** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 ثقافة الأقنعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبينوزا
فريق العمـــــل *****
سبينوزا


عدد الرسائل : 1432

الموقع : العقل ولاشئ غير العقل
تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..

من اقوالي
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5

ثقافة الأقنعة Empty
29102011
مُساهمةثقافة الأقنعة

ثقافة الأقنعة Fouaziabdelghani_220888327








عبد الغني فوزي*






2011-10-26 22:52




ظهر القناع كوجه آخر يلبسه الإنسان أمام الطبيعة أو المجتمع ، منذ
أن ظهرت الوسائط الإيصالية والتواصلية ، لتمرير الأفكار والمواقف اللصيقة
بالوجوه كملامح أصلية وعلامات مائزة بين تعدد المسالك والاتجاهات . وأحيانا
لا اتجاهات ولا مبادئ إلا هذه السوق التي لها صرفها ومنطقها الذي لامنطق
له . طبعا لكي تفعل في السوق وتسوقه، عليك أن تكون سوقا..وهلم سوقا .

في هذا الصدد، يمكن وضع الأقنعة كتقنيات ورؤى فنية في مجالها الحقيقي،
إذ عرفت الفنون التشكيلية والمسرحية الأقنعة بأشكال وأنواع مختلفة لمحاكاة
الحيوان أو الرموز، فتطور القناع كنوع وتقنية باعتباره أداة انتماء وبحث عن
الحقيقة في الحياة والوجود. الشعر نفسه عرف هذه التقنية من خلال استحضار
رموز مرجعيات عدة، وشخوص أدبية وفكرية ؛ وبالتالي فتقمص شخصية ما ، يعني
إعلان قيم ومبادئ ما ، لتشكيل أفق إبداعي غني بالتقاطعات والامتدادات .
هنا وجب التمييز بين القناع كتقنية بلاغية وفنية، وبين القناع كأستار
وممارسات تهدف إلى إخفاء الأصل، للتكيف والمسايرة، ولو مسايرة الكارثة.

لكن ونحن نتأمل في وجوه الجوار التي تتغامز وتتقافز أمامنا بين
المؤسسات والتحولات الموسمية التي تقتضي تحول الوجوه إلى وجوه أخرى. هناك
في هذا المغمار والمعمار ، أقنعة أخرى أيضا ، تسعى لتقديم الوجوه على
ملامح ما ، للمجتمع والمؤسسات والعلاقات ، وجوه تضطلع بأدوار جديدة ، لذا
تراها أكثر ترتيبا وحلاقة ، فتضيع طبعا الملامح الحقيقية ؛ مقابل إبراز
ملامح القناع وإيهام الآخر بأنها حقيقية وغير مزيفة . والعكس تماما ،
فالتخفي لعبة ملازمة لكل ممارسة ذات خلفية ، يعني إخفاء الأصلي والحقيقي ؛
وبالتالي الرقص على الحبال والتوزع في الرياح ، بهدف ما ، في الغالب يخدم
الدائرة ، وليس الامتداد وتجلي الحياة .

يبدو الآن ، أن الكثير من الأشياء تجري ، تغذي ثقافة القناع ، فأصبح
الكل يرتدي لباسا آخر أو خوذات واقية من الحوادث والطوارئ الآتية من السؤال
المطارد ، الفاضح للازدواجيات والحربائيات للوجوه المفارقة لنفسها وللواقع
. فهذه الكائنات التي لا تعاتب نفسها بقوة داخلية، من الصعب أن تعي الدرس
مهما كانت حروفه وتوغلا ته.

إن ثقافة القناع وإخفاء الملامح الحقيقية للوجوه ، جعلت الحياة تتوزع
في الواقع ، وليس في التأمل والتمثل ، وعليه يمكن الحديث عن حياة الكواليس
وحياة الظل وحياة الضوء وحياة لا يعلمها إلا الله مهما امتدت الأنوف للتشمم
والفضح . أصبح الوجه المقنع، متنطعا وبكامل الجبهة التي تليق بالواجهة،
ولكل مقام مقاله ولغته، بل حتى بعض المبدعين يرقصون على الحبال، ويمشون في
كل الاتجاهات، ويعودون لثقافتهم المنزوية سالمين، لممارسة أنشطتهم وتأبط
حقائبهم.

تتعدد الأقنعة ، إلى حد أنك أصبحت تعبر بين الوجوه ، دون تلمس الملامح
الحقيقية للوضعيات والمواقف . وغالبا فالوجوه المقنعة التي أصبحت تغمرنا
وتطاردنا لا مواقف ولا مبادئ لها؛ ماعدا هذا التعدد الذي يحمي وجودها
المفتت ويجعلها في الوضوح الغامض منتعشة، ومنتفخة كرغبات مشوهة الداخل.
وإذا كانت هيئات ووجوه سياسية تمارس لعبة القناع بشكل كثيف يحتمي بالتبرير
وتجديد نبرة الخطاب، ولولا التبرير، لسقط القناع، وبدا البيت خربا. هنا
وقريبا تجد وجوها ثقافية ، تتخذ هذه الأخيرة مطية وقناعا ، قصد عبور سلس ،
وبكامل المجد الثقافي . وبالتالي فكثيرة هي الرهانات الثقافية التي تبقى
عالقة وتعيد نفسها كأسئلة حارقة من قبيل أزمة القراءة وشتات المشهد والوضع
الاعتباري للمبدع والثقافة معا ... . الشيء الذي انعكس بالسلب على العمل
الجماعي الذي لا يقوى على المسافات الطويلة، فيتحول إلى مساحات فردية لا
تخلو بدورها من أقنعة.

الكل يلبس الأقنعة الآن، بنسب مختلفة، وبعمليات جراحية متعدد الشكل
والنوع، لإخفاء ما يسعون لإخفائه. لكن الماء الذي يجري من تحت ، بإمكانه أن
يعري ، ويعيد الملامح لحذافيرها ..ويسقط القناع ، في مسيرة التاريخ طبعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ثقافة الأقنعة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

ثقافة الأقنعة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» ثقافة النص أم ثقافة الخطاب؟
» اصحاب الأقنعة المزيفة
»  غسان الخنيزي: الصمت صورتان داخليتان للنفس لا تحتملان الفخر ولا المذمة رغم اتكاء ثقافة الشاعر السعودي غسان الخنيزي على ثقافة لغوية محافظة لها اشتراطاتها الرياضية الصارمة لكنه كان ثائرا منذ وقت مبكر على اللغة بحالتها الكلاسيكية، فقبض على قصيدة النثر
» محمد عفيفي، نهركَ الجميل لا يلبس الأقنعة فلا خوف ولا ظلام بعد الآن
» اسرائيل تبدأ بتوزيع الأقنعة الواقية بنهاية الشهر الحال

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: