سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3202
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | شهوة الجنائز | |
يا هدأةَ الليل الملهمة الحَميمة.. ها أنتِ تُرتِّبين نجومَه المطفأة على موائدِ الحنينتمشِّطينَ شيبَ الأفولِ بأصابع الحرير وتضفِّرينَ جدائلَ القصيدةتستدرجينَ النُعاسَ من عيونِ آلهتهلتسكِنيها شواردَ الأحلامِ وأثير الأمنياتِ العِذابتسرجينَ همهماتِ الشُّجون كأوشحةٍ للدفءِحينَ الصقيع يفترسُ مفاصلَ الذِّكرىتوقدينَ أقمارَكِ الخافتةَ كأحلامِ التغاريدتستجمعينَ بها شتاتَ الرياحينِ المبعثرة على سلالم الأنينْوتزرعينَ خُرافة التأويل كأيقونةٍ على ضفافِ اليقين،ويا ساقيَ الليلِ الحنونثملةٌ كؤوسُكَ بحشرجاتِ التَّناهيد ونشيجِ الأيامِ المأزومة وصانعاتُ الأحزان، ما تركتْ للمسرَّات لياداً..!تعبِّئُ قواريرَك مِن حاناتِ البَنَفسَج وغدرانِ الياسمينتسكبُها على تعاشيبِ المواعيد ودفاترِ الذكرياتتشعلُ الرنود المعتَّقةلتعبقَ بها أنفاسُ المساءاتِ الحالمة..غناؤك المعجونُ بتمتماتِ النَّاي وسقسقاتِ العنادِليقاسمُ الأملودَ المئيدِ دلالَهُ، والنسيمَ رقَّةَ الهبوبيتسلقُ العتماتِ الكئيبةَليُلبِسَها لذةَ التراتيلِ الطروبة.يا تلك الأرواح الهائمة كفراشاتِ الرَّوابييُغريكِ لهبُ النار بالتحليقِ حولَ شرائكِ الهلاكتتراءَى لكِ الشَّرارتِ الحارقةكبوارقِ التباشيرِ المضيئةوتسوقُكِ رُؤَى الممكناتِ إلى النهاياتِ السَّحيقةأيتها الأرواحُ الهائمة في رحائبِ الملكوت مزِّقي حُجبَ العماءِ المتكثفةَ على رياضِ بصائركواسكبي مدادَ دمعكِ على تعاريجِ الحقولانظري...هل تُبصرين؟!مَن أوهَمَ قلبَكِ ببراعةِ الألوان وملاحمِ الضَّوءِ وصباحاتِ الحقيقة ؟!ها أنتِ ذا تُلمْلِمينَ بقاياكِ المجروحةَ النازفةَبانكساراتِ هشيمِ أمانيكِعلى حُطامِ مرايا كسيحةٍ شوهاءتتناثرُ انعكاساتُها على مفارقِ الشُّعورفهل أدركتِ تلك الحقيقة..!رحماكَ بي أيها الليلُ الرَّفيقكمْ لي بعهدِكَ من قناديلِ الشُّجونأوقدتها احتفاءً بي..وثملتُ بكَ وثملتَ بي...توسَّدتَ مُهجتي وأنا أسامرُكَ وأسردُ الحكايات فتتراقص البسمةُ على ثغركَ تارةًوتؤنِّبُني تارات... كنتَ شاهدي على فرحي وحزنيصَحوتي وشُجونيانتظاراتي واحتضاراتي...فما بالُك أيها الليلُ السَّمير شاخص الأبصار بعيدًا في متاهاتِ الكآبة !تتحجَّرُ دمعاتُ مآقيكَ اللاهبةفترتجُّ في أعماقي أعمدةُ السُّكونودهشةٌ تظلُ عالقةً في عتماتِ أفولِكَ المباغت وسرابٌ يُغرقها في لُجَجِ الشُّرودتتلعثمُ صُورُكَ المضطربة في البوحِ عن قادماتِ الفصول ! • • • يا وَحْدَتي الموحِشة الأليفة تروِّضينَ احتمالاتِ الفقد وتستجمعينَ حشودَ الأزمنة المتثائبةتكدسينَ غمائم الخيباتِ في قعور الغرابيلوتنشرينَ على حبلِ أهدابِك النواعسِخرائطَ القسماتِ والرغائبِ المكبوتةوتسكبينَ الضوءَ على مروجِ النبوءاتوتغرسينَ شُعلةً في ذيولِ السَّحاباتِ الهاربة..مُسوِّرةً ذكرياتِكِ بتساؤلاتِ النجومِ الخوافتوصدأةِ الأقفالِ في حاشيةِ الهموم • • • أيها العدمُ...أتقنتَ عزفَ مواويلِكَ على رياضِ شرفاتِ الليلتزرعُ الأوهامَ بسحرِ اللقاءاتِ الحائرة بين برازخ الرنين وافتعالاتِ الولوجِ إلى نوافذِ الثرثراتيرتابُ وعيُكَ من انتحارِ نجومِهِأو غبارٍ يسفكُ الرُّؤية على أرصفةِ المواعيد..تخلعُ لباسَ النشوة عن أعراسِ الينابيعومنائرَ تتلو التعاويذ وتبسملُ بالرُّؤَىأصمتها انهيار سمائكوانطفاء صنّاجة لياليك فهلْ كنتَ تُحيكُ جُبَّة الدّرويش بمخالبِ الخديعةتُرتِّقُها بأسمالِ رقاعِ النهاياتِ الكئيبة!أيها العدمُ..هل كنتَ تمارسُ شهوةَ الجنائز؟!. | |
|
السبت أبريل 10, 2010 10:35 am من طرف وائلة