** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 ألمكّاري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمدي نجاد
مرحبا بك
مرحبا بك
احمدي نجاد


عدد الرسائل : 84

تاريخ التسجيل : 11/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

ألمكّاري Empty
17102011
مُساهمةألمكّاري

ألمكّاري Ihtijaj




لا ادري كيف يتمكن بني البشر من التعامل مع ذلك التافه غليظ
القلب (غضبان المكاري) ..أنه أتفه من(قشر بطيخ) وأكسل من كلاب(قنبرعلي)
وأبلد من حمار بغدادي فوق هذا وذاك فهو نهم شره يأكل أينما يرى طعاما تلك
العينين كأنهما مستعمرتي نمل فارسي.. كان شحيحا بخيلا حتى مع أفراد عائلته
المسؤل عن إعالتهم وحتى مع نفسه!! ..


جيء بي من منطقه الإحساء مولدي ومرتعي الأول. لم اقل بأنه جيء
بي على محفة ولكني جئت ماشيا طوال تلك المسافة ولكن على الأقل إني كنت اشعر
ببعض الحرية حيث انك تسير بلا أعباء تثقل كاهلك ..


كنا قطيعا كبيرا باعنا مالكنا إلى احد التجار البغداديين لأنه
قيل بان حمار بغداد حرون وبليد .كان المستقبل غامضا بالنسبة لنا في تلك
ألمدينه ألكبيره ولكن قيل بان أهلها طيبون وبيوتها من الطوب وشوارعها مكسوة
بالقار وحيث لاغبار ولا أشواك تختلط مع الكلأ لتجعل من عملية العلف لا تمر
إلا من خلال عشرات الوخزات الابريه أللئيمه وكأنها بذلك تحمي نبتة الحلفاء
التافهة تلك !!!..بعد أيام طوال قضيناها بين حل وترحال وصلنا إلى المدينة
ألكبيره..ذات المآذن الشامخة والازقه ألضيقه والبيوت المصفوفة. وأكثر ما
لفت نضري هو إن الحمير تتميز بضالة الحجم على


العكس من حمير الإحساء التي توازيها بأكثر من مرتين.لذا فقد
اضطر البغداديون للاستعانة بألعماله الاجنبيه!!.بتنا ليلتنا في(خان
لاوند) ملحق به إسطبل تم الاحتفاء بوصولنا بتقديم وجبه من البرسيم والشعير
..


في اليوم التالي تم عرضنا في السوق الخاص ببيع أنواع البهائم
وبلا فخر ضمنها نحن حمير الإحساء. .كنت رأيت بين المشترين شخصا ضئيل الحجم
يرتدي طاقية مرقعه وثوب لم أتبين لونه بسبب القذارة التي تيبست عليه يتمنطق
بخرقه باليه جاعلا منها حزاما وهو يحمل سوط طويل لذلك فلقد كرهته ومن أول
نضره ..ولسوء طالعي وقع نضره علي وبدء ألمساومه مع التاجر كان يظهر بي
عيوبا فمره يظهر أسناني ومره يمسك ذيلي وأخرى يرفع احد قوائمي و كلما تعثرت
المفاوضات تنفست الصعداء ...وعلى عكس ما اشتهي تمت ألصفقه بنجاح ليدفع هذا
المهين ثمني البخس. امسكني من ناصيتي وسار بي إلى داره...كنت يجب أن أريه
العين الحمراء منذ الوهلة الأولى ..


لذلك فاني لم اجعل من عملية قيادتي إلى دار (غضبان المكاري)
عمليه هينة وكما يريد.. وهو كلما هم بضربي بالسوط أهم بركله لأطوحها
بالهواء كإنذار من مغبة تكرار ذلك أو ارتكاب أية حماقة!!... ربما هو قد حفظ
الدرس فهو قد اخذ يعاملني بحذر شديد!!!..


كان اليوم الأول لخروجنا إلى العمل ..سرنا عبر الازقه للوصول
إلى الميدان التجاري الرئيسي ..كانت هناك العشرات من الحمير التي تنتظر
دورها بلا عجله! لمتابعة مشوارها المرهق إلى نهاية النهار ليملا هؤلاء(
المكاريه) جيوبهم ويكون نصيبنا حفنه من الشعير !!! ...


كنت أرى في الميدان ( أتان) بيضاء جميله ظريفة تخلب الألباب إن
كانت هناك منها في رؤؤس الحمير !!.عيناها سبحان المعبود فمها!!! !!..كان
جميع الحمير اللذين في الميدان يتغامزون و يتأوهون ولها لخطب ودها !..
والحقيقة هي لا تبالي لأحد من جمع الحمير هذا ..


كان ( غضبان ) سيء الطباع كما أسلفت فكان كثيرا ما يتركني في (الحضيره) طوال

الليل بدون ماء .!! في احد الأيام اخذ مني العطش مأخذا مما اضطرني لمعالجة ألخرقه التي

يقفل بها الباب بأسناني وتمكنت من الخروج إلى باحة الدار
والذهاب مباشرتا إلى زير الماء . مددت عنقي إلى الزير بعد ا ن أزلت الغطاء
منه..ومن شدة عطشي أخذت أعب الماء عبا ولكن من سوء طالعي استيقظ اللعين
فتناول فأسا وانهال علي ضربا وأعادني إلى (الحضيره ) وأنا موجوع محطم
الأضلاع وحينما أوصلني حاول مواصلة ضربي فهاجمته بضراوة وقسوة أشبعته ركلا
وعضا إلى أن تمكن من الإفلات من حافري وأسناني التي لا ترحم!!!. كانت
مكافأتي استراحة لمدة أسبوع لم نخرج فيها للعمل وما اغاضني هو أنهم
افرغوا(الزير) من الماء وقاموا بغسله وكأني مصاب بالجذام..


بعد انقضاء الأسبوع وتعافي (غضبان ) من جراحه خرجنا إلى العمل
مجددا وكنت متيقنا بأنه سوف لن يسامحني على ما بدا مني..فبدأ يؤجرني إلى (
سكلات ) الطابوق وهو يذهب للجلوس في المقهى ليقضي النهار بطوله بقدح شاي
واحد وكثيرا ما حدثت شجارات بينه وبين صاحب المقهى لذلك السبب! .. بينما
أنا كنت اقضي النهار بطوله انقل الطابوق لمسافات طويلة فكنت احن كثيرا
للأيام ألجميله في ( الإحساء ) حيث الماء والخضراء والحمير الحسان!!!.تذكرت
في احد الأيام حينما كنت احمل ملحا وكنت اعبر قنطره وسقطت في وسط الماء
وحينما أخرجوني كان الحمل قد خف كثيرا..لذلك قررت الاستعانة بتلك ألحيله كي
اخدع هؤلاء البشر المغفلين.. وحينما توسط النهار وأصابني الإنهاك أسقطت
نفسي في النهر أثناء عبوري وأنا احمل طابوقا حمل حمارين..وحينما أخرجني
المكاريين كان الحمل قد تضاعف لان الطابوق قد امتص الماء من النهر !!!..


عند عودتي من العمل مساء وردا على تلك ألمعامله والاهانات الجمة
التي وجهها لي غضبان استغليت مروره خلفي( فحبقت) بوجهه.!! وكانت عقوبتي
حرماني من الماء والعلف حتى اليوم التالي.! لذلك قررت الهرب بأول فرصه
متاحة..


لم يكن الهروب هينا إذ أن المكاري يبقى ملازما لي طوال النهار
واحتمال وارد من أن تحبط أي محاوله..في تلك الإثناء كنت أتعمد مضايقته
لعله يسأم مني ويبيعني إلى مالك آخر..فحينما يمتطيني وندخل في الحواري
ألضيقه أتعمد السير بمحاذاة الحيطان لتحتك رجله المتدلية بتلك الحيطان ولم
اقلع عن هذه المضايقات رغم استخدامه للسوط وأحيانا يحملني حمولة تعادل( حمل
بعير ) ويختار أطول الطرق وتلك التي اضطر بها لصعود أماكن عاليه وذلك كان
يزيدني إصرارا على الرد بالمثل وربما أكثر ..


أخيرا سنحت لي فرصه ذهبيه للهروب حين اغفل المكاري مراقبتي
للحظات فلذت بالفرار.تابعت طريقي متحاشيا الطرقات ألعامه التي يسلكها
ألسابله ريثما أتوارى عن الأنظار لفترة كافيه أكون فيها قد ابتعدت مسافة
مناسبة وأكون في مأمن من مطاردة ( غضبان) اللعين..وأخيرا استعدت حريتي
ألمستلبه فالعلف متوافر على جنبات (دجله ) والمياه وفيرة لا ينقصني بتلك
اللحظات سوى رؤية تلك ( الأتان) البيضاء المغرورة ألجميله.!!كنت منتشيا
بالحرية ألوليده التي اقطف ألان ثمارها ..ولكن تظهر بين فينه وأخرى بعض
المنغصات منها أن مجموعه من الكلاب الظاله طاردتني وكأني كنت السبب في
كونهم كلاب سائبه.!! ناهيك أن بعض ألصبيه تقذفني بالطوب أينما اذهب..امتدت
الإزعاجات والمنغصات إلى حد أن( بنات آوى) تستغل إغفاءاتي القصيرة لكي
تتبول على عاتقي وتهرب ..


كنت قد سأمت من تناول الحلفاء الممتزجة بالعليق والأشواك
الابريه القاسية . فأثناء تجوالي اليومي رأيت أكواما من بيادر الحنطة
التي تتلألأ كالذهب تحت أشعة الشمس التي تزيدها وهجا وجمالا..كان منظرا
يسيل اللعاب..! فتوجهت أليه دون حساب العواقب


وعند وصولي إلى تلك البيادر لا ادري من أين خرجت الجموع ليقبض
علي مجموعه من الفتيه لتذهب جهود محاولة الهرب هباء.. لكني حرنت في مكاني
ذهبت جميع محاولات تحريكي من الأرض التي تسمرت بها أدراج الرياح... قال
حكيم منهم إلى احد الفتيه


* عليك بالنار ياحمار.

كنت أظنه يقصدني لم أكن ادري أن جنسي يستخدم هنا كشتيمة!!!.
إلى أن جيء بشعلة نار وضعوها على مؤخرتي اضطررت للاستجابة مرغما ..فبدئوا
بتحميلي شوالات الحنطة والى مسافات طويلة حتى تمنيت زريبة ( غضبان) على هذا
العذاب والهوان


الذي أذوقه في العهد الجديد الذي كنت أتوسم به الانعتاق بدل
العبودية الراحة بدل الكد والتعب ليكون نصيبي قبضة شعير أو بضع تمرات لا
تسد رمقي ولا أحس بعدها إلا المزيد من الذل والجوع إلى ألكرامه التي لم
نخلق لها نحن معشر الحمير ..


بدأت الجروح تملا ظهري والذباب وجد مرتعا له وطعاما والبراغيث
التي تحالفت مع تك المخلوقات القذرة لتنال ما تنال ..لا ادري من أعطى
للإنسان الحق باستعباد والاستهانة لحد الاستهتار ببقية خلق الله
..فالعنصرية آفة المجتمعات تصل إلى حد أن الإنسان يتعنصر ليد دون الأخرى
..حتى الحمير كنا كحمير احسائيه لم نكن نتعايش مع حمير ( بغداد) وكلاب(
قنبر علي) كانت دائمة الصراع مع كلاب منطقة( فرج الله.).وكنت أرى الصراعات
التي ينضمها البشر بين ألديكه التي أتوا بها من منطقة (هرات) ليتمتعوا
بمنظر الدماء تسيل من المتصارعين وهم من جنس واحد وموطن واحد..!!


بقيت على تلك الشاكلة طوال موسم كامل. أحيانا كثيرة ينسوني
بدون علف أو ماء..كلابهم المتزلفه كان تضيق علي الخناق حينما أحاول إن اشرب
الماء من الجدول تحاصرني من جميع الجهات لتمنعني من الشرب وهي تعلم بيقين
أن مصيرها لا يختلف عن مصيري هذا فبمجرد إصابته بالعجز أو الشيخوخة يرموه
كخرقه باليه...


قبل انقضاء الموسم تعرضت لحادث إذ سقطت وإنا أنوء بحمل ثقيل
تسبب في كسر في حقوي...لم تنفع الخدمات الجليلة التي قدمتها طوال أشهر
طويلة..فقرروا الاستغناء عني فألقوني على مبعدة ميلين عن الحقول بعد أن
سحبوني بواسطة أبناء جلدتي وتركوني هناك وعادوا...


هناك ..كنت وحيدا حين يجن الليل كانت الضباع تحوم حولي لا ادري ماذا تنتظر .؟؟

أبقى متحفزا حتى الصباح حينها تولي تلك المخلوقات منسله بعيدا وهي تبتلع لعابها ...

أكثر من شهرين وإنا أتعافى ببطيء وبدأت أخطو خطواتي الأولى....

خرج (غضبان المكاري ) من الدار صباحا ليجدني أقف عند الباب !!!..

ملاحظه/ المكاري(تلفظ الكاف بالجيم ألمعجمه) كما يلفظها
البغداديون هي حرفه سائدة في القرن الماضي إذ يقوم المكاري بنقل البضائع من
منطقه لأخرى مستخدما حمار كبير الحجم ويسمى الحساوي نسبة إلى منشأه منطقة
الإحساء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ألمكّاري :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

ألمكّاري

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: