك بأن فكرة " البقاء للأصلح " ارتبطت بالسياسة وانها كانت خلف العنصرية فاعلم انك تتعامل مع شخص عنصري " متحجر " !! ـــــــــــــــــــــــ
- نظرية التطور تنفي سيادة الأجناس ذو اللون " الأبيـض " :
بعد الهجمات " التدليسية و الإفترائية " التي تنشر ضد نظرية التطور من قبل الخلقيين الذين يدعون بأنهم يريدون حفظ الحقوق المدنية , فإنه قد يفاجئ البعض لسماع بأن نظرية التطور تعطي أقوى دليل متوفر ضد خزعبلات الخلقيين حول سيادة الجنس الأبيض التي يعود اصلها الى اصل ديني " مسيحي " كما بينا مسبقا , سيتم تبيين ذلك في 6 طرق كالآتي : 1 - التغير الوراثي " Genetic Mutation " : أدت نظرية التطور إلى البحث عن الآلية من خلال تغير التركيب المتوارث , التي أدت إلى التغير الوراثي . إذا , التغير الوراثي هو الآلية الوحيدة للتمايز بين البشر , ثم يمكننا معرفة الإختلافات بين البشر بواسطة تحليل الحمض النووي " DNA " . أثبتت هذه التحليلات بشكل قاطع بأن هناك تمايز ضمن ما يسمى بالـ" أجناس " أكثر من التمايز بين البشر نفسهم . قادت نظرية التطور مباشرة إلى نظرية الجين " Gene Theroy " التي هي بدورها قادت إلى الدليل العلمي أن الإختلافات ين الأجناس مبالغ فيه سابقا . 2 - ديموغرافية السكان " Population demographics " : إذا كنا نقسم الجنس البشري إلى التجمعات الفصائلية ( سود , بيض , هنود , آسيويين . إلخ ) كما يقوم أولائك الذين يزعمون بأن مثل هذه المجوعات متميزة جوهريا ( على الرغم من النقطة # 1 بالأعلى ) فإننا سنجد بأن البيض هم أقل السكان . إن نظرية التطور تقوم على مفهوم ان النجاح والتفوق مستند على المجموع السكاني بدلا من إختيار عوامل النجاح بشكل إعتباطي مثل " الذكاء , الإنجازات المعمارية , التراث ديني , الإبداع , القوة .. إلخ " . فعند تطبيق دقيق لنظرية التطور على الفكرة الحمقاء القائمة على التمايز الجنسي تؤدي فورا بأن الجنس ذو اللون الأبيض سيكون هو الأقل نجاحا .. فهل انتبه الخلقيين لهذه النقطة !!! 3 - التكيف البيئي " Environmental adaptation " : التغيرات التطورية ليست " عشوائية " . هي محكمة بواسطة التغيرات البيئية . لذا , التغيرات التطورية بين " الأجناس " ستحدث بضرورة تكيف ذاك الجنس مع بيئته ( مثل : جلد ذو لون أسود في منطقة المناخ الإستوائي ) وذلك منذ أن استعمر الإنسان أماكن أكثر برودة من أوروبا وأكثر اعتدالا منها وايضا اقسى منها بيئيا أو حتى أشد حرارة من أوروبا , فإن نظرية التطور تقول بأن الأوروبيين القوقازيين لا يمثلون أي إختلاف مميز بينهم وبين الأجناس الآخرين , لكن بالأحرى هم عاديون جدا , فالدليل الوراثي يؤكد بأن القوقازيين يشتركون في الشفرة الجينية الأساسية لجميع الأجناس . 4 - الإنحراف الوراثي " Genetic diversity " : نظرية التطور تقول بأن الإنحراف الوراثي سوف ينتج كائنات أكثر متانة , لأن كمية الإختلاف ضمن النوع سيسيطر على قدرتها للتكيف مع التغيرات البيئية . أيضا , أي شخص يفهم قليلا حول مفاهيم التطور فإنه سيعرف بأن " النقاوة الوراثية : Genetic Purity " هو أسوأ شيء من المحتمل ان يقوم به الشخص للجنس البشري , فكلما كنا وراثيا " نقيين " كلما قلت الفرصة للتنويع الوراثي , ومن ثم سنكون أكثر تأثرا لمشاكل " التوالد الداخلي : inbreeding-related " بالإضافة إلى تهديد الجنس البشري بالإنقراض على يدي " فيروس " قاتل مثلا . 5 - التهجين " Interbreeding " : نظرية التطور ونظرية الجين - التي نبعت من نظرية التطور - يقولان بأن التهجين العرقي أمر جيد لأنها تضمن التنويع الوراثي بشكل كبير , ومن ثم نشأة أنواع تملك متانة وقوة أكبر . مفهوم التهجين بمفرده أمر مرعب بالنسبة للعنصريين البيض , فهم يخافون عملية التهجين لأنها تقلل من نقاوة الجنس الأبيض . 6 - عدم وجود تدرج خطي " Lack of hierarchy " : نظرية التطور لا تنادي ولا تصف تدرج خطي . لايوجد شيء يسمى تغير جيد أو تغير سيء حسب البيئة المحيطة . لذا , لا يوجد أي طريقة للقول بأن أحد الأنواع متميزة ومتفوقة جوهريا على النوع الآخر ؛ ميزة موروثة التي تضمن نجاح أحد الأنواع في بيئة واحدة قد تضمن إنقراض النوع الآخر . كل هذا يناقض إدعاءات العنصريين البيض , ففي الحقيقة أن هذه الحقائق تزعج هؤلاء العنصريين الذين ظنوا تفوقهم تاريخيا هو عبر التاريخ الأوروبي للعدوان العسكري المتوحش ضد الأجناس الأخرى . ×××××××××××
لنرى الآن رأي التوراة في النقاط الـ6 السابقة , ومن هو حقا العنصري :
1 - التغير الوراثي " Genetic mutation " : بينما المورث الإنساني يمكن أن يستعمل لإثبات أن الإختلافات ضمن الأجناس أكبر من الإختلافات بين الأجناس , فإن التوراة تضع خطا فاصلا تقوم بالتمييز بين ( أبناء سام " Shem " + أبناء حام " Ham " + أبناء يافث " Japheth " ) . علاوة على ذلك , فإن لعنة نوح على أبناء حام صنعت شكل جديد من أشكال التمييز ( حيث أن هذا يضع الناس ذو البشرة السمراء في موقع مذلل ) . 2 - ديموغرافية السكان " Population demographics " : توضح نظرية التطور " النجاح " - سمها تفوق إذا أردت ذلك - فقط من ناحية الإجمال السكاني , أما التوراة فإنه يوضحها من ناحية " الجنس والدين " . منذ أن كان الأبيض هو الذي يكون مسيحي أكثر من الأسود , هذا يولد تبرير كافي بأن الدين هو كان السبب في فرض سيادة البيض . أما نظرية التطور فهي تنفي إدعاءات البيض العنصريين بأنهم أكثر تفوقا من غيرهم , أما التوراة فتؤكد تفوق البيض . 3 - التكيف البيئي " Environmental adaptation " : بينما تربط نظرية التطور مدى إختلاف الأنواع إلى مدى إختلاف البيئات , فإن الخلقيين يشتركون في الفكرة الغريبه بقولهم أن مدى الإختلاف ضمن النوع " معدلة " بواسطة الإله ( لذلك يكون هناك تمايز كبير بين أصناف النوع الواحد ) . إذا , منذ أن الخلقيين لا يشتركون في فكرة التكيف البيئي التي تقود إلى التغيرات الجينية , فإننا لا نستطيع إستخدام بيئة أوروبية متوسطة لإقناع المتدينين البيض العنصريين مثل ( Ku Klux Klan ) ( 7 ) الذي فيها يكون الجنس الأبيض في طبقة " متوسطة " بدلا من طبقة سامية . 4 - الإنحراف الوراثي " Genetic diversity " : بينما تقول نظرية التطور بأن فكرة " نقاء الجنس " بفكرة غير جيدة , فإن التوراة غالبا ما يتحدث حول أهمية إبقاء أجناس الإله المفضلة نقية , ما زال المسحيين الأصوليين يوصون باستخدام كلمة " نقاوة : Purity " إلى يومنا هذا ( بعضهم اصبح يردف كلمة نقاوة مع كلمة " ثقافة : Culture " فيقول " نقاوة ثقافية " بدلا من " نقاوة عرقية " حتى يتجنب مهاجة الغير .) .. وبينما نظرية التطور تقول بعدم جودة النقاوة العرقية , إلا أن التوراة تنادي بها وتؤكد عليها . 5 - التهجين " Interbreeding " : لا يملك العنصريين البيض دليل علمي يساند إدعاءاتهم , مما يجعلهم مضطرين لإساءة تمثيل النظريات العلمية لمصالحهم . علاوة على ذلك , النظريات العلمية تخالف أفكارهم . فنظرية التطور تقول بأن التهجين سينتج تنوع وراثي الذي بدوره سينتج أصناف أكثر متانة . التوراة تقول خلاف ذلك , فمعتنقي الـ" Ku Klux Klan " على صفحتهم على الإنترنت يقومون بهجاء اختلاط العروق ويتفاخرون بذكر الشرور التي تنبع من جراء الزواج بإمرأة أجنبية خصوصا ( الكنعانيون " أبناء حام " ) . 6 - عدم وجود تدرج خطي " Lack of hierarchy " : بينما ترفض نظرية التطور أن تقوم بوصف أو تبني فكرة تدرج خطي ووضع نوع فوق نوع آخر مما يشكل تمايز واضح . فإن التوارة خلاف ذلك فهي تقوم بتشكيل وصف تدرجي بشكل واضح تماما . فإن التوراة تقول بأن الطبيعة كاملة ملك للبشرية , وأكرر بأن أبناء " حام " ملعنونين حتى يكونوا خدم للأجناس الأخرى . ومرة أخرى نظرية التطور ترفض سيادة البيض بينما التوراة والمسيحيين يتفاخرون بذكر ذلك !! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- الهوامــــــــــــش ومصادر المقالة :
( 1 ) داروين يذكر أن مختلف الأجناس لها مقدرة على الإبداع ( 2 ) كتاب مين كامبف بالكامل وذكره بان اعماله ضد اليهود هي بموافقة إلهه له ( 3 ) (Morris, "Evolution and Modern racism", ICR Impact, October 1973) ( 4 ) (Morris, Troubled Waters of Evolution, 1974 p. 33) ( 5 ) أحد مؤسسي علم الأحياء البروليتاري ( 6 ) مقال من منظمة أبحاث الخلق حول العنصرية ( 7 ) اقرا هنا عن الـ" Ku Klux Klan " البيض العنصريين المصادر التي تم ترجمة بعض النصوص منها : http://www.talkreason.org/index.cfm Arguments/Racism.xhtml evolution-24-myths-and-misconceptions.html
| |
|