الشعب السوري سينتصر و انتم ستخسرون الرهان 23:46
(function() { var po = document.createElement('script'); po.type = 'text/javascript'; po.async = true; po.src = 'https://apis.google.com/js/plusone.js'; var s = document.getElementsByTagName('script')[0]; s.parentNode.insertBefore(po, s); })();
من: كاوا خليل علي <
omrnu@hotmail.com>
تاريخ الشعوب واضح و مبدئي منذ القدم ، الشعوب تنتصر عادة و هذا امر
بديهي و حتى لو خسرت جولة و لو لحين فلا بد في ان تنتصر في النهاية ، و
كل من لا يؤمن بهذه القاعدة فلا شك انه سيخسر الرهان عاجلا ام اجلا .
تشهد سوريا منذ احدى عشر شهرا ثورة شعبية حقيقية راح ضحيتها حتى الان
حوالي 10 الاف شهيد و مئات الالوف من الممصابين و المعتقلين و المفقودين و
المشردين على يد قوات الامن و ما يسمى بالشبيحة و هي فرق مختصة بالقتل و
النهب و ما شابه من اجرام و عبث – ومن سوء حظ السوريين ان ثورتهم معقدة
جدا ، حيث يتكون المجتمع السوري من خليط من الطوائف و المذاهب و القوميات
و الاعراق ناهيك عن تشابك الاحزاب و الاتجاهات السياسية بين مكونات الشعب و
بطبيعة الحال جغرافية البلد معقدة نسبة الى الدول المحيطة بها و المصالح
الاقليمية و الدولية المتشابكة فيها و التي يلعب النظام البعثي بها على
خطوط دقيقة و حساسة و ذلك عبر تزاوجه مع اهم الاوراق الاقليمية المفروضة
على المنطقة برمتها كورقة التحالف مع ايران و حزب الله في لبنان وحركة
حماس و غيرهم من الحركات التي تلعب دورا هاما في عامل الحرب و السلم في
معظم الدول الاقليمية و خاصة المجاورة لسوريا و لا تقل ورقة القضية
الكوردية شأنا من تلك الاوراق لقدرتها الى تغيير المعادلة الشرق اوسطية و
خاصة التركية و العربية منها بمجرد حصولها على حضن دولي آمن ـ و الاهم من
كل هذا هو الدور الروسي المساند لهذه الانظمة و المجموعات و الذي يبدأ
بتنافس مع القوى الكبرى الاخرى على مد نفوذها في المنطقة و لا ينتهي
بتصدير ما تيسر لها من سلاح اليهم و تحقيق مكاسب تجارية لا يستهان بها
على الصعيد العسكري و المادي .
و استنادا الى هذه التعقيدات راح المراهنون على بقاء هذا النظام البعثي
الشوفيني الذي يقتل شعبه في كل لحظة نعيشها منذ اندلاع الثورة راحوا الى
الدفاع عنه و بشراسة في كل وقت و حين و ذلك عسكريا و سياسيا و اعلاميا كما
يفعل حزب الله اللبناني الذي لم يفوت على نفسه فرصة اظهار موالاته و
تأييده لهذا النظام القاتل لشعبه و ذلك علنا لأكثر من مرة و على لسان
المسوول الاعلى في الحزب حسن نصر الله عندما قال جهارا في خطاباته انهم
يردون الوفاء لهذا النظام ( الممانع والمقاوم على حسب قوله ) و هو نفسه
الذي ايد و ساند معظم الثورات العربية و خاصة تلك الاحتجاجات التي اندلعت
في البحرين و التي كانت مدعومة من ايران ايضا ، الا انه في الحالة السورية
ايد فرضية النظام و ردد مصطلحاته كالموامرة و استهداف المقاومة و ما الى
ذلك من ترهات دعائية – و على الارض حيث يقومون بقمع الاصوات المناهضة
للنظام السوري في كل انحاء لبنان و التنسيق مع عناصر الاستخبارات السورية
و سفارتها باختتطاف النشطاء والمعارضين السوريين من لبنان وتسليمهم الى
السلطات السورية و قيامهم بانتهاكات صارخة لحقوق الانسان و ذلك عبر
سيطرتهم على جميع المفاصل السياسية و الامنية في البلاد و انباء عن ارسال
مقاتليها الى سوريا للمشاركة بقمع المتظاهرين السلميين ضد النظام تماما
كما فعلت ايران و جاء اسر عدد من مواطنيها من قبل الجيش السوري الحر دليلا
قاطعا على ذلك .
ان كل هذه العوامل المحيطة بالثورة السورية قد تمد بعمر النظام السوري
برهة تماما كما امده المالكي الموالي لايران من اموال الشعب العراقي
المستباحة مقدما بذلك طاعته و رضاه لنظام هو الاقرب من النظام العراقي
البائد الذي جاء المالكي و امثاله على انقاضه ، و لكنها لن تحمي النظام من
السقوط و الخضوع لارادة الشعب المقهور حتما الذي تشرد و تشتت في جميع
اصقاع الارض و لن تقف تلك العوامل عائقا امام الشعب السوري البطل الذي قال
كلمته و لن يتراجع عنها مهما دفع من ثمن و بالتالي سيخسرون المراهنون
الرهان على بقاء اسيادهم الوهميين ولن يعود جدار الخوف ابدا .
الحياة تستحق العيش و لكن الحرية اثمن من الحياة بدون كرامة .