** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
د. وائل مرزا / سوريا الثورة.. وسوريا المعارضة I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 د. وائل مرزا / سوريا الثورة.. وسوريا المعارضة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

د. وائل مرزا / سوريا الثورة.. وسوريا المعارضة Empty
23102011
مُساهمةد. وائل مرزا / سوريا الثورة.. وسوريا المعارضة

د. وائل مرزا / سوريا الثورة.. وسوريا المعارضة Wall-1











د. وائل مرزا / سوريا الثورة.. وسوريا المعارضة
































سوريا الثورة إبداعٌ إنسانيٌ فريدٌ يُعبّر عن أسمى مكونات
الإنسان على مستوى الفرد والجماعة. ظاهرةٌ تُعيد تذكير البشرية جمعاء
بإمكانية وجود نمطٍ من الفعل الاجتماعي النبيل الذي ضاعت كثيرٌ من مظاهره
في ضجيج الحياة المادية الطاغية المعاصرة. ونموذجٍ قد يطمح لتحقيقه كل شعبٍ
يتوق للحرية والكرامة، وكل أمةٍ تريد أن تبدأ فصلاً جديداً من فصول وجودها
على هذه الأرض.

سوريا الثورة قصةٌ تُثبت قدرة الشعوب على استعادة أرقى مكونات تاريخها
الحضاري من أعماق التحدي الكبير الراهن، والمضي قدماً نحو احتلال دورها
اللائق بها في التاريخ المعاصر. فالقول بأن الشعب السوري ابن حضارة عريقة
تمتد آلاف الأعوام ليس مجرد شعارٍ كانت ترفعه الحكومات الجائرة على سبيل
الفخر والادعاء الكاذب،ولمجرد نسبة الفضل وتجييره إليها كسلطة سياسية كانت
في الحقيقة عصابةً تريد أن تحتكر التاريخ كما حاولت أن تحتكر الحاضر
والمستقبل. بالمقابل، أثبت الشعب السوري من خلال ثورته وكل ماقدمه فيها
وأظهره من ممارسات إنسانية أنه تمكّن حقاً من استخراج المعاني الحضارية
الكبرى في ذلك التاريخ الطويل، وأنه يمارسها على أرض الواقع في كل مجال،
وأنه يُصرّ على توليد سوريا الجديدة من خلال تلك الممارسات، بحيث تصبح
المعاني المذكورة ملامح سوريا المستقبل. إنها ولادةٌ جديدةٌ تماماً تستجيب
بكل طلاقة لمتغيرات الحاضر المتغير وتتفاعل مع لغة الحاضر ومفرداته،
وتستعمل أدواته وأساليبه. فهي باختصار عودةٌ لدخول السوريين في التاريخ من
أوسع أبوابه بعد أن وضعهم نظام البعث على الهامش خمسة قرون شوّه فيها قيمهم
وألغى كمونهم الحقيقي وتراثهم الإنساني الحضاري الراقي.

سوريا الثورة حالةُ انعتاقٍ من أسر الخوف والجمود والتقليد والرضى بواقع
الظلم والطغيان. والقدرة على كسر سلاسل الأوهام المادية والمعنوية، وتجنّب
الغرق الدائم في مستنقعات اليأس والهزيمة النفسية والعملية. إنها إثباتٌ
على إمكانية التغيير، ونفيٌ لكل الأوهام التقليدية حول استحالته وحتمية
الاستسلام للواقع القائم بكل سلبياته ومشكلاته.إنها عملية تحريرٍ كبرى
للإنسان من قيوده ومخاوفه وهواجسه الداخلية أولاً، ثم من كل مايحسبه الناس
عادةً قيوداً خارجية لايمكن كسرها وضغوطاً لايمكن التعامل معها، وعقبات
لايمكن التغلب عليها. تضع الثورة السورية أبناءها وبناتها أمام مسؤولياتهم،
وتدفعهم دفعاً لتحملها بكل عزةٍ وإباءٍ وكرامة. تُظهر لهم الكمون الهائل
الموجود فيهم من القوة والعزيمة والكرامة والكبرياء والقدرة على التحمّل
والتضحية. وتريهم رأي العين كيف يمكن لكل ذلك أن يعطيهم الإحساس بأنهم
يولدون من جديد.

سوريا الثورة نموذجٌ على إمكانية وجود رابطةٍ إنسانية نبيلة تجمع الناس
بغض النظر عن خلفياتهم المناطقية والمذهبية والأيديولوجية، من الممكن
تعميدُها بالدم والتضحيات، حول المعاني الكبرى كالحرية والكرامة.رابطةٍ
يمكن لها أن تصبح محوراً لعقدٍ اجتماعي وطني جديدٍ ومتميز.تصنع الثورة إذاً
واقعها الاجتماعي والثقافي الجديد المتجاوز. تُركّبُ نسيجها الفريد الذي
يقفز فوق كل النمطيات القديمة والحساسيات التقليدية والانطباعات البالية
التي كانت ثقافة خمسة قرونٍ من القهر والعسف والتفريق تؤكدها بين شرائح
المجتمع. تكشف لأبناء الوطن حجم تقاربهم المعنوي والنفسي والثقافي تحت سقف
هذا الوطن، وتخلق واقعاً مُختلفاً يربط بينهم جميعاً برؤيةٍ جديدة، تتمحور
حول صناعة مستقبلٍ جديد، يصبح الوطن فيه مُلكَهم جميعاً ويصبحون شركاء فيه
وفق قواعد المواطنة والمساواة وحكم القانون.

سوريا الثورة مثالٌ على الكمون الهائل لدى الإنسان، وعلى قدرته على
تفجير طاقاته الإبداعية بشكلٍ غير مسبوق حين يُصبح صاحب قضية لاتشبه أي
قضية. يتحدث السوريون على مدى عقود عن حجم الطاقات السورية الموجود داخل
البلاد وخارجها، لكنهم لم يحلموا بأن يروا، وبأن يرى العالم معهم، حقيقة
هذا الكمون ومايمكن أن ينتج عنه إلا بعد أن اشتعلت ثورة الحرية والكرامة.
لايستطيع السوريون بتركيبهم النفسي والثقافي أن يعيشوا أي نوعٍ من
الشوفينية والادّعاء الزائف بعلويةٍ عرقيةٍ على الآخرين، فهذا التركيب
مجبولٌ على مكونات هويتهم العربية والإسلامية والإنسانية التي كان تاريخهم
مثالاً عليها. رغم هذا، يُثبتون اليوم انتماءهم لمعدنٍ بشريٍ نادر تتحدث
عنه بطولاتهم وتعبّر عنه تضحياتهم وثباتهم، قبل أن يتحدث عنه الآخرون من
بني البشر.

سوريا الثورة مصداقٌ على قدرة الإنسان على تجاوز (الأنا) ومشاعر الفردية
الضيقة بكل مقتضياتها الأنانية والشخصية القاتلة، والالتفاف بدلاً من ذلك
حول (الذات) الجماعية التي تتعاون على تحقيق الأهداف والتطلعات الكبرى. بل
إن المحور الأول والأهم لها يتمثل في التخلص من عبادة الرموز والأفراد
والأصنام في كل مجال. لاعودة في سوريا الثورة إلى عبادة الفرد. لامكان فيها
للأنا المطلقة التي تتمحور حول ذاتها بغض النظر عن أي مسوغاتٍ أو مبرراتٍ
أو أعذار.

سوريا الثورة صورةٌ إنسانية رائعة على تجاوز القضايا الفرعية والهامشية
والجزئية، والإجماع بدلاً من ذلك على المسائل الأساسية الكبرى
الاستراتيجية. لامجال في سوريا الثورة لأي تركيز على الصغائر والخلاف على
الأمور الهامشية. الصغائر للصغار في عرف الثورة ومسيرتها، وقد برهنت بنفسها
أن الصغار فيها سِناً وعمراً صاروا كباراً بكل المعاني.

وأخيراً وليس آخراً، فإن سوريا الثورة برهانٌ على وجود إرادةٍ لدى
الإنسان يمكن أن تكون بمثابة يقينٍ لاتزعزعه الجبال بأن تحقيق المُراد
ممكن، وأن الشعب بإصراره ومثابرته وجهده وتخطيطه وصبره وعطائه قادرٌ على
تحقيق مايظنه البعض مستحيلاً. المهم أن تتوفر الإرادة وعناصرها المذكورة،
وأن تتوفر معها شروط التخطيط، فيصبح تحقيق الأهداف تحصيل حاصل، ولو بعد
حين.

تلك هي، بكثيرٍ من الاختزال، سوريا الثورة. والمذكورُ شيءٌ من ملامحها التي باتت واضحةً للعيان، وصارت تفرض نفسها على الجميع.
والأمل كبير بسوريا المعارضة أن تكون مرآةً لسوريا الثورة، وأن يكون المجلس
الوطني السوري الذي جمع طيفاً كبيراً منها بؤرة تلك المرآة، وأن يُظهر
لسوريا الثورة بالقول والفعل أن ملامحه تُشبه ملامحها إلى حدٍ كبير. ثمة
شواهد توحي بذلك حتى الآن بشكلٍ أو بآخر، لكن التحدي كبير. وأكبر منه
المسؤولية التي يحملها المجلس أمام الله وأمام الثورة والشعب والوطن
والتاريخ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

د. وائل مرزا / سوريا الثورة.. وسوريا المعارضة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

د. وائل مرزا / سوريا الثورة.. وسوريا المعارضة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» بعد أن أسقطت الثورة الشعبية نظام " بن علي " في تونس . وبعد أن أسقطت الثورة الشعبية نظام " مبارك " في مصر . طرح السؤال ، وماذا عن الثورة الشعبية في سوريا ؟ . وبعد أن اندلعت وتأججت الثورة الشعبية في اليمن والبحرين وليبيا ، وبرزت نذرها في العراق والجزائر وال
» مقاتلو المعارضة يسيطرون على مدينة استراتيجية في جنوب سوريا
» أمريكا تنذر روسيا: نريد «وقفا فورياً لإطلاق النار» وموسكو تحذر من خطر نشوب «حرب عالمية» افتتاح مؤتمر ميونيخ حول سوريا والسعودية تضغط على التحالف الدولي للبدء بتدخل برّي في سوريا
» الثورة ضد الثورة والشارع ضد الشعب، والثورة المضادة
» انتفاضات العالم العربي (41) المذبوح لا يلام على دمه، الثورة في سوريا وتحويل الصورة حدثا بعد أن كانت تعليقا عليه

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: استـــراجيــات متحـــــــــــــــولة يشاهده 478زائر-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: