الكاتبة الصحفية البحرينية لميس ضيف من أقوى الأقلام الصحفية في البحرين و
لها تأثير شديد على الرأي العام البحريني على الرغم من صغر سنها . تمتاز
مقالاتها بعدم محاباتها لأي طرف و كثيرا ما هوجمت من قبل السلطة و أزلامها و
بعض أطراف المعارضة لانتقاداتها اللاذعة . الكاتبة الصحفية كانت شاهدة على
بداية الثورة البحرينية في 14 فبراير . و عاصرت الأحداث و وقفت بجانب
الثوار منتقدة الحكومة البحرينية ... مما أدى إلى مطاردتها من قبل رجال
الشرطة و جلاوزة النظام و اضطرت إلى الأختباء و الأختفاء عن الأنظار بعض
ضرب منزلها بالمولوتوف من قبل بلطجية النظام . و من أجل ملاحقة النظام لها
اعتقلت الشرطة أختها الدكتورة ندى ضيف و عدد من أقاربها كرهائن من أجل
الوصول إلى الصحفية . و أختفت من الأنظار حتى استطاعت الهروب من البحرين
إلى أمريكا مقر إقامتها في الوقت الحالي و يقال أن هناك من ساعدها من ذوي
النفوذ و يقال أن قطر و أمريكا تدخلتا في الموضوع .
الصحفية من أمريكا وثقت مشاهداتها لأيام الثورة و ما حصل فيها من قمع عن
طريق مقالات متفرقة على هيئة رسائل إلى ملك البحرين . المقالات استخدمت
هيئة السجع في بداية الرسائل و نهايتها ((لم أحب هذا شخصيا)) لكن متن
المقال فعلا أشعرني بهزة ... فكانت المشاهد التي نقلتها مرة كالعلقم لأنني
عايشتها و جعلتني أتذكر القمع و التنكيل الذي عايشه شعبنا .
رسالة لملك البلاد من شهرزاد(1)
بقلم : لميس ضيف
بلغني أيها الملك الرشيد أمركم بلجنة تحقيق في ما جرى من غرائب في بلد
العجائب.. ولأني شهرزاد عصر "الآي باد" سأقص عليك القصة التي تعتريني كلما
ذكرتها غصة.. قصه ألف دمعة ودمعة بحرينية وهي ليست بقصه أسطورية..سأصب
لجلالتك الحقيقة وسأكون صريحة ودقيقة.. ولأني أعذر الملوك والسلاطين لأنهم
يعيشون في صوامع من بلور فأسمح لي بقول المحظور واكفني شر سيف جلادك "جوهر"
الذي لا يستكين ولا يرحم - لا لأني أهاب الموت- ولكني أخشي أن أغيب قبل
أن..أتم القصة
والآن يا سادة يا كرام صلوا على خير الأنام..وأسمعوا قصة شعب أرهقته
اللصوصية والمسرحيات الأمنية، همه الأول المسكن ورواتب الوظائف التي لا
تسمن. قصه "هنود الخليج" الذين لا يعرفون علامَ هم هنود الخليج ! يعيشون في
جزيرة المحار التي تطوقها البحار التي ما عادت تجود بالخيرات من فرط
الدفان والسرقات.. ثلث مساحة بلادنا أكلها حوت الفساد.. ومواطنيها حيارى
للبنوك والديون أساري.. والخدمات الصحية ضعيفة ومترهلة وسخيفة..سير العدالة
في محاكمنا قاتل والكل عن حقوق المظلومين غافل.. الوظائف توزع للمعارف،
ومعايير تولى المناصب المهمة.. مبهمةٌ ومخزيه !
لدينا برلمان لا يستر من هجير ولا يحاسب وزير؛ نصفه دراويش والنصف الثاني
عمله "على ما فيش".. لدينا مجلس شورى كل من فيه له كروش ولا يحس بمن لا
يملك القروش.. لدينا دستور مطاط و"منحوس".. لدينا صحافة ولكنها مطية رداحة.
مبادئها العجين " تُشكلها" أصابع من يملك الدينار والصولجان ..
لدينا ديمقراطية بيوتها "عنكبوتيه" وحكومة " ديكارتية " قناعها كمول ولا تفعل نصف ما تقول..
لم يكن الشعب – باختصار- مرتاح وكان بقهره صداح ولكن الآذان كانت مصمومة
فشكونا أمرنا لله والشكوى لغير الله مذمومة.. بالمفاد يا سامعين وجدنا أننا
لا نعيش مع العائشين.. وهكذا يا ملكنا الحنون أكتشف شعبنا المغبون أنه
كثور الطاحون، الذي عصبت عيناه فصار يدور ويدور.. ويعتقد انه يقطع الأرض
ويصل بخط مستقيم لحيث لا يصل إلا الثور المكين..والحقيقة أنه قابع مكانه
يدور في ساقيه..لا يشرب من سلسبيلها إلا النذر اليسير !!
تلك هي الحقيقة؛ مشكلة شعبنا لا سياسية ولا طائفية بل في عدالة مغيبه
مخفيه.. أما نشيد "السنة والشيعة" فتأليف من فكر ودبر، وقُتل كيف
دبر..فأستّل لما رأى الناس تغلي المصباح وحرر مارد الطائفية وأعطاه
البندقية ، بل وولاه على الرعية، وأستأجر من يعينه على " حبك" المسرحية
ليعيد الثور المغبون للطاحون بأي ثمن.. كان ما يكون.
وسأقص عليك يا مليكنا قصة دوار اللؤلؤ وكيف سُحقت أحلام اللؤلؤ ليسمعها معك
الأنام ولكن.. ها قد شعع الصباح وعلينا أن نسكت– مؤقتا- عن الكلام
المباح..