حمادي فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1631
تاريخ التسجيل : 07/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
| | أزمة الحضارة و تأثير الخطاب الديني | |
تلتقي في الساحة تيارات كثيرة تنادي بالنهضة و القيام بتأسيس الحضارة وفق نظرة مادية أو ذاتية حسب الوجهة او النظرة التي تستدعي ذلك النداء و الخطاب , ولا شك بأن النهضة مطلب مهم للتاسيس في بناء الحضارة المثلى و التي بلا ريب هي الركيزة الأولى للمجتمع الصالح وفق نظرية الإصلاح المنهجي النموذجي المستوطن في خب أغلب المتحدثين و المثقفين هذه الأيام . إن الثورة في البيانات الخطابية أو المقالية التي تسعى للقيام بقفزة نحو نهضة ما و التي تندد دائما بحال المجتمع و الضرورة للإصلاح لا تأتي بغير صورتين على الغالب , الصورة الدينية أو الصورة السياسية وفي بعض الأحيان كلاهما , غير أن الواقع لبناء الحضارة و النهضة يتشكل وفق استراتجيات عديدة مابين خطوات للتنمية و اخرى للتصعيد في أستهلاك الموارد بغية البناء الحيوي لسلم التطور في الأصعدة كافة سواء المادية أو الذاتية . إن التنمية و أسسها للبناء في الحضارة تتطلب حضورا مهما للذات البشرية قبل المادة بكافة أشكالها , فنستطيع هنا الجزم بأن أساس الحضارة هو الفرد و إصلاحه و بناء على الفرد يتشكل المجتمع مابين مدني أو قروي , و على شاكلة المجتمع تتكون الحضارة بقيام نهضة مجتمعية متكاملة و متناسقة يكون أساسها الفرد الواعي صاحب الركيزة القوية و المؤثرة على ذلكم المشروع التنموي السامي , ولا شك بأن الفرد يتشكل وفق منهجية معينة يسيرها الإنتماء لتيار أو فكرة ما من شانها التأثير على الفرد بشكل أو آخر, و لعل أبرز تلك التيارات هو التيار الديني مهما كانت ماهيته و درجة تأثيره على وعي ذلك المخاطب , و ذلك التيار يعد من أقدم و أقوى المسيرات للفرد في تشكيل المجتمع و تنفيد مشاريعه الحيوية في إطار النهضة المنشودة و قيام الحضارة , و كما أن الاديان كافة تحث على البناء فأن الفطرة البشرية كانت مجبورة عليه و على ذلك كانت الأديان محطة لتأصيل فكرة النهضة و تكوينها على نهج معين وفق تشريعات ذلك الدين و تكوين مجتمعه , ثم إن الأديان بكافتها كانت رصيدا منطقيا في محفظة التطور , فما جاء نبي ولا رسول إلا و كانت معه تلك الرسائل السماوية التي تستدعي التبعية و الإنكفاء عن الهمجية و الفوضى , و بذلك كانت النهضة و الحضارة تسترعي اهتمام تلك المجتمعات لا لشيء سوى الإصلاح , و قد كانت ما كانت من تلكم الحاضرات الصامدة على مدى التاريخ , و انا كمسلم من مجتمع مسلم يسعى للقيام بالنهضة و الحضارة لابد أن أعترف بالأزمة و أن أفند تلك الأراء القبيحة بأنا كنا و مازلنا أفضل أمة و لست أقصد هاهنا بالعقيدة فأنا مؤمن بكمال الأسلام و مؤمن بحسنه و عليته فوق كل دين , ولكننا كأفراد ويؤسفني بأن أقول باننا أبعد ما نكون عن الأفضلية و المكانة العالية بين كل أصناف الكون , اما عن الخطاب الديني و الذي يعد تأثيره كما الأفيون للمسلمين نراه يبتعد كل البعد عن الإصلاح و الأمر به , بل يكاد يكون جل اهتمام أهله بأمور التراث و تفاصيل الأحكام الفقهية السطحية كالغناء و غيره مابين حلة و تحريم , و يقولون بأنا أفضل أمة !؟ . إن السبب الرئيس وراء انتكاس الأمه و رجعيتها هو وللأسف علمائها و فقهائها , فرغم علمهم بمطلب الشريعة من النهوض بالامة و اشعال همتها فهم ينظرون لمصالحهم و غايتهم التافهة و يستغنون عن أوامر الله عز وجل بالأصلاح و النهوض . الإصلاح لن يكون بغير كلمة حق ترفع و تقال من هؤلاء و لو كانت على رقابهم فهم من تسمع كلمتهم , وهم من تسير المشاعر بندائاتهم و شعارتهم , وهم من يبدأ بهم الإصلاح , و عليهم أن يبدؤوا بأنفسهم , و ان لا يرتابوا عن كلمة حق في أي من كان يقف في وجه تقدم الأمة و ازدهارها , و على ذلك تنبني الآمال بالنهضة و تتكون الصورة الحقيقة لأهل الدين بأنهم لبنة خالصة في تأسيس مجتمع صالح , مجتمع سام ٍ , مجتمع حضاري متكامل | |
|