لقاء السنوات العجاف

بعد
سنوات طويلة ذابت أيامها وشهورها وأذابت كل ما هو جميل في حياتنا وبعد
تساقط أوراق أعمارنا كشجرة تناثرت أوراقها في فصل الخريف بعد هذه السنوات
كان لقائي بأميرتي بل بملكتي فكم لعبنا بلعبة الفارس والأميرة والعسكر
والحرامية فكانت دائما معي وحينما كبرت كانت لا تخطي خطوة إلا ومعها
حراسها وأقصد هنا إخوتها ووالدها فلم تعد تلك الأميرة مسموح برؤيتها أو
الاقتراب منها بعد تلك السنوات الطوال التقينا في احد الأماكن وفي أحد
المراكز التجارية نظرت إليها ونظرت إلي والتقت الأعين وكأنها عرفتني فبدأت
لغة العيون بيننا ثم كشفت عن وجهها بمكر نسائي وكأنها تركز بنظرها على
السلعة التي تحملها مما مكنني من رؤية كامل وجهها فعرفتها وعرفت سر نظرتها
لي وتفحصها لتضاريس سحنتي وقد أثار ذلك استغراب أخي الذي لم تلده أمي فمسك
كتفي وهزني ونظر إلي وهو مستهجن لتصرفي وله العذر في ذلك وقال لي .. خير
وش السالفة فتبسمت له وقلت بلغة الشباب .. صرف نفسك لين اجيك فاقتربت هي
شوي وانا اكملت الباقي ..فدار حديث بيننا .. لا يقال هنا

دقايق مرت وهي تناظرني تبي تعرف من أكون
قلبت صفحات الماضي وأوراق السجل المدفون
والسؤال في عقلها حاير من هو أنا ومن أكون
تبي تقول تبي تهمس بشفاها وفي الهمس ظنون
والخجل يمنعها من الكلام ولعذب الكلام شجون
تاهت الأفكار في عقلها حتى غدا كنه به جنون
رمقتها بطرف عيني والنظرة الأولى لي مسنون
جت بخطاها يمي .. بادرتها .. خير ياسود العيون
علامك تراقبيني كنك حارس يحرس مسجون
قالت كني أعرفك وكن في تذكيري سند و عون
أبتسمت وفي بسمة شفاتي أفتظح خافي المكنون
وتنهدت تنهيده كني بسكين في القلب مطعون
أشهقت .. وأزفرت .. يا الله عسى همك يهون
قلت .. الهم .. الحزن .. والألم في جسدي ينحتون
صار لهم سنين ومالقيت لخدي صدر حنون
وطت براسها حياء والحيا منها بدا مزيون
وقالت انت جريئ .. قاطعتها وقلت انا بك مفتون
ولمحت من فوق كتفها ناس عرفتهم عنها يتلفتون
قلت وانا احذرها هذول هلك وكاد عنك يدورون
يممت وجهها صوبهم وهم صوبها يهرولون
وفي لمح البصر اختفيت عنها وماعرفت من اكون
ونسيت اقول لها كنا نلعب والأطفال معنا يلعبون
أنا الفارس وأنتي الأميرة والكبار علينا يظحكون
ولولا الحياء لصحت بعالي الصوت والناس يسمعون
يابنت أحبك وحنا صغار والصغار في حبهم مايكذبون
صدق .. عفه .. براءة .. طبعهم ..والكذب والخيانه مايعرفون

لقاء السنوات العجاف

لقاء السنوات العجاف :: تعاليق

لقاء السنوات العجاف