** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
مصر جديدة: حكاية ثورة لم تكتمل فصولها بعد  I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 مصر جديدة: حكاية ثورة لم تكتمل فصولها بعد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام مزيان
المشرف العام
المشرف العام
هشام مزيان


التوقيع : مصر جديدة: حكاية ثورة لم تكتمل فصولها بعد  Democracy

عدد الرسائل : 1762

الموقع : في قلب كل الاحبة
تعاليق : للعقل منهج واحد هو التعايش
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 25

مصر جديدة: حكاية ثورة لم تكتمل فصولها بعد  Empty
14022011
مُساهمةمصر جديدة: حكاية ثورة لم تكتمل فصولها بعد

صر جديدة: حكاية ثورة لم تكتمل فصولها بعد


















مصر جديدة: حكاية ثورة لم تكتمل فصولها بعد  P18_20110214_pic1
محتجون أصروا على مواصلة اعتصامهم في ميدان التحرير أمس (حسين ملاّ ــ ا ب)



المشهد في القاهرة يطفح بأنفاس جديدة. يحمل مؤشرات على بلد مختلف غير
ذلك الذي كان قبل الخامس والعشرين من كانون الثاني. مشهد يعد بالكثير من
الفرح، لكنه لا يلغي القلق على البلاد من «مؤامرات» قد تحاك في السر، وهو
ما يجعل الثوار في يقظة مستمرّة




وائل عبد الفتاح




I
«ارفع رأسك فوق... أنت مصري». يختلف رفع الرأس هذه المرة. لم يكن أمراً من
فرقة الضباط الصغار «ارفع رأسك يا أخي... فقد مضى عهد الاستعباد». إنها
صيحة تلقائية. اكتشاف جماعي، وسر يعلنه الجميع معاً. إنه رأس مرفوع، بقوة
تولّدت عبر 18 يوماً تغيّرت فيها مصر. اكتشاف اللحظة، بعفوية، يلخص «ثورة»
بدا أن الوعي لم يستطع استيعابها، وصنعتها مفاجأة اشترك فيها ملايين. ثورة
كرامة ترمّم نفوساً جريحة، وأرواحاً تائهة بفعل الذل والقهر.
الساعة تقترب من السادسة... سطر واحد وكلمات قالها الرجل ذو الوجه
الكئيب، عمر سليمان، في 45 ثانية: مبارك لم يعد موجوداً على رأس السلطة.
رأس جمهورية المتسلط انكسر، رمزها ترنّح تحت هدير ملايين يريدون «إسقاط
النظام». سقط... نعم سقط. هوى مبارك بعد وصلة مدمرة ليلة الخميس، تقلص
مكياج الرئيس، خرج من موته المؤقت، لينحت شخصية سيكوباتيه، تتكلم في خطاب
عن أنا، في مقابل ملايين. يصنع قنبلة أذى، وصلت إلى الجماهير المنتظرة أمام
الشاشات. بكى الرجال، وفقدت النساء وعيها. السيكوباتي، يوجه رصاصاته
النفسية إلى من ناموا في الشارع، وصاموا عن الحياة، ليرحل، وينصرف بعد 30
سنة. أصاب مصر بشيخوخة، كان يهرب منها بصبغة الشعر ومكياج الموتى. شيخوخة
ليس أمامها إلا استعراض القوة، تنين يصرخ صرخته الأخيرة محدثاً أصواتاً
مجلجلة ومطلقاً نيراناً من فمه.
رقصة التنين الأخيرة قبل أن يسقط. السقوط مفاجئ، بعد خدعة الليلة الأخيرة.
الجيش انتظر تأثير نقل مبارك صلاحياته لسليمان: بائع الخوف، ومبارك من دون
بهارات ابن البلد، والفهلوي، إنه المقاتل في سبيل جمهورية التسلط، ويحتشد
خلفه جيش مدافعين، يعملون بطاقة تذكّر بوزير الإعلام العراقي، في عهد صدام،
محمد سعيد الصحاف. إنه أنس الفقي، بتصريحات ببغائية: «بالتأكيد لن
يتنحّى». قذائف حرب نفسية تقول إن الرئيس أكبر من إرادة الشعب، الصنم لن
يرحل، التسلط قدر، ينتقل من إدارة (مبارك 1) الى مدير استخباراته (مبارك
2)، سلالة القهر لا تقهر. هذا ما قاله صحّاف القاهرة، أنس الفقي، عبر رسائل
أكدت أن: مبارك باقٍ إلى الأبد.
II
«تنحّى»... صرخة هزت بنايات قلب القاهرة المستسلمة لقدرها تحت حكم
أغبياء، جهلة لا يفهمون سحر المدينة، ولا طبقات حضارتها. يكتفون من
الفراعنة بالفرعنة وحكم الكهنوت الفرعوني.
«مع السلامة... مع السلامة يابو عمة مايلة»... ضحك المغنّون التلقائيّون
وهم يردّدون الأغنية بين سيارات أطلقت العنان لفرحها، وغنّت مع المنفجرين
بالفرح. وأضافت بسخريتها التلقائية «مع السلامة يا ابن الحرامية».
تخلص فجائي من الخوف، الرئة تتنفس بعد طول انسداد، والفرحة تعيد هندسة
الشوارع في مرونة تستوعب جسم الثورة الفاتن رغم ضخامته. الأجهزة العاطفية
عملت بقوة تقارب ما عملت به طوال 20 سنة. الدموع ترقرقت في أعين قوية.
المستحيل تحقق. والسياسة في مصر تحولت من دون اتفاق الى ساحة صمود. ملعب
لترويض العجز، وكهف لهزائم يومية أمام جدار برلين شخصي، يرتفع أمام كل
اتصال مع المجال عام. الجماعة مرعبة، عنيفة. قطيع لم يعد قادراً على تحمل
هياجه الداخلي.
الجدار للحماية. للهرب. للتعالي على مصير القطعان المتصادمة في شوارع حديقة حيوان مفتوحة.
جدار برلين محمول، درع من خبرات الألم والخوف ضد رصاص مطاطي، ومختبر
مطاردات من وحوش تطارد في ليل المدينة، منفلتين من اتفاقية صمت عمومي،
واستسلام لسلطة كادت أن تتحول الى قدر. سلطة تبني مؤسساتها الغامضة تحت عين
الشمس، وأقصى ما تستطيع التفكير فيه هو محاولة فهم ما يدور في سر الكهنوت
المتحرك خلف جدران صلدة. مجرد فهم لا أكثر.
السياسة هي فهم القدر أو تفسيره، ومحاولة الخربشة على معابده التي تطبخ
فيها السلطة طعامها المقدس وتوزعه مع الخوف، بضاعتها الأثيرة.
III
كيف ولدت الثورة من خلف جدران برلين؟
كيف اتفق كل هؤلاء على موعد ليكسر كل منهم جداره؟ ثورة بموعد، هذه أولى
المفاجآت، لم يصدّقها الثوار، ولا صدّقها جيش الدفاع عن النظام. الجسارة
وحدها كسرت غرور جيش حبيب العادلي، وكسرت جبروت أسلحته وقاذفات دخانه
الحارق وغطرسة بلطجيّته، ورصاص قناصّته. جيش تحطمت أسطورته على أيدي
مدنيّين عزّل، لم يجدوا غير أجسادهم بعد إغلاق النظام لكل هوامش المناورة
في التغيير، لم يعد سوى تحويل الفكرة الى قوة مادية عبر أجساد عارية وأياد
مرفوعة بطاقتها على تحريك الهواء باللعنات.
إنها ثورة المدينة على نفسها. شباب الطبقة الوسطى قادوا اكتشاف المصريين
لشعب آخر يعيش تحت ركام جمهوريات الخوف والفساد. المارد بكامل رقّته ينتفض
من تحت الرماد الثقيل، بنداء من عالم افتراضي، تمرد على الخطابات الجوفاء،
والمرارات الفاقعة، والتوافقات المخزية. تنظيم افتراضي حوّل من صفحات
الشبكة الاجتماعية ميداناً للحرية، تفككت البلاغة الخشبية، وانتشرت ثقافة
حرية، لا تعترف بحواجز الإقصاء وكمائن التخوين، وفذلكات الهزيمة الدائمة.
المدينة في تعددها، رجال ونساء، محجبات وعصريات، ملتحون ومسيحيون، ملتزمون
بالعبادات ومتمردون على القيم المحافظة، نساء يدخّنّ ورجال يهتفون بالدعاء،
لم يعد الدين مجرد ساتر، وتعويذ اقترب من لاهوت تحرير، والعلمانية لا
تتحسس مسدسها كلما رأت جموع المصلين، قبول وقتي ربما، لكنه شكل الجسم الذي
لا يمكن الذاكرة أن تنساه. جسم اكتشف أجساداً غيّبها القهر السياسي
والاجتماعي. بهذه الأجساد دفعت مصر فاتورة عبورها الى المستقبل.
IV
ثورة المدينة بعد سنوات ترييف، وعسكرة، صنعت جمهورية أبوية، تقدّس
الرئيس وتعدّه أباً فوق النقد. البطريرك يصعد القصر ويبقى إلى الأبد في
حماية طقوس عبادته، «ليس من قيمنا أن نخرج الأب بهذه الطريقة»، قالت أجهزة
الدعاية السوداء محرّضة على الأبناء الضالّين.
الثورة على البطريرك، والجنرال معاً، مهمة صعبة. كادت الثورة أن تستبدل
أبوّة الرئيس بأبوّة افتراضية للجيش، أنقذها إذن الوجود في الميدان، الذي
كان ميدان العمليات وجبهتها وساحتها. هنا لا مجال سوى الانتصار والتشبّث
بالموقع، والجيش طرف، أُجبر على التحييد في الساعات الأولى، بعد تحذيرات من
الشعب بالخيانة، وذوبان الجيش في قلب الحياة المدنية. تحوّلات لم تجعل
الجيش أباً بديلاً، لكنها جعلته شاهد تحوّل وشريكاً معتمداً حسم المعركة
لمصلحة الثورة.
شريك تحرّر من سطوة الرئيس، وأدّى التحية لشهداء مدنيّين ضحية نظام الأب القاتل، وبينهم شهيدات للمرة الأولى، إنها ثورة المدينة.
V
ماذا سيفعل الجيش؟ هل سيأكل الثورة؟
أسئلة اليوم التالي للانتصار وإزاحة الديكتاتور. كيف تولد جمهورية جديدة
بمشاركة «النواة الصلبة» للجمهورية القديمة؟ كيف يصبح الجيش بعد طول مران
على السلطة والتسلط؟ كيف يصون العسكر جمهورية ليبرالية مدنية؟ كيف يعود
الجيش الى موقع الصيانة بعدما كان النواة؟ أسئلة تتحول الى تفاصيل في كل
زاوية من شوارع مصر.
الثورة أطلقت قنبلة تسييس، ربما وحدها هي القادرة على تغيير مصر وصناعة مصر
جديدة. كل المصريين مهمومون بالمستقبل، يشعرون بأن البلد بلدهم، وبأنهم
شركاء مسؤولون، وقوة أضيفت الى الجسم الصلب.
شرخت الثورة سبيكة الجمهورية التسلطية ووضعت يد الشعب في قلب المعادلة.
ماذا سيحدث؟ هذا رهن عمليات من نوع آخر وفي ميدان باتساع مصر كلها.
VI
في اليوم التالي للثورة، لم يعد ممكناً إخفاء القلق. الصراع على الميدان
حسم باتجاه إخلاء شبه كامل، باستخدام قوة الجيش، وخصوصاً مع جدل دار حول
جدوى الاستمرار في الاعتصام. المتحمسون للاستمرار يرون أن الرحيل عن
الميدان ضياع لعنصر ضغط على الجيش، وهذا هاجس أكثر منه حقيقة لأن القلق على
الثورة يعني يقظة كبيرة ومتابعة لكل شاردة وواردة تخرج عن المجلس العسكري.
المجلس العسكري استجاب في بيانه الخامس الى مطالب، بينها تعطيل الدستور وحل
مجلسي الشعب والشورى، وأعلن استمراره في إدارة البلاد 6 أشهر فقط. إعلان
يسعى الى تهدئة البلاد وإعادتها الى درجة الحالة الطبيعية. ويبدو أن هذا
قفز على الواقع أو محاولة للسيطرة عليه، وهذا ما يثير مناخ التوجّس، ليصبح
تصريح رئيس حكومة تصريف الأعمال أحمد شفيق عن أن الجيش هو المسؤول عن إيجاد
مكان لعمر سليمان، كأنه إشارة إلى مؤامرة تنام في الأدراج أو بشارة بعودة
رمز النظام البائد الى صدارة المشهد. القلق سيد الموقف، وخصوصاً مع إصرار
المتحدثين باسم الثورة على أن ورقتهم الوحيدة هي تهيئة للجماهير دائماً، بل
والدعوة الى مليونية جديدة يوم الجمعة.
الخوف من سرقة الثورة وعدم وجود خطوط اتصال بين الجيش والثورة، أهم عوامل
نشر الهواجس، والفوضى. خطة الجيش لاستيعاب الفوضى قديمة، تعتمد على حسن
النية والتطمين بأن الجيش مع الشرعية المدنية، والثوار بلا خطة واحدة، لكن
الثورة مستمرة، ولا تزال ملفاتها في الشارع وقدراتها بعافية لم تأكل منها
رغبات صغيرة لأحزاب وتنظيمات.










الديكتاتوريات العربـية بداية النهاية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مصر جديدة: حكاية ثورة لم تكتمل فصولها بعد :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

مصر جديدة: حكاية ثورة لم تكتمل فصولها بعد

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: استـــراجيــات متحـــــــــــــــولة يشاهده 478زائر-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: