كاتبة تتهم نزار قباني بالسطحية وعدائيته للمرأة
في كتابها «نزار قباني الحقيقة الكاملة» الصادر العام الماضي عن دار
الورّاق، تذهب الباحثة كاتيا شهاب إلى تناول سيرة الشاعر السوريّ الراحل
نزار قبّاني، بشكل تفصيليّ ومختلف لإيضاح كلّ جوانب حياته من منطلق عدم
قناعتها بما رواه الشاعر عن نفسه، أو ما رواه محبّوه وأصدقاؤه.
ترصد
الكاتبة في بحثها هذا مجموعة المدن التي ساعدت في تكوين ثقافة وتجربة
قبّاني، فتبدأ من دمشق وتراثها معرّجة على المجموعة التي أصدرها الدكتور
صباح شقيق الشاعر وعنوانها « دمشق نزار قبّاني «، لكنّها تلفت النظر إلى
خلوّ هذه المجموعة من قصيدته السياسيّة الأولى عن الزعيم حسني الزعيم الذي
كان أوّل من قام بانقلاب عسكريّ في الشام، حيث مدحه نزار بقصيدة ثم طوى
القصيدة فيما بعد ولم يعد يشير إليها لا من قريب ولا من بعيد .
أمّا عن
أسرار شعر نزار فترى الباحثة أنّ أهمّ هذه الأسرار مقدرته على محاكاة
الشباب بلغتهم وطرقهم في التعبير، وهذه الشريحة العمريّة هي الأكثر تجاوبا
مع دواوينه وإقبالا على شرائها وتضيف : «وإذا سلّمنا جدلا أنّ نزار قبّاني
ناشر وعاشق للجمهور بمعناه العريض وهو الميّال إلى الثقافة العامّة لا إلى
النموذج المعقّد من المعرفة , فأنت تتحدّث مع «التاجر» الذي يدرس السوق
وتقلّبات «الزبائن» دون اهتمام كثير بتلك النخبة المثقّفة التي تجلس في
المقاهي لتنقد وتفنّد».
و تتساءل: هل هو شاعر المرأة أم أشرس أعدائها ؟
حيث قيل فيه إنّه يتغنّى بالحبّ ويرسم بالكلمات, كما قيل إنّه رجل حذق
وموهوب وشهوانيّ ومندفع وجريء، ولكن خلف شاعريّته, تظهر رغبة في إعادة
المرأة إلى زمن سحيق كان فيه دورها مقتصرا على «طارحيني الحب تحت المطر،
تحت الرعد والبرق, عانقيني في الميادين, امنحيني روعة الإحساس بالموت،
أحبّيني كما كنت بعنف وجنون، واعصري قلبي كالتفّاحة الحمراء حتّى تقتليني
وعلى الدنيا السلام.
ورغم خروجه على القانون وجرأته الكبيرة ,إلّا أنّه
استخدم المرأة لتكون عبدة له وحده تدخل كنزته وتأكل من عشب صدره. طلب منها
رفض السلاطين والتخلّي عن كلّ رادع يعترض الجنس لتستسلم لجسده «أحبّيني
بكلّ توحّش التتر بكلّ حرارة الأدغال, خلّي نهدك المعجون بالكبريت والشرر
يهاجمني كذئب جائع خطر»!
وترى الباحثة أنّ شعر نزار يقدّم مادة ذهبيّة
للناقد والدارس، ولكن المشكلة تتمثّل في أنّ النقّاد والدارسين انصرفوا عن
شعر نزار منذ زمن بعيد.
هذه خلاصة موجزة لما ذهبت إليه الباحثة من رؤى
كوّنتها من خلال استنادات رأت أنّها منطقيّة وموضوعيّة عبر تعزيزها بشواهد
من سير من عاصروه، أو حتّى بالاستناد إلى قصائده التي استشهدت بالكثير منها
في كتابها ...