** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
صراع الأفكار وصراع البشر.. التأسيس (1)  I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 صراع الأفكار وصراع البشر.. التأسيس (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبينوزا
فريق العمـــــل *****
سبينوزا


عدد الرسائل : 1432

الموقع : العقل ولاشئ غير العقل
تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..

من اقوالي
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5

صراع الأفكار وصراع البشر.. التأسيس (1)  Empty
30102011
مُساهمةصراع الأفكار وصراع البشر.. التأسيس (1)

اتخذت
العلاقة بين الفلسفة والأسطورة طابعًا سجاليًا منذ ظهور الفلسفة لأول مرة
في بلاد الإغريق، وتنوعت ما بين مد وجزر، فأحيانًا يكون الهجوم على
الميثولوجيا مضمرًا وضمنيًّا، من خلال ادعاء الأصالة والانفصال على مستوى
منهجي وإبستمولوجي، وأحيانًا يكون الهجوم علنيًا وصريحًا ورفضًا للفكر
الغيبي والتصورات الدينية التي لا تتخذ من العقل والمنطق عمادًا لها، ويمكن
القول إن هذا الموقف من الأسطورة كان أهم وأكثر ما يميز تاريخ الفلسفة،
إلا أنه في أحيان أخرى تنبلج من هذا الهجوم المحموم على الفكر الأسطوري؛
فلسفات وأفكار ترفض المنطق والعقلانية وترتد إلى الفكر الميثولوجي،
انطلاقًا من نزعة رومانسية وعاطفية ضاقت ذرعًا بما وصلت إليه العقلانية من
جمود في العاطفة والخيال، إلا أن هذا الموقف الدفاعي عن التفكير الميثولوجي
لم يكن هو السمة المميزة لتاريخ الفلسفة، وهذا ما يثبته لنا الصراع
التاريخي بين القدامى والمحدثين، كما تبدى لنا في القرن السابع عشر: قرن
تأسيس الفكر الحديث بامتياز.


ففي
القرن السابع عشر، حدثت معركة تاريخية شهيرة، لم تجرِ أحداثها في ساحات
الوغى، كما هو الحال دائمًا في المعارك الحربية، وإنما دارت وقائعها على
الأوراق وفي ساحات الكتب، وتَشَكَّل في تلك الآونة فريقان، أحدهما يدافع عن
القدامى وعن الفكر الإغريقي والروماني الذي كان هدف تصويب المحدثين،
والثاني رَفَضَ الفكر القديم بكل تصوراته ومناهجه وفلسفاته وإنجازاته،
وادعى أنه جاء بفكر جديد مستقل ومقطوع الصلة عن أفكار القدامى. ولكن واقع
الأمر أن المعركة لم تكن متكافئة، لأن جيش المحدثين كان أعظم، على حد وصف
جونثان سويفت، أحد كتاب ومنظري تلك الحقبة التاريخية.


لقد
تمكن القرن السابع عشر من تأسيس عصر جديد على المستويات كافة: العلم
والفلسفة والسياسة بشكل أساسي، ودون أن نستثني من ذلك الآداب والفنون
بألوانها المختلفة، وإن كان هذا لا يعني في نفس الوقت، أن هذا العهد
الجديد، بدأ فقط في القرن السابع عشر، إذ إن بذوره الأولى تم غرسها في حقب
سابقة، لا سيما في القرن السادس عشر، ومع المؤلفات السياسية للفيلسوف
الإيطالي نيكولا مكيافيلي (1469 – 1527)؛ إلا أنه تحقق بشكل كامل في القرن
السابع عشر، ووجد تتوجيه في القرون اللاحقة، حتى تمكن الفيلسوف الألماني
هيجل (1770 – 1831) من إنجاز المشروع الحديث في كلٍّ مطلق، جمع كل التاريخ
الفلسفي في نسقه الميتافيزيقي.


وإذا
كان عالمنا المعاصر بكل ما فيه من تقنية وتطور وتواصل اجتماعي بات أكثر
سهولة وأعمق انفصالا على المستوى الإنساني، أقول إذا كان هذا العصر يقدم
نفسه على أنه حفيد المشروع الحديث والإبن البار للقرن السابع عشر، فإن
الحقيقة هي أن هذا الإبن ليس بارا من ناحية وكانت ولادته متعثرة من ناحية
أخرى، ولنتوقف بعض الشئ عند الولادة المتعثرة للعصر الحديث.


ذكرت
منذ قليل أن القرن السابع عشر شهد صراعا محموعا دون أن يستخدم فيه قنابل
أو مدافع وإنما فقط مجرد "أفكار" كانت الخلفية التاريخية والمقدمة الأساسية
لمعظم الحروب التي شهدتها البشرية فيما بعد وعلى رأسها الحربين العالميتين
الأولى والثانية.


كان
عصر النهضة والإصلاح الديني في أوروبا بداية وتمهيدا للعصر الحديث وانتصار
المحدثين في القرن السابع عشر إلا أن هذه المقدمة كانت جزءا من الصراع
الفكري ذاته، فأهل الإصلاح ومفكري النهضة لم يكونوا على عداوة مطلقة مع
القديم وإنما كانوا على عداء مع العصور الوسطى وسيطرة الكنيسة، أما الآداب
والفنون الكلاسيكية اليونانية والرومانية فكانت منبع للاستلهام ومركزا
للإعجاب، وهذا الانبهار بالقديم لم ينطبق على المحدثين في القرن السابع عشر، الذين نظروا إلى المستقبل أكثر من نظرهم إلى الماضي.


إن
الصراع الحقيقي بين القدامى والمحدثين لا يمكن تحديد معالمه إلا في القرن
السابع عشر، فهذا القرن الذي يصفه المؤرخ والكاتب فرانكلين باومر بأنه شبيه
بالهيدرا - ذلك المخلوق الأسطوري الهائل - لم يكن قرن العباقرة أمثال
نيوتن وديكارت وهارفي وبسكال فحسب ، بل كان أيضًا قرن تأسيس الجمعيات
العلمية الكبري كالجمعية الملكية البريطانية سنة 1660 وأكاديمية العلوم
الفرنسية سنة 1666؛ فالقرن السابع عشر، بعيدًا عن مخططاته المتباينة، هو
رغم كل شيء، بداية العصور الحديثة. أي بداية الصراع والانتصار والأزمة،
فكيف ابتدأ الصراع وكيف دار، وكيف انتهى إلى أزمته الإنسانية والفكرية؟ هذا
ما سنطرحه في المقال المقبل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

صراع الأفكار وصراع البشر.. التأسيس (1) :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

صراع الأفكار وصراع البشر.. التأسيس (1)

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» أزمة النظام الرأسمالي وصراع الامبرياليات : صراع على النفوذ أم إعادة تقسيم للعالم
» نسبية الأفكار من مخلوقية البشر
» محمد عزيز الحبابي وهواجس التأسيس
» محمد عزيز الحبابي وهواجس التأسيس
» مستقبل الأمة وصراع الاستراتيجيات

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: