يشعر معظم الناس
أحياناً بالحزن أو الإحباط ، و لكن هذه المشاعر تتراجع وتختفى خلال بضعة
أيام عدة .
عندما يكون الإنسان مصاباً بإضطراب اكتئابى فإنه يؤثر على حياته وعلى قدرته
على القيام بمهامه الطبيعية و يُسبب الألم له وللمحيطين به .
الإكتئاب هو أحد الإضطرابات الشائعة الخطيرة ، و هو يميل لكونه مزمناً
(طويل الأمد) عادةً و متعباً للمريض و يحتاج معظم المصابين به للعلاج لكى
يتحسنوا .
لايسعى الكثير من المصابين بالإضطراب الإكتئابى للحصول
على العلاج ، و لكن الغالبية العظمى ، و حتى المصابين بأكثر أنواعه
شدةً ، سيشعرون بالتحسن بالعلاج . و لقد ساهمت الأبحاث المكثفة فى هذا
المرض فى تطوير الأدوية ، طرق المعالجة النفسية ، و الطرق الأخرى
المستعملة لعلاج المصابين بهذا المرض المسبب للعجز .
ربما كنت تشكو من صداع أو وجع في الظهر أو ألم في
المعدة أو أرق أو ضعف عام مصاحباً لبعض النسيان و قلة التركيز و لكن طبيبك
أخبرك أنك تعاني من الإكتئاب.
و ربما شكوت من الوهن و الحزن و ضيق الصدر و العصبية و القلق .. بل و
ربما كنت تعرف أنك مكتئب و لكننا كثيراً ما نعتقد أنه من العيب أو الضعف أن
نشكو من الإكتئاب و كثيراً ما قلنا سوف نخرج من هذه الحالة و لا نحتاج
لمساعدة أحد ولكننا لم نستطع.
و الحقيقة أن الإكتئاب ليس هو المزاج الحزين الذى نستطيع أن نخرج منه
بإرادتنا فهو مرض يؤثر على الجسم كله بما فيه المزاج و البدن و الأفكار و
بالتالي السلوك.
و الإكتئاب إذا لم يُعالج فهو كغيره من الأمراض مثل السكر و الروماتيزم و
إرتفاع ضغط الدم قد تؤدي إلى مضاعفات مختلفة للجسم.
و الإكتئاب من أكثر الأمراض إنتشاراً بين الناس فأنت لست الوحيد و لذلك فلا
داعي للعزلة عن العالم.
ومرض الإكتئاب حالة
تشمل و تصيب الجسم كله فبالإضافة إلى المزاج الحزين والتفكير السلبي و
سلوك العزلة فهى تؤثر على شهيتك للأكل و طريقة نومك وإنطباعاتك عن نفسك
و عن الآخرين و كل من حولك.. فحالة الإكتئاب ليست بحالة حزن شديد فقط
يمر بها الإنسان و هى كذلك ليست بعلامة أو دلالة على ضعف الشخصية و هى
ليست بحالة يمكنك أن تذهبها عنك أو تطردها من ذهنك بمجرد أن لا تفكر
فيها..فالمصابين بالإكتئاب لا يستطيعون كما يعتقد البعض أن يتركوا الهم
و يخرجوا مما هم فيه بإرادتهم فمن دون العلاج قد يستمر مرض الإكتئاب
أسابيع أو أشهر و أحياناً سنين طويلة و ذلك حسب نوع الإكتئاب أما مع
العلاج الصحيح (الدوائي و النفسي) فبإذن الله يتحسن معظم المرضى تحسناً
ملحوظاً.