حمادي فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1631
تاريخ التسجيل : 07/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
| | خصخصة الصهيونية طباعة إرسال إلى صديق صحافة العدو | |
صحافة العدو | الكاتب اسرائيل هرئيل | الثلاثاء, 05 يونيو 2012 14:46 | «كيان صهيوني»؟ فقط إيران، حزب الله، حماس ـ وباقي كارهي إسرائيل ـ يذكرون ويتذكرون الجذور الفكرية للوطن القومي اليهودي. يهودية ديمقراطية، مع التشديد على الديمقراطية، نحن نكرر. أما صهيونية؟ فندفع لها ضريبة شفوية.
أول أمس مُنح في نطاق مدينة داود جائزة الصهيونية على اسم ارفينغ وتشرنا موسكوفيتش. المكان، وكذا أفعال الفائزين يرمزان جدا إلى عارض مرضي: حركات وجمعيات ـ وليس «الكيان الصهيوني» ـ هي التي تقف اليوم في جبهة الفعل الصهيوني الكلاسيكي. مدينة داود، مشروع تذكاري للكشف عن جذور الماضي كان جديرا بأن يكون مشروعا ملكيا. ولكن المملكة، التي تُقسم بقدس الأقداس بأن تكون القدس موحدة «إلى أبد الآبدين» ترتعد كورقة مصفرة في مهب الريح عند الحديث عن الدفع بهذا القَسَم إلى الأمام. ولولا دافيد باري، المفكر والجرافة لجمعية مدينة داود، لكان مشكوكا فيه أن تنكشف الآثار التاريخية، بمعانيها الهامة من ناحية تاريخية وقومية، لتصبح موقعا قوميا.
ومثل الموقع، هكذا الجائزة. لماذا لم تبادر دولة إسرائيل لما فكرت به عائلة يهودية ثرية من الولايات المتحدة؟ كل ما لقاءه فاز الثلاثة (دكتور اسحق غليك، من رواد طب الطوارئ في إسرائيل؛ المحامية نتسانه درشان ـ لايتنر، من قادة الكفاح ضد الإرهاب في مجال القانون الدولي، وتسفيكا تسالونيم، رئيس «الصندوق لإنقاذ الأرض»)، كان يجدر أن تقوم به الدولة. على الدولة أن تدير الكفاح القضائي في العالم ضد مصادر تمويل الإرهاب ومساعدة عائلات المتضررين في الدواعي القضائية. إنقاذ الأراضي هو مهمة رسمية. وذراع الدولة، مثل الصندوق القومي لإسرائيل، هو الذي ينبغي أن يشتري، بزخم كبير، الأراضي. هو وليس جمعية مقدراتها، وكذا أدواتها التنظيمية التي تحت تصرفها، محدودة.
كما أن القليل (جدا!) من البلدات التي أُقيمت داخل دولة إسرائيل في العقود الأخيرة كانت، بالأساس، مبادرة من الجمعيات. ولكن حتى في حماية البلدات والأراضي فإن «الكيان الصهيوني» غفا في الحراسة. الأضرار بالمزارعين وأملاكهم هي أمور تقع كل يوم. وقوة العديد من المزارعين، القدامى والجدد على حد سواء، تتآكل وروحهم تنكسر. فسيطرة العرب على الأراضي الخاصة وأراضي المديرية والصندوق القومي أصبحت وباء يعم الدولة.
وإلى داخل هذا الفراغ دخلت مؤخرا منظمة «الحارس الجديد». المنظمة، التي تقوم على أساس المتطوعين، تساعد المزارعين في الحفاظ على أجسادهم، أراضيهم وأملاكهم. وهي أيضا، لو كانت تحكم في إسرائيل حكومة تفرض القانون، لما كان داع لها. وفي المستقبل، هذه المنظمة أيضا ستحصل، على أي حال، على جائزة الصهيونية. وليس من الدولة التي تقوم هي بمهمتها.
العام الماضي حظي بالجائزة (إلى جانب حنان فورات ومئير دغان) الحاخام يهوشع باس، مؤسس منظمة «نفس بنفس». المنظمة، التي تأسست في العام 2002 فقط، مسؤولة عن هجرة معظم المهاجرين من البلدان الغربية بل وتساعدهم في التشغيل والتأقلم. هي وليس الوكالة اليهودية. هي وليس الهستدروت الصهيونية (وإذا لم تكن تنشغل هذه بذلك، فلماذا نحتاجها؟). هي وليس وزارة الاستيعاب. هذه، إذا كانت على الإطلاق، «تساعد». ومنذ عقود وهي تعنى بالمناكفات الداخلية ولا تبادر إلى شيء.
لقد تسربت الخصخصة من نطاق الاقتصاد إلى العناصر المركزية الثلاثة للصهيونية أيضا: الهجرة، الاستيطان وإنقاذ الأرض. الدولة ما بعد الايديولوجية، ومعها «المؤسسات الوطنية» تعبوا ولم يعودوا ينشغلون بتجسيد الصهيونية. تبقى لهم، على الأقل، أن يعترفوا بجميل أولئك الذين حملوا الشعلة وتمجيد أعمالهم ـ وإن كان لأهداف تربوية. ولكن حتى لهذا أيضا نفدت قوتهم وضاعت إرادتهم.
هآرتس
|
| |
|