كلنا إلى 18 أكتوبر، يوما للنضال التلاميذي من أجل تعليم عمومي مجاني وجيد

كلنا إلى 18 أكتوبر، يوما للنضال التلاميذي من أجل تعليم عمومي مجاني وجيد Arton2538

سارت الدولة البرجوازية التابعة بعيدا في تحطيم المكاسب الطفيفة ، وفي
تشجيع المدارس التجارية، وتعليم نخبتها. تاركة أبناء المفقرين يواجهون
مصيرهم المجهول في تعليم، أضحت فيه صفة "عمومي" اسما على اليافطات.

شكلت مظاهرات 23 مارس، المطالبة بتحسين
ظروف التدريس المادية و المعنوية، معطى نوعي بالنظر إلى مضمونه و حجمه و
مداه الجغرافي. فقد كانت أشكال النضال التلاميذي من أجل جودة التعليم ما
قبل 23 مارس ذات طبيعة محلية و جزئية تكاد لا تُرى. ولم يكتس النضال
التلاميذي بعدا وطنيا شاملا إلا في حالات التضامن مع الشعبين الفلسطيني و
العراقي.

عقبات يجب تخطيها

لقد كان لافتاً بصورة مرعبة حقاً مشهد 23
مارس الماضي، بالنسبة للحاكمين، هذا اليوم الذي احتشد فيه آلآلاف
التلاميذ في الثانويات و الشوارع، بدفع من حركة النضال التي تجتاح المغرب
منذ 20 فبراير بوجه خاص. فالنضالات التي سبقت 23 مارس 2011 بقيت ظرفية
بحتةً، ولم تتحول إلى ممارسة يومية لأجل تعميم شعاراتها ومطالبها
وتوحيدها، في وقت تعاني فيه الحركة الطلابية أزمة عميقة على مستويات شتى.
إذ، بالإضافة إلى التشرذم والضعف البرنامجي، وقلة الإنغراس الجماهيري، تدب
في صفوف التيارات الطلابية آفة الاقتتال، سبق أن أدت إلى ابتعاد القسم
الأكبر من الطلاب عن الحياة السياسية الجامعية، وإلى سقوط قتلى ومعطوبين
بين فينة وأخرى، مما يبعد الحركة الطلابية عن موقعها الفعلي في النضال،
المحفز لشقيقتها شبيبة المدارس، وهو بالضبط، عامل لنكوص كفاحات التلاميذ
وعزلتها.

كان للجان الطلاب بالأقاليم دور لا مثيل
له في دعم وتحفيز كفاحات التلاميذ، ومناطق تواجدها، هي بالذات مناطق بروز
كفاح تلاميذي متقدم، بمجوعات تلاميذية، ونشرات تلاميذية، وانخراط واعي
ومنظم في نضال الجماهير الشعبية ( ورزازات- زاكورة- سكورة- طاطا- فم الحصن-
ايفني...) لكن اقتصار تجارب النضال الطلابي بالأقاليم على جامعتي اكادير
ومراكش، وتوقف سيرورة تعميمها، أعاق مسعى ذاك التلاقي. مما يستلزم
الاستفادة من دروسها، وتجذيرها، وتعميمها، لا سيما في سياق بروز كفاح
تلاميذي ممتد جغرافيا و تنامي نضالات حركة المعطلين، ما بعد 20 فبراير.

مطالب جزئية محلية وجب توحيدها

إلا أن أزمة الحركة الطلابية ليست هي
السبب الوحيد في محدودية وعزلة نضالات التلاميذ، بل يضاف إلى ذلك أيضا
غياب مطالب موحدة ومجمعة لكفاحات شبيبة المدارس، لا سيما أن جل النضالات
تخاض على مطالب ذات طبيعة محلية من إعادة تسجيل التلاميذ أو تجهيز
القاعات...، مع ما يلازم ذلك من بقاء تلك الكفاحات في مستويات محلية تحول
دون بروز حركة نضال تلاميذية موحدة المطالب، كقوة مستقلة حقاً، مطالب يمكن
أن تتعرف فيه تلك الشبيبة على نفسها، كأحد الفاعلين الأساسيين رفقة حركة
الطلاب وحركة المعطلين في سيرورة النضال الجارية.

المطالب الموحدة هي المطالب الحيوية، التي
تلف حولها شبيبة المدارس، وهي بالذات التي يجب أن تكون شعارات لأيام
التظاهر والاحتجاج التلاميذي ذو الصبغة الوطنية، عوض شعارات من قبيل "غضب
تلاميذي".

لقد كانت أرضية مطالب احتجاجات 23 مارس،
مغرقة في التفاصيل، وفي شكلها ذاك تصلح للتعبئة أكثر، والتوزيع في
المؤسسات، كأداة نقاش وتثقيف. لكن المطالب التي يجب أن ترفع، هي المطالب
ذات القدرة على توحيد نضالات التلاميذ، والأكثر فعالية، وعلى رأسها، مطلب
مجانية وجودة التعليم، لا سيما مع قرب المصادقة على قانون المالية
"الجديد". وما يعنيه ذلك من المطالبة بالتركيز على الأولويات الاجتماعية.
وهو مطلب سيمكن أيضا من تلاقي نضال التلاميذ مع نضال الطلاب، والمعطلين.

تجاوز العقبات..توحيد المطالب.. ثم أشكال التنظيم

حفز هذه الحركة بمزيد من الوعي و التنظيم،
هو ضامن استمرارها، لكي تكون الحركة التلاميذية مكونا أساسيا لحركة 20
فبراير المكافحة، تطرح مهمة تأسيس لجان تلاميذ 20 فبراير، تدعو لعقد
تجمعاتها العامة للتداول وتقرير في مجمل جوانب نضالها. دون إغفال الدور
الذي يجب أن تطلع به حركة 20 فبراير من جانبها، بالمشاركة في نضالات
التلاميذ، والتواصل معهم.

وما سيزيدها قوة هو إنتزاع حرية التعبير
داخل المؤسسات التعليمية بممارسة حق تنظيم نقاشات في فترات الاستراحة، و حق
النشر في مجلات حائطية داخل المؤسسات، و تكوين لجان أقسام منتخبة لتمثيل
التلاميذ في هيئة منتخبة على صعيد المؤسسة، و التنسيق بين لجان مختلف
الثانويات، والتعاون النضالي مع نقابات المدرسين، و مع الحركة الطلابية في
الجامعة، ومع نضالات 20 فبراير
.
دون اغفال حق شبيبة المدارس في تنظيم صفوفها، بتأسيس تنيظيمها النقابي.

18 أكتوبر أجل، سيستمر كفاح التلاميذ رغم أنفهم!

ثمة متكالبون كثر، يناصرون تسليع التعليم،
و ويغضون الطرف عن قمع واعتقال التلاميذ، لكن يناصبون العداء لانبعاث
حركة كفاح التلاميذ الواعية والمنظمة. لأنهم مرتعبون منها.

و ثمة متشائمون كثر، ولكن هنالك، دائماً،
ربما في آخر الأفق، وربما قبله بقليل، مساحة من الضوء هي التي طالما جعلت
رافضي الواقع القائم، والحالمين بالتغيير، يحوّلون حلمهم إلى حقيقة!

موعدنا 18 أكتوبر على هذه الأسس، حركة
التلاميذ الكفاحية انطلقت، و ستستمر وتمتد إلى كل أرجاء المغرب، و طاقتها
كامنة تتجمع لأنها تتغذى من هول ما أوصلوا إليه تعليم أبناء الشعب، و أتاح
لها 20 فبراير أن تعبر عن نفسها بشكل منظم وواع.

كلنا إلى 18 أكتوبر، يوما للنضال التلاميذي من أجل تعليم عمومي مجاني وجيد

كلنا إلى 18 أكتوبر، يوما للنضال التلاميذي من أجل تعليم عمومي مجاني وجيد :: تعاليق

كلنا إلى 18 أكتوبر، يوما للنضال التلاميذي من أجل تعليم عمومي مجاني وجيد