** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الشخصية المغتربة "اغتراب" Alienation Personality

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
free men
فريق العمـــــل *****
free men


التوقيع : رئيس ومنسق القسم الفكري

عدد الرسائل : 1500

الموقع : center d enfer
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6

الشخصية المغتربة "اغتراب"   Alienation Personality Empty
12112011
مُساهمةالشخصية المغتربة "اغتراب" Alienation Personality

كثير منا يسمع عن هذا المفهوم واستخداماته في حياتنا المعاصرة هذه
الايام،وإذا كانت الكلمة في ذاتها لها تاريخ قديم من الفكر الديني
وبخاصة المسيحي والاسلامي والعصور الوسيطة تلك الاخيرة التي تعددت
استخدامات الكلمة فيها ما بين قانونية ونفس – اجتماعية.



اول من استخدم هذا المفهوم علمياً ومنهجياً هو "هيجل" في كتابه
الموسوم فينومينولوجيا الروح الذي صدر في العام 1807.



اصل كلمة الاغتراب لاتيني Alienatio ويستمد هذا الاسم معناه من
الفعل Alienaer بمعنى تحويل شيء ما لملكية شخص آخر وهذا الفعل بدوره من
فعل آخر هو Alienus اي ينتمي الى شخص آخر متعلق به، وهذا الفعل الاخير
مستمد بصفة نهائية من لفظ Alius الذي يعني الآخر سواء كاسم او كصفة "كما
عرضه ريتشارد شاخت –الاغتراب ".



ان الشخصية المغتربة او التي تشعر بالاغتراب تعد مأساة الانسان
المعاصر في عالمنا اليوم فهي تعيش صراع بين أكون ولا أكون في سياق هذا
الازمة الانسانية المحتدمة في حق الوجود والعيش برضى وهدوء. تقوم جدلية
هذا النمط من الشخصية على صراع يتمركز في:



انا افكر.. اذن.. انا موجود


انا أفكر.. إذن.. انا قلق


انا قلق.. اذن..انا موجود


أفكر حيث لا أوجد، أو أوجد حيث لا افكر معبرا عن أن الاحساس بالوجود
لا يتحقق في الذاتية – انطلاقا من الذات أو التفكير – وانما يحصل
الانسان على الاحساس بوجوده من خلال الآخر وفي الآخر وبالآخر كما تقول
نيفين زيور.



لا تجد الشخصية المغتربة في الواقع الذي تعيشه نفسها بل تجد نفسها
غريبة في مجتمعها، غريبة عن ذاتها، لم تجد الاخر الذي هو في وجوده
انعكاسا انسانيا في علاقته بالآخر فيقول "مصطفى زيور" فوجودي وقد عثرت
عليه مشوب بالغيرية أنه وجود واغتراب معاً من حيث عثور على الوجود داخل
الاغتراب في الغريب حقاً انه ليس اغتراباً شاملا من حيث إن الآخر إنما
هو أنا.



تعاني الشخصية المغتربة بالعزلة عن الاخرين لفقدان لغة التواصل
والتفاهم معها ويقول "كيركجارد" قضية علاقة الفرد بالآخرين ضياع
الانسان في الحشد، هذا الحشد من البشر او كما يسميهم بهائم البشرية
حينما تندمج هذه الشخصيات في اية قوة بدون العقل، سواء قوة الحشد او
الدين او النظام السياسي.. الخ، انما تفقد إنسانيتها ويغترب الفرد
ويضيع في الحشد وبين الوجود الزائف.



عاش السيد المسيح "ع" مغتربا في مجتمعه الذي طلب اصلاحه لما يعيش
فيه من فساد وتحوير لجميع القيم السماوية التي نادت بها الاديان من
قبله فأنتزع نفسه من المجتمع او من الاخرين لا نتيجة بالاحساس بالضياع
وإنما لكي يعيد مع فئة مؤمنة به صياغة مفاهيم الحياة الصحيحة ولكونه
يقود ثورة مسالمة هادئة على القيم السائدة فلم يفض اغترابه الى التمرد
وانما يتجاوز باغترابه الحب والارتباط الانساني التلقائي.



اما الامام علي بن ابي طالب "ع" فقد عد من اكثر الشخصيات المغتربة
عن/ "في" واقعها لما عاناه من عدم تفهم مجتمعه له ولِما يقول ويُبدي من
افكار متقدمة عنه زمانيا ومكانيا فقوله: الفقر في الوطن غربة، والمال
في الغربة وطن.



وهناك العديد من الشخصيات المغتربة في اوطانها أدت بها الحال الى
الثورة على الواقع وان دفعت حياتها ثمنا لذلك منها الامام الحسين بن
علي بن ابي طالب "ع" في ثورته الازلية ضد نظام الدولة الاموية السياسي
حينما رفض الاغتراب في وطنه بالاعتراض على السلطة الجائرة التي حاولت
نزع انسانية الانسان باسم الدين فرفض ان يضيع في الحشد حتى لايصبح
ملكاً لنفسه فقط وإنما انطلق بثورته التي ظلت باقية عبر القرون ليصبح
ملكاً لغيره، انه لم يتخذ العزلة كعلاج لحل ازمة الاغتراب في المجتمع
الاسلامي، اغتراب في التعامل اليومي البعيد عن الفكر الديني السائد
واغتراب في التطبيقات السياسية - الدينية السائدة آنذاك.



ان "الامام الحسين –ع-" في ثورته على اغترابه بمجتمعه الذي استسلم
بإسره للسلطة السياسية الزائفة والتدين المحور قادته ثورته الى ان
تفنيه وتوجده في الآن نفسه على المستوى الرمزي الذي يجعله خالداً من
قبيل أن يلاحظ كيف انه مات "استشهد" بما هو فرد وإن ظل خالداً بما هو
رمز لإمة تحيي ذكرى اغترابه بالعلن بمآتم استشهاده كل عام وعبر اكثر من
اربعة عشر قرنا من الزمان وبمختلف الامكنة والاوقات.



انه لم يسعى الى السلطة ولكنه سعى الى التغيير فسعوا الى موته وهو
ما تحقق على ارض الواقع فقد قُتل وقُطِعت اوصاله – هذا الحدث بالنسبة
له وللمسلمين الحياة، وليس الفناء، ففناءه بدنياً تتجلى في صورة الجسد
الممزق المفتت وقول الشاعر: ( ان كان اصلاح دين جدي لم يستقم إلا بقتلي***
فيا سيوف خذيني - إقتلوني ) فيصبح الانا مرهوناً بهذا الخيال والواقع
معاً، اعني الجسد المتناثر الممزق، معززاً (أنا ) مثالياً يصبو الى
تحقيقه في الآخر الكبير(الله) والدفاع عن الدين القويم والصحيح غير
المحرف.



الامام الحسين"ع" لم يسعَ الى الموت بل سعى الى الاصلاح جهاراً
ولكن الموت ادى الى إعادة الوعي الجمعي لأمة بأسرها فقدَتْ ميزان
قياسها للاسلام الصحيح.



يقول علماء النفس ان الشخصية المغتربة تضيع بين جزئيات الحياة
اليومية حتى تضيع الاسرة، ويسرقون منها وجودها الانساني السوي ويسلبون
ذاتها وحريتها.



ترى ادبيات علم النفس ان الاغتراب هو قضية الانسان في كل زمان ومكان
وليس قضية عصرنا الحالي فقط رغم ان ظاهرة الاغتراب والشخصيات البشرية
التي تتسم بسماتها ربما تختلف من عصر الى آخر ومن مجتمع الى مجتمع
ولابد ان نقول اننا نشعر بالغربة حينما يكون القهر ويكون مستمرا ويقول
"اريك فروم" الاغتراب ليس نعمة او نقمة بل إنه يدخل في النسيج الوجودي
للانسان وسيظل الاغتراب طالما يظل الانسان، ويضيف "تيلش" اكثر بقوله
على الرغم من الاغتراب يحاول الانسان أن يظل إنساناً فإننا نقول أن
الانسان بغير الاغتراب ليس انساناً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الشخصية المغتربة "اغتراب" Alienation Personality :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الشخصية المغتربة "اغتراب" Alienation Personality

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: