حكاية ثورة ،،، من الميدان إلى القبر
إهداء إلى مينا دانيال ،،، و كل الأحرارعلى خطاكم ،،، حتى نلقاكمفى مطلع العام 2011 كنت فى عملى خارج مصر ،،،
كانت المرة الأولى التى أبكى فيها بحرقة منذ سنوات ،،، إنها حادثة القديسين بكل ما
حملته لنا من دلائل على قيمة الإنسان فى بلادنا ،،، قامت الثورة بعدها بأيام ولدت
بميدان التحرير و مرت الأيام يعتصرنا الألم على دمائنا المهدرة و يعزينا الأمل فى
أننا ندفع ثمن حرية بلادنا و نهضتها التى ستنسينا ما ذقناه من مهانة على كل
الأصعدة |
مينا دانيال أثناء الثورة بينما كان يرد قنبلة غاز إلى من قذفها |
احتفلنا بنجاح الثورة و اعتبرناه نجاحاً
مشتركاً بين الثوار و الجيش و تولى مجلس من قيادات جيش مبارك الإشراف على المرحلة
الانتقالية لتسليم البلاد لسلطة منتخبة تقود البلاد لمسقبلها الجديدبعد تسعة أشهر و من نفس الميدان الذى ولدت
فيه الثورة كانت الزيارة الأخيرة لمينا دانيال المناضل الذى شاركنا الحلم لميدان
التحرير ،،، لم تكن وداعاً لأيام الثورة و استقبالاً لمستقبلنا الجديد ،،، بل قتله
العسكر بالرصاص الحى فى مظاهرة سلمية فزار الميدان مودعاً للحياة كلها بعدما أوصى
أن يزف لمسواه الأخير من ميدان التحريرو تتويجاً للمهزلة يتصدر مينا اليوم قائمة المتهمين
عن مقتله ،،، ينبغى لفت الانتباه إلى أن الجملة الأخيرة ليست مزحة ثقيلة بل واقع
نحياه و يجب علينا أن نلتزم حدود الأدب عند التعليق عليه ،،، عفواً ياقادة مجلس
عسكر مبارك ،،، لقد نفذ صبرنا بعد أن نفذ كل رصيد محتمل لديكم |
مينا غارقاً فى دمائه بعد أن أصابه رصاص العسكر
|
بدا الأمر جلياً فى بدايات شهر مارس حين تم
الكشف على عذرية بعض المتظاهرات فى حملة شرسة على كرامة الثوار ،،، وقتها رددت
مطلع قصيدة الهاتك لأمر الله لعبد الرحمن يوسف
يــَـــــــا مــَـــــــنْ لـعـِـرْضــِـــــــــي
هـَـتــَـــــــــــــكْ
فـَـقــَـــــــــــــــــــــدْتَ
شــَـرْعـِـيـَّـتــَـــــــــــــــــكْ ! ! !
وقتها لم يكن المجلس قد فقد شرعيته فى الشارع
و لم يكن الشارع السياسى نفسه متفقاً على ذلك ،،، بل كان التصريح بذلك و الدعوة
إليه هو دعوة صريحة لضرب ما تبقى من اتفاق بين القوى الوطنية التى لم يدخر المجلس و سعاً فى تفريقها ،،،،مرت الأحداث و تتابعت المحاكمات العسكرية
للثوار على التوازى مع تدليل مستفز للمخلوع الذى عمل قادة اليوم تحت قيادته لمدة
عشرين عاماً من أسود سنين مصر ،،،، تتابعات مفزعة فى فترة قصيرة للغاية عاش فيها
أعداء مصر أزهى عصورهم و مارسوا التخريب المتعمد لكل القطاعات حتى وصلنا للحد الذى
لايوجد قطاع واحد لم يخربه فلول النظام السابق ،،، عفواً النظام الذى لم يسقط بعدو كيف للنظام أن يسقط و رأس النظام الجديد –
ادعاءاً – هو أحد أعوان المخلوع ؟ لقد خدعنا أو بالأحرى لقد خدعنا أنفسنا عندما
ظننا أن نواميس الكون قد تغيرت فى ثمانية عشر يوما فصار القاتل بطلاً و تبرأ العبد
من سيدهسنتهم الآن رسمياً بالتحريض و الإساءة ضد
النظام الحاكم و شعبياً بتخريب البلاد ،،، للشعب أقول أن البلاد حريص على تخريبها
من تورط فى تخريبها سابقاً ،،، فأى نظام جديد شريف سيحاسب كل من فعل هذا ببلادنا
،،، و لذلك هم يقاتلون الآن من أجل أن لا ننال حريتناأما عن التحريض و الإساءة فشرف لنا أن نحرض
ضد نظام أقل ما يوصف به هو الفشل و الإهمال فى قيادة البلاد حتى فقدنا الأمن و
أرهقتنا المعيشةلم أشارك فى صناعة هذه الثورة المجيدة لكونى
خارج البلاد وقتها ،،، و لكننى كنت أدرك أن هناك من يموت من أجلى فمن أجلهم و من
أجل دمائهم الطاهرة التى روت الميدان ،،، وعد و عهد ،،،، أن لا ننسى حتى يتحقق
حلمهم أو أن نموت دون ذلك
الهاتك بأمر الله
لــ عبد الرحمن
يوســــــــــــــــــف
يــَـــــــا
مــَـــــــنْ لـعـِـرْضــِـــــــــي هـَـتــَـــــــــــــكْ
فـَـقــَـــــــــــــــــــــدْتَ
شــَـرْعـِـيـَّـتــَـــــــــــــــــكْ ! ! !
مـِــــــــــنْ
رُبــْـــــــــــع ِ قــَــــــــــرْن ٍ كـَئِـيــــــــــــــب ٍ
لـَعـَنـْـتـُهــَــــــــــــــــــــــا
طـَـلـْعـَـتــَــــــــــــــــــــــــــكْ
أمــوَالــُنـــَـــــــــــــا
لـــَــــــــــــــــكَ حــِـــــــــــــــــلٌّ
فــَامــْـــــــــــــلأ
بـِـهــَـــــــــــــا جـُعـْـبـَـتــَــــــــــــــــكْ
خـَـلــْـــــــــــــفَ
الـحـِـرَاســَـــــــــــــــةِ دَوْمـــَـــــــــا ً
مـُسـْتـَعـْـرضــَـــــــــــــــــــــــا
ً قــُـوَّتـــَـــــــــــــــــــكْ
تــُبــْـــــــــــــدي
مـَـظـَاهــِــــــــــــــرَ عــِــــــــــــــــــز ٍ
تـُخـْـفــِـــــــــــــي
بـِـهــَـــــــــــــــا ذِلـَّـتــَــــــــــــــــكْ
ســِـــــــــــــــــــــلاحُ
جـَـيـْـشــِـــــــــــــــــــــكَ دِرْع ٌ
تـَـحـْـمـِـــــــــــــي
بــِـــــــــــــــهِ عـُصـْـبـَـتــَـــــــــــكْ
مــَـــــــــــــــــعَ
الـعــــَـــــــــــــــدُوِّ كـَـلِـيــــــــــــــــلٌ
لـَـكــِــــــــــن
ْ بـِـشـَـعـْـبـــــــــــــي فــَتــَـــــــــكْ ! ! !
ســَــــــــــــــــوَادُ
قــَلـبــِــــــــــــــــكَ بــَـــــــــــــــــادٍ
فـَاصـْـبــُـــــــــــــغ
ْ بــِـــــــــــــــهِ شـَيـْـبـَـتــَـــــــــــكْ
يـَـأتِـيـــــــــــــــكَ
دَعــْـــــــــــــــــمُ عــَـــــــــــــدُوِّي
فـَاصـْـلــُـــــــــــبْ
بــِــــــــــــــــهِ قـَامـَتــَـــــــــــــــكْ
سـَـجــَـــــــــــــدْتَ
لــلـغــَــــــــــــرْب ِ دَوْمــَـــــــــــا ً
مـُسـْـتـَـبـْـــــــــــــــــــــــدِلا
ً قـِبـْـلـَـتـــَــــــــــــــــــــــك ْ
بـَـأدْمـُـعــِــــــــــــــــــــــي
و دِمـَـائــِــــــــــــــــــــــي
كـَـتـَـبـْـتـَـهـــَــــــــــــــــــــــا
قـِـصـَّـتـــَــــــــــــــــــــك ْ
و
كــُــــــــــــلُّ أبـْـنــَـــــــــــــاءِ شـَـعـْــبــِــــــــــــي
قــَــــــــــــدْ
شـَـاهــَـــــــــــــــدَتْ قــَسـْـوَتـــَــــــــــــكْ
خـَـذَلــْــــــــــــتَ
كــُـــــــــــــلَّ شـَـريـــــــــــــــــــفٍ
حـَـتــَّـــــــــــى
غـــَـــــــــــــــدَتْ لـَـذ َّتـــَـــــــــــــــكْ
و
كــَــــــــمْ مـَـنـَحــْـــــــــــــتَ لـُـصـُوصــَـــــــــــا ً
يــَــــــــــــا
قـَاسِـيــَـــــــــــــا ً رَحـْـمـَـتــَــــــــــــــكْ
تـُعـْـطـِــــــــــي
لـنـَـسـْـلـِــــــــــــكَ أرْضــِــــــــــــي
مــُمـَارســَــــــــــــــــــا
ً سـُـلـْـطـَـتــَـــــــــــــــــــــكْ
كــَـــــــــــــــــــــأنَّ
أرْضَ جــُـــــــــــــــــــدُودِي
قــَــــــــــــدْ
أصـْـبـَـحــَــــــــــتْ ضـَـيـْـعــَـتــَــــــكْ
لا
شـــَـــــــــــــــكَّ مـَـوْتـــُـــــــــــكَ يـَـأتــِـــــــــــي
مـُـسـْـتـَـأصــِـــــــــــــــــلا
ً شــَأفــَتـــَــــــــــــــــــــكْ
يـــَـــــــــــــوْمُ
الـحـِـســـَــــــــــــابِ قــَـريـــــــــــــبٌ
تــَـــــــــــــرَى
بــِــــــــــــــــــهِ خــَيـْـبـَـتـــَــــــــــكْ
يــَـــــــــــوْمُ
الـمـِـنـَـصــَّـــــــــــــــةِ حـــَـــــــــــــــقٌ
فــَـخــُــــــــــــــذ
ْ بــِــــــــــــــــهِ عـِـبـْـرَتــَـــــــــــكْ
هــَـــــــــــــذي
الـجـُـمــُــــــــوع ُ يــَقِــيــنـــَــــــــــــا ً
مــَــــــــــا
جــَــــــــــــدَّدَتْ بــَـيــْـعــَــتــَـــــــــك