اختراق الاعتراض

[b][size=21]إذا
رُمتَ غايةً في الحياة، و هدفاً في الوجود، فإن عليك أن تضربَ الأرضَ
طُرُقاً، و أن تجعلها سُبُلاً ذُلُلاً، و لا تدَّخر شيئاً من الجهد في
خلْقِ الوسائل، و كل وسيلة على قدر الغاية، و كل غاية على قدر قيمة النفس،
ومهما طال الوقتُ و كثُرَ الجُهد فإنه لا شيء أمام تحقُّقُ المراد.

هذا هو
قانون البقاء في العظمة، و هو أساس و أصل التألُّق السمائي، فمن لا يطرُقُ
الطُرُقَ و لا يسلكها يبقى حيث كان، و البقاء الراكد موت، و الموت قُبْحٌ
حين يكون في غير وقته، و الحياة هي هكذا، تسير نحو الأمام، دائمة الحثِّ
على السير، حتى تبلغ نهايتها.

إذا
اعترضك في الطرق مانع فتفاوض معه في أن يكون صديقك، فإن رفضَ فلتُزِحْهُ،
فإن أبى فلتهدمه، فإن كان عصِيَّاً فلا تستسلم و اصنع لك طريقاً آخر، ففي
صناعتك الطُرُق تحقيق لقوة همتك، و إثبات لصدق إيمانك بهدفك، و أما
الاستسلام فما هو إلا خنوع و خضوع، و سقوط و هبوط، و إيمان على شفا جُرُفِ
حرفٍ هاوٍ إلى هاوية، و ليس أصحاب السماء بالساقطين في أعماق الأرض، لأن
العُلْوِيِّيْن لا ينزلون إلا ليُعْلُو.

ما
يعترضك شيءٌ إلا بقدرِ ما تسعى إليه، فعوائق الطرائق على قدر الحقائق، و
على قدر الهمة تكون قوة العائق، فيثبت الإيمان بالهدف في الميدان، أو
يُنفى فتبوء بالخسارة، وويلٌ للمُدَّعِيْن عند المطالبة بالبراهين، و
براهين الكمال أفعال.

ارتقِ و
اخترق العوائق، فما من عائقٍ إلا وهو وهمٌ في قلبِ صاحب الغاية، و المؤمن
برسالته، إذ هو تلبيسٌ إبليسيٌ، و نزغٌ شيطانيٌ، يفتن المؤمنَ بالكمالِ
ليكون منافقاً مذبذباً، أو يكون كافراً بالكمال و التالق، فيكون مع من
سقطَ همه، و هبط عزمه، وتاه أمرُه، و باءَ بأن بقيَ في الهامش، مع رواتع
الحشائش، و كرماً لذي الهمة و العزم أن يكون مقرونا بالذكر مع من هذه
حالُه، و لكنه ذكرٌ لبيان معدن الكمال من معطَن الابتذال[/size][/b]

» حق الاعتراض (Veto)
» التأويل اختراق لدوائر الهيمنة على صناعة المعنى أجرى الحوار: يونس الأحمدي - رشيد ابن السيد

اختراق الاعتراض

اختراق الاعتراض :: تعاليق

اختراق الاعتراض

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة