تظاهرات في دمشق وعنان يطالب بتصعيد الضغط على الاسد وموسكو تحذر من اتخاذ قرار دولي تحت الفصل السابع
2012-06-08
بيروت
ـ دمشق ـ موسكو ـ وكالات: تمكن المراقبون التابعون للأمم المتحدة الجمعة
من الوصول إلى قرية القبير الواقعة وسط سورية والتي كانت مسرحا لمذبحة قبل
يومين. يأتي ذلك وسط أنباء عن مقتل 21 شخصا في أنحاء البلاد في هجمات
وتفجيرات، فيما خرج الاف المتظاهرين في مناطق سورية عدة الجمعة بما في ذلك
العاصمة دمشق للمطالبة با سقاط النظام، في ما اطلق عليها اسم جمعة 'تجار
وثوار يدا بيد حتى الانتصار' في محاولة لحث الطبقة البورجوازية ورجال
الاعمال في سورية على الانضمام للانتفاضة ضد النظام.
وقال الناشط السوري فراس الهوامي من أهالي المنطقة لوكالة الأنباء الألمانية 'دخل موكب (المراقبين) قرية القبير'.
وكان
وفد المراقبين تعرض لإطلاق نار الخميس لدى محاولته الدخول إلى القبير
للتأكد من تقارير مقتل 80 شخصا على الأقل. ولحقت أضرار بالحافلة الخاصة
به.
وكان كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية
قد التقى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري رودهام كلينتون في واشنطن
الجمعة لمناقشة تصاعد أعمال العنف في سورية والسعي لإيجاد حلول، وقبيل
الاجتماع طالب عنان بـ'مزيد من الضغط' على دمشق لتطبيق خطته ذات النقاط
الست.
وخلال الإيجاز الصحافي، اقترح عنان إنشاء مجموعة اتصال دولية
بشأن سورية لبث الحياة من جديد في جهوده السلمية لوقف العنف. ومن المتوقع
أن تضم المجموعة قوى غربية وروسيا والصين ودولتين من أعضاء مجلس الأمن
الذين يعارضون أي تدخل مسلح أو تغيير النظام'بالقوة'.
وفي خطوة
لزيادة الضغط على دمشق، أرسلت الولايات المتحدة المبعوث الأمريكي لسورية
فريدريك هوف إلى موسكو حيث التقى دبلوماسيين كبارا الجمعة في محاولة يائسة
لإقناع روسيا بتغيير موقفها تجاه سورية.
واعربت روسيا بعد المحادثات انه لا علم لديها بأي خطط من قبل الرئيس بشار الاسد للتنحي، ولم توجه اي دعوة رسمية اليه للمغادرة.
وقال
دبلوماسيون رفيعون انهم اطلعوا المبعوث الامريكي هوف ان موسكو مستعدة
للموافقة على تعديلات في خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لحل الازمة السورية
من اجل ابقاء تلك المبادرة حية.
ولم تشر التصريحات الى اي تغير في
موقف روسيا من الازمة التي سقط فيها اكثر من 13500 شخص بحسب المرصد السوري
واثارت مواجهة بين روسيا والغرب مع عودة رجلها القوي فلاديمير بوتين الى
ولاية ثالثة تاريخية في الرئاسة.
كما حذّر نائب وزير الخارجية الروسي
غينادي غاتيلوف الجمعة، من اتخاذ قرار في مجلس الأمن ضد سورية تحت الفصل
السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وقال غاتيلوف في تصريح لوكالة
'إنترفاكس' إنه 'من الواضح أن قراراً دولياً يفرض عقوبات على سورية ويهدد
باستخدام القوة لن يقود سوى إلى تدهور الوضع الصعب أصلاً في البلاد'، في
إشارة إلى تلويح الولايات المتحدة والجامعة العربية بفرض عقوبات دولية
قاسية على سورية تحت الفصل السابع.
من جانبها، دعت الصين المجتمع
الدولي الجمعة إلى مواصلة دعم جهود كوفي عنان لحل الأزمة في البلاد. وقال
الناطق باسم الخارجية الصينية ليو ويمين في إيجاز صحافي أوردته وكالة
أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الجمعة إنه يتعين على المجتمع الدولي أن
يتحلى 'بالثقة والصبر' إزاء جهود الوساطة التي يقوم بها عنان.
وأعرب
الناطق عن قلق بلاده 'بشأن التطورات الجارية في سورية'، مؤكدا إدانة بلاده
القوية' للأعمال الوحشية' في سورية وخاصة قتل النساء والأطفال وضرورة
تقديم القتلة إلى العدالة في أقرب وقت ممكن.
من ناحية أخرى، قتل خمسة
أشخاص في انفجار استهدف قسم شرطة في محافظة إدلب شمالي البلاد وفق ما ذكر
المرصد السوري لحقوق الإنسان. ولم يتضح بعد ما إذا كان جميع الضحايا من
رجال الشرطة.
وقتل ما لا يقل عن اثنين من عناصر الأمن اثر انفجار
قنبلة بسيارتهم بإحدى ضواحي العاصمة دمشق وفق ما ذكر المرصد. كما تحدث
نشطاء من العاصمة عن اشتباكات عنيفة بين الثوار والقوات الحكومية.
في
الوقت ذاته، خرج المحتجون إلى الشوارع داعين ابناءالطبقات المتوسطة في
العاصمة إلى الانضمام للثورة التي انطلقت شرارتها الأولى في منتصف آذار
(مارس) 2011 ضد نظام الرئيس بشار الأسد.