المعنى: ايران ستنتج سلاحا نوويا في الخفاء
صحف عبرية
2011-11-03
تفيد
مصادر استخبارية غربية في الاسابيع الاخيرة بتغيير جوهري ومقلق في نشاط
تخصيب اليورانيوم في ايران. التقدير المتزايد في الغرب هو أن الايرانيين
بدأوا ينقلون أجهزة الطرد المركزي الى المنشأة النووية الجديدة في برودو،
بجوار مدينة قم الدينية. ويدور الحديث عن ذات الموقع السري الذي كشفت
الولايات المتحدة النقاب عنه في العام 2009 وميزته العسكرية هي انه تحصين
مبني عمليا داخل جبل.
حتى الان، معظم تخصيب اليورانيوم الايراني جرى في
نتناز، المنشأة النووية الخاضعة بقدر كبير للرقابة من الوكالة الدولية
للطاقة الذرية. المنشأة النووية الجديدة في برودو غير خاضعة لاي رقابة.
ومنذ نهاية آب 2011 أعلن الايرانيون بانهم سيبدأون بنقل أجهزة الطرد
المركزي الى المنشأة النووية بجوار قم، ولكن محافل استخبارية في الغرب لم
تعرف مدى دقة النبأ. وفي الاسابيع الاخيرة تبين أن الايرانيين بالفعل
ينفذون نقلا، أغلب الظن ذا مغزى، لاجهزة الطرد المركزي الى داخل التحصينات
في المنشأة النووية الجديدة ويعتزمون البدء في عملية تخصيب اليورانيوم هناك
ايضا.
الوزير البريطاني لشؤون الشرق الاوسط، اليستر بارت، قال أمس في
زيارة له الى الكويت ان 'نقل اجهزة الطرد المركزي الى تحت الارض في المنشأة
النووية في قم يثبت أنه ليس للايرانيين نوايا طيبة'.
ونشرت صحيفة
'الغارديان' البريطانية أمس بان الجيش البريطاني يستعد للمساعدة في ضربة
جوية أمريكية ضد المنشآت النووية الايرانية. ورسم النبأ سيناريو هجوم جوي
شامل يتضمن استخدام صواريخ جوالة. وجاء فيه أيضا، على لسان محافل غربية ان
'الاسرائيليين يودون الاعتقاد بان بوسعهم تصفية هذا الشأن'.
ونشر البيان
في الوقت الذي يزور فيه وزير الدفاع ايهود باراك لندن. وتضمن فقرة جديرة
بالاشارة: وزراء في المجلس الوزاري البريطاني 'اطلعوا' (ولم يذكر من
اطلعهم) على أن ايران تنقل 'أجهزة طرد مركزي اكثر نجاعة' الى المنشأة
النووية المحصنة في مدينة قم. محافل في وزارة الدفاع البريطانية أضافت بان
الايرانيين يخفون في القاعدة 'قدرات ومواد' (ترتبط بالمشروع النووي).
الاهمية
المركزية في نقل أجهزة الطرد المركزي الى قم مزدوجة: امكانية الهجوم من
الجو تصبح أقل نجاعة، بسبب التحصينات العميقة. ولا يوجد أي رقابة على
اليورانيوم الذي يدخل أو يخصب. المعنى، في واقع الامر، هو قاعدة آمنة وسرية
اكثر لتخصيب اليورانيوم العسكري اذا اراد الايرانيون ذلك.
السيناريو
السلبي من ناحية الغرب هو ان الايرانيين ينقلون كمية غير معروفة من أجهزة
الطرد المركزي الى قم ويبدأون في تنفيذ تخصيب اليورانيوم الى درجات عسكرية
دون أن تعرف القوى العظمى عن ذلك بيقين ومع قدرة محدودة لضربة عسكرية
للقاعدة المحصنة. في الماضي اطلق التقدير بان تشغيل اجهزة الطرد المركزي في
قم سيشكل خطا أحمر في نظر الولايات المتحدة واسرائيل، لانه سيسحب البساط
من تحت اقدام المحاولة الدولية لصد الجهود النووية لطهران.
وقال مصدر
أمني غربي انه في غضون سنة ستتمكن ايران من اخفاء وتخبئة ما يكفي من المواد
اللازمة لها لانتاج قنبلة نووية بسيطة في القاعدة في قم واماكن اخرى،
وبالتالي فتحت الان نافذة فرص محدودة: 'بعد 12 شهرا، ببساطة لن نتمكن من ان
نعرف بيقين بان صواريخنا ستصل اليهم'، على حد قول هذا المصدر.
في
الاسبوع القادم سينشر في فيينا تقرير حاد عن البرنامج النووي الايراني
وفيه لاول مرة ستوفر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أدلة واضحة على نية
ايران تطوير سلاح نووي. ويحدث التقرير عاصفة دبلوماسية حتى قبل نشره، حيث
تعمل اسرائيل والولايات المتحدة على أن تشدد قدر الامكان الصياغات في
الوثيقة النهائية، بينما روسيا والصين تحاولان حماية ايران وتخفيف الصيغة
التي ستنشر حوالي يوم الخميس 8 تشرين الثاني. كل هذا قبيل الاجتماع الخاص
لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية المخطط له في 17 تشرين الثاني في
فيينا.