** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
 جذور الايثار والتعاون I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  جذور الايثار والتعاون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
روزا
" ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
 جذور الايثار والتعاون Biere2
روزا


عدد الرسائل : 267

تاريخ التسجيل : 11/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

 جذور الايثار والتعاون Empty
01102011
مُساهمة جذور الايثار والتعاون


إذا كان نعيش في
عالم متوحش (تأكل فيه الكلاب
بعضها البعض), فلماذا إذا يساعد
بعضنا البعض ؟؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مثل العديد من أصناف الكائنات في
المملكة الحيوانية, يقدم
الإنسان يد العون المباشر
لأفراد عائلته وأقاربه. لكن عند
الإنسان فقط يتجاوز مستوى
الإيثار الأقارب ليصل لجميع
أفراد المجتمع, ليقدم المساعدة
لأناس غرباء عنه بدون أي منفعة
شخصية. وسواء كنا نعيش في مجتمع
صغير أو كبير في العالم الحديث
ذو الاقتصاد المعقد أو في تلك
المجموعات والقبائل الصغيرة
المنعزلة في الأدغال بين حدود
البرازيل و فنزولا فأن التعاون
المجتمعي حتى في حالة غياب
الروابط الأسرية هو السائد
والمنتشر بين الثقافات المختلفة.
فما هو منبع هذا السلوك العاطفي
التشاركي الكبير يا ترى ؟؟! هل في
كل منا مراقب* داخلي عديم
الأنانية وذو نزعة اجتماعية كما
ظن العديد من الفلاسفة (أنظر إلى
الشكل) او هل سبب ذلك ما أقترح
العديد من البيولوجيين
الاجتماعيين في كون محفز ذلك
السلوك الذي يبدو وكأنه موجه
لمصالحة للآخرين حب الذات
وحسابات الربح والخسارة على
المدى البعيد. بعض الأسئلة
الجوهرية حول البدايات التطورية
للبشرية والعلاقات الاجتماعية و
منشى المجتمع البشري تتمحور حول
موضوع الإيثار والأنانية.
التجارب الحديثة أظهرت بان
النظريات التطورية المبنية على
الأساس الجيني فقط لا يمكن
لوحدها أن تفسر بعض الأنماط
المهمة من الإيثار في المجتمع
البشري ومشيرة إلى تأثير
عوامل التطور الحضاري مع عوامل
التطور على المستوى الجيني
الوراثي.

فكرة ان الأنانية الفردية يمكن
لها أن تساهم في إنشاء تعاون
جماعي وتحافظ علية هي فكرة محل
نقاش طويل في الفلسفة السياسة.
ففي بداية القران الثامن عشر وفي
مقال لدكتور والفيلسوف
الإنجليزي الألماني المولد
بيرنارد ماندفيل (Bernard Mandeville )
بعنوان "خرافة النحل" يبين
فيه ماندفيل بان "المنافع
الخاصة" وليست "الفضائل"
هي الأساس الحقيقي لكل المصالح
العامة. وقد أستنتج بان الأخلاق
والرفاهية الاجتماعية مبنية في
الأساس على أنانية الأفراد,
وأكثر من ذلك إذا أهتم كل فرد في
المجتمع بمصلحته الخاصة بشكل
مستمر فأنه سيتم تحقيق أكبر قدر
من المنفعة للجميع. ماندفيل يختم
مقالة بان الإدارة الحاكمة سوف
تنهار إذا توقف فعالية الأنانية
عن تحفيز الأفراد. في عصور
السلطة الإكليروسية التي تحكم
باسم الدين فأن أفكار ماندفيل قد
لاقت معارضة شديدة.

 جذور الايثار والتعاون 0027-1-0
لكن العديد من الملاحظات
المماثلة قد تم طرحها على مدى
القرون الثلاثة اللاحقة. تشارلز
دارون عام 1859 في كتاب أصل
الأنواع أفترض بان أي كائن غير
منغمس بشكل كامل في صراع التنافس
على المأوى والغذاء والجنس فأن
حظوظه في توريث صفاته إلى
الأجيال اللاحقة سوف تقل. في عام
1874 كتب داورن "بأن القبيلة
التي يتعاون أفرادها سوف تحقق
انتصارات على حساب القبائل
الأخرى وسوف يكون ذلك نوعا من
الانتخاب الطبيعي" علماء
الاقتصاد والاجتماع في القرن
التاسع عشر كونوا ما يعرف بنظرية
( Homo economicus ) أو الاقتصاد
البشري, على أساس ان الهموسبينس
كافحوا بشكل متميز لتعظيم
مصالحهم الخاصة. في عام 1976 قام
العالم التطوري البريطاني
ريتشرد دوكنز بفتح ملف التطور
بشكل موسع للجمهور العام من خلال
كتابة المشهور الجين الأناني (The
Selfish Gene ) ولقد جادل بأن المادة
الوراثية تستخدم مضيفها سوى
أكان أميبيا أو وحيد القرن أو
إنسان كــ "ناقل" لتحقق
أكبر قدر من الانتشار. كتب دوكنز
"نحن كائنات إعاشة وآلات نقل
عمياء مبرمجة لتكاثر وللحفاظ
على مركبات أنانية تعرف
بالجينات". من خلال هذا
المنظور فأن خاصية الإيثار تصبح
نوعا من الأنانية المستترة
المتطورة. الإحسان إلى الآخرين
لا يعبر عن حب الإنسان للآخرين
بقدر ما يعبر عن حسابات باردة
للمصالح الفردية والتي تبحث عن
الربح على المدى البعيد. على
سبيل المثال: طبقاً لنظرية
الاجتماعية البيولوجية للإيثار
المتبادل فأن البشر ميالون أكثر
إلى مساعدة بعضهم إذا كان هنالك
توقع بان الاتصال بينهم سيمتد
لفترة طويلة في المستقبل بعبارة
أخرى " سأقوم بحك ظهرك إذا
حككت ظهري". فالمعطي يفترض بأن
كرمة هذا سوف يقابل بعطاء يعود
له في المستقبل. وهنالك أيضا
نظرية "السمعة", التي تُفسر
شكل آخر من أشكال الإيثارِ الذي
يُؤدّي إلى مكسبِ شخصيِ, تنطلق
من افتراض يكون مفيد في الغالب
هو تكوين سمعة جيدة لنزاهة
والإحسان من خلال القيام بأعمال
محددة الأهداف. النتائج تكون في
تعزيز صورة الفرد العامة في
المجتمع وتعزيز إمكانية الكسب
على المدى البعيد وفصيلة
الهموجينتكس تقوم بذلك تماما
مثل الهموسيبينس.

الصعود فوق
الطبيعة

 جذور الايثار والتعاون 0031-2
لكن هل نستطيع ببساطة تفسير
سلوكيات كالحب و انعدام
الأنانية مع تلك النماذج
النظرية؟ أليس هنالك عدد لا
محدود من الأمثلة على أناس يضحون
بأنفسهم من أجل الآخرين حتى
عندما يكون ذلك ليس في صالحهم
الشخصي؟ وماذا عن المتطوعين
الذين يخاطرون بحياتهم من أجل
مساعدة غرباء عنهم تماما بعد
حدوث زلزال أو كارثة مدمرة؟ هذا
النوع من التضحية بالنفس لا يتبع
قواعد التطور البيولوجي. إذا كان
الشخص او عائلته لأن يستفيد بشكل
مباشر من تلك المساعدة أو كمنفعة
متبادلة على المدى القصير أو
البعيد أو تحسين صورة الفرد على
المدى المنظور أو المدى البعيد
لتحقيق مكاسب شخصية إذا فإن
المكاسب الشخصية هنا لا توجد.
وأكثر من ذلك فتلك المساعدة
مكلفة بحساب الموارد والصحة
والمال. بهذا المنطق فأن هذا
الشخص فاضل لا يقل عن أي من أولئك
المثاليين كما تصفهم الأديان.
رغم ذلك فان العديد من الناس
المضحين موجودين فعلا. الإنسان
يبدو بأنه حالة خاصة ضمن المملكة
الحيوانية وهنالك العديد من
الدلائل المدعومة من التجارب
ألمختبريه والتي تم إجرائها من
قبل علماء الاقتصاد والاجتماع
خلال السنوات الماضية.


هذه التجارب أتت من فرع جديد
نسبيا من البحث يسمى الاقتصاد
التجريبي. هذا الفرع يستخدم
وسائل كلعبة "العقاب" والتي
تظهر بأن العديد من الناس – وحتى
عندما تكون هنالك حصة مالية
كبيرة- على استعداد لمعاقبة
الآخرين على حساب أنفسهم لمنع
نتائج غير عادلة او غير
منصفةإتجاههم . تم إجراء مثل تلك
التجربة على 240 من الطلبة الذكور
والإناث في جامعة زيورخ. كل شخص
جلس على كبينة بها جهاز كمبيوتر
بشكل معزول عن الآخرين وجميع تلك
الكمبيوترات مرتبطة بشبكة.
وتقوم الشبكة بربط كل أربع أشخاص
مع بعضهم والذين سيلعبون كفريق
واحد. ولا يوجد احد من اللاعبين
يعرف مع من سوف يلعب لأن الشريك
معرف فقط من خلال رقم يظهر على
الشاشة. بعد ست جولات كان هنالك
تقريبا 60 مجموعة تم إعادة
تكوينها بشكل عشوائي.

الركوب بالمجان؟
في بداية كل جولة يستلم كل مشارك
مبلغ افتراضي من المال قيمته 20
دولار كرأسمال ليبدأ به. (و
يستطيعون تحويل أموالهم
الافتراضية إلى أموال حقيقية في
نهاية الجولة, للقيام باللعبة
بشكل جدي وبعناية). اللاعبون في
كل فريق رباعي يمكن أن يختاروا
استثمار جزء او كل من رصيدهم في
مشاريع تخص الصالح العام.
الاقتصاديون يعرفون الصالح
العام بأنه أي مؤسسة اجتماعية أو
خدمية يستطيع الاستفادة منها كل
شخص. حتى إذا لم يكن الجميع
مساهمين فيها. بعد كل جولة يقوم
المراقب الرئيسي بالزيادة على
المبلغ الإجمالي للمجموعة
المكونة من أربع أشخاص والذي تم
استثماره بنسبة 60% ويعيد توزيع
الارباح على أفراد المجموعة بغض
النظر عن مساهمة كل فرد منهم في
الاستثمار. في أفضل
السيناريوهات فان كل اللاعبين
الأربعة يستثمرن كل رصيدهم
التأسيسي وكل منهم يحصل في
النهاية على 32 دولار (12دولار
فائدة على الراسمال الأساسي) لكل
جولة. إذا ساهمت المجموعة ب 40
دولار فأن هذا المبالغ يزداد إلى
64 دولار حيث يحصل كل شخص على 16
دولار. في هذه الحالة فأن من لم
يدفع أي مال للاستثمار فأنه سوف
يحصل على نصيب مجاني مقدرة 16
دولار ويسمى "الراكب المجاني"
ويحصل الآخرين المساهمين ب 10
دولارات للفرد على 16 دولار مما
يجعل الفائدة الفعلية لكل شخص 6
دولارات.

اما إذا ما أستثمر احد المشاركين
كامل ماله البالغ 20 في نفس
الفريق فأنه سيكون مغفلاً لأنه
سيخرج خاسرا 4 دولارات. من خلال
حساب منطقي أناني فانه من غير
الحكمة استثمار سنت واحد في مثل
تلك الشروط لأن كل دولار يستثمره
سوف يرجع له 40 سنت أي أنه سوف
يخسر 60 سنت. بكلمات أخرى الشخص
الذي لا يستثمر شيء على الأقل
ضمن 20 دولار الأساسية بالإضافة
إلى العوائد (على فرض أن الآخرين
ميالين للمساهمة ولديهم ثقة
بهذه العملية) المعضلة بنسبة
للمساهم هي أنه إذا لم يساهم شخص
ما فأنه سوف يعود فقط بالعشرين
دولار الأساسية, إلى هذا الحد
فأن الوضع شبيه بتجربة (المنافع
العامة) الكلاسيكية التي أجراها
الاقتصاديون لما يقارب من 20 عام.
لكن تجربتنا ذهبت إلى خطوة حرجة
أبعد, فبعد أن يتخذ كل عضو من
الفريق الرباعي قراره
الاستثماري, نخبر كل شخص كم قرر
اللاعبون الآخرون المساهمة به,
ونعطيهم حق معاقبة اللاعب
المتخلف عن الدفع أو ما نسميه (الراكب
المجاني) عن طريق تخفيض الربح
الجماعي. فإذا قرر المساهم
معاقبة الراكب المجاني فأن
المراقب العام سيخفض من أصول
الفريق. بتطبيق غرامة دولار واحد
عن كل 3 دولارات. النتيجة كانت
مفاجئة فأكثر من 80% من المساهمين
مارسوا عقاب على المتخلفين على
الأقل مرة خلال الست جولات,
بالرغم من أن ذلك يكلفهم ولا
يعود عليهم بمنافع مباشرة. أكثر
من 30% طبق العقاب خلال كل جولة.
والراكب المجاني هو من كان يعاني
من العقوبة فكلما قلت مساهمته
كلما ازدادت العقوبة التي
يتلقها.

والمساهمين الذين يستثمرون أكثر
من المتوسط العام كانوا أكثر
ميالين لمعاقبة الآخرين. لفهم
أفضل لتأثير هذه النوع من
العقوبة. تم إجراء أنواع مختلفة
من التجارب. الخطوات كانت
متطابقة مع التجربة السابقة
فيما عدا أن إجراء العقوبة لم
يكن مسموحا به. تقريبا 95%
استثمروا أقل من المرة التجربة
السابقة. وفي الجولة الأخيرة فان
60% من اللاعبين لم يستثمروا شيء
من أموالهم مقارنة مع ثلاثة أربع
المساهمين الذين ساهموا بأكثر
من 15 دولار عندما كان قانون
العقوبة مطبق


 جذور الايثار والتعاون 0031-3

في
التجربة فان المجموعة المكونة
من اربعة تستطيع استثمار المال
من خلال حصة كل فرد المكونة من 20
دولار للاستثمار في مشروع ربح
عام , اذا سمح للمشاركين بمعاقبة
اللاعب المتخلف عن المساهمة فأن
المشاركة في المساهمة ترتفع
بشكل عالي حتى لو تم خلط
المجموعات بعد كل جولة.

كيف يمكن تفسير من هذه النتائج؟
من الواضح أنه في النسخة الأولى
من التجربة فأن تهديد العقوبة لم
يكن السبب الوحيد لمستوى
المساهمة العالي. مع أن العقوبة
كانت مهمة, لأن اللاعب المعاقب (الراكب
المجاني) أرتفع مساهمته ب 1.5 أكثر
في الجولات اللاحقة. توبيخ
السلوكِ الغير عادلِ أدى إلى
تحسن المساهمة في الجولات
اللاحقة. اللاعبون الذين لم
يحصلوا على شيء من الفائدة هم
أولئك الذين يطبقون العقوبة. هم
لم يستفيدوا من تصحيح سلوك
الراكب المجاني لأنهم في
الجولات اللاحقة لأن يكون ضمن
نفس المجموعة الرباعية من
اللاعبين. العقوبة سيستفيد منها
لاعبين غيرهم في الجولات
اللاحقة. بكلمات أخرى فأن هؤلاء
الذين جعلوا التعاون ممكن عن
طريق التهديد بالعقوبة فأنهم
تصرفوا بإيثار من دون أن يأخذوا
مصلحتهم الشخصية في الحسبان.
البيولوجيين الاجتماعين يدعون
هذا السلوك بالإيثار الحقيقي أو
القوي لتفرقته عن الإيثار
الضعيف او المزيف كإيثار
الأقارب الذي يتوقع منه مردود
لأحق. الموّثر الحقيقي هو من
يعمل الخير بدون انتظار للمنفعة
كإيثار الأقارب وكالإيثار
المخطط له لمكاسب إستراتيجية
لاحقة. التطوريون أحيانا يفسرون
ذلك نوع من الإيثار القوي بأنه
"سوء تأقلم" maladaptive أو نوع
من التطور الغير متقن.

في عمق هذا الافتراض فانه ينص
على أن السلوك ألإيثاري من
الممكن أن يكون فعالا وناجح في
وقت ما ويكون سيئ في وقت أخر عند
تغير الظروف. أجداد
الهموسبينس عاشوا في جماعات (صغيرة
وكبيرة ) معزولة وكانوا يعتمدون
بشدة على بعضهم البعض. الأفراد
غير المتعاونين والذين يتصرفون
بطريقة غير عادلة فانه يتم
استبعادهم من المنافع أو حتى تتم
معاقبتهم. في هذه الحالة فان
الراكب المجاني لا يدفع شيء.
الالتقاء بغرباء كان شيء نادرا
بعكس الحال في المجتمعات
الحديثة. ونتيجة لذلك كان هنالك
ضغط تطوري ضعيف لتميز بين تلك
الحالتين الاجتماعيتين
المختلفتين (مع وجود غرباء
أنانيون وبدون وجود غرباء
أنانيون ). فوفقا لحجة او فرضية
"التأقلم الخاطئ " فالشخص
الذي يعيش في مجتمع اليوم والذي
يظهر إيثار حقيقي في أي تجربة هو
في الحقيقة لا يستطيع تميز هذا
الفرق الجوهري بين الحالتين
الاجتماعيتين. ومن خلال هذا
المنظور فأن الإيثار الحقيقي هو
ذي جذور أنانية أيضا. (حيث ان
المساهمين والذين مارسوا العقاب
لم يأخذوا في الحسبان انتقالهم
إلى مجموعات أخرى حيث أنهم
يتصرفون وكأنهم سيتعاملون مع
نفس المجموعة دائما. إيثارهم كان
مبني على اعتبارات غير صحيحة في
تلك الحالة حيث أن أي من
إستراتيجيتهم غير مفيدة للبقاء.
ولاختبار صحة هذه الفرضية فان
فريقنا أجراء اختبار ثالث, يتضمن
الإبقاء على نفس المجموعات لمدة
عشر جولات ومن ثم تبديلها. فإذا
كانت فرضية "التأقلم الخاطئ"
صحيحة فأن سلوك المستهدفين من
الاختبار يجب ان يبقى هو ذاته
حتى بعد ان يتم تبديل أعضاء
المجموعات. لكن نتائج الاختبار
لم تدعم هذه الفرضية. ففي
المجموعات التي يتعرف أعضائها
على بعضهم البعض (من حيث قدر
المساهمة) بعد الجولة الأولى
ترتفع قيمة المساهمة بنسبة 50% في
الجولات اللاحقة أكثر من تلك
المجموعات التي يتم استبدال
المشتركين فيها بشكل دائم

صعود الإيثار
 جذور الايثار والتعاون 0061-4
ألان نعرف ان دلائل تدعم بان
الهموسبينس هم النوع الوحيد
القادر على الإيثار القوي, وسؤال
يصبح, كيف ظهرت تلك الصفة؟
العلماء دائما يضعون إمكانية
الأساس الجيني لسلوك ألإيثاري
في اعتبارهم . ولكنهم بذلك
الافتراض يعارضون نظرية الجين
الأناني. والذي يقول بأنه إذا
تسبب الجين بأثر أو سلوك سلبي
"لحاملة" فأن ذلك الجين
بهذه الطريقة سوف يدمر نفسه.
وبعدها سيبقى الأنانيون فقط.
الحل لهذه المعضلة من الممكن ان
يكون ان الإيثاريون انتشروا في
بعض المجتمعات المبكرة. هذه
المجتمعات ازدهرت لأن الإيثار
فيها لم يستغل من قبل "الركاب
المجانيين" هنالك خصية
تطورية تدعى "انتخاب
المجموعات" قد تدعم تلك
الفكرة, وبالتالي أيضاً انتشار
السلوك الإيثاري. في هذا النموذج
فأن المجموعة تنافس على الموارد
تماما كالإفراد وتتعرض لانتخاب
في هذا التنافس مع المجموعات
الأخرى

إذا كانت أحد تلك المجموعات انجح
من المجموعات الأخرى بسبب صفة
معينة (كالتعاون والإيثار مثلاً)
فلذلك فأنه من المرجح جدا أن
قدرتها على البقاء والانتشار
اكبر. لكن خاصية انتخاب
المجموعات كانت تمثل لعنة على
العلماء البيولوجيين
الاجتماعيين لأكثر من 40 سنة مضت
بسبب الظروف التي تعمل بها والتي
من شبة المستحيل اختبارها.
المشكلة الأكبر لتفضيل آلية "انتخاب
المجموعات" للمجتمعات
الإيثارية هو تسرب الأنانيين
إليها. فبمجرد أن يتمكن
الأنانيون من الدخول إلى
المجتمعات الإيثارية فأن فرصتهم
في البقاء تكون اكبر من تلك التي
للإيثاريين لأنهم لا يدفعون
ثمن الحياة المشتركة ويستفيدون
من المجتمع تماما مثل الآخرين.
هذا يعني أنهم سيحصلون على
الفرصة لتكاثر أكثر من جيرانهم
الإيثاريين وبذلك يتكاثرون داخل
المجتمع ويستشكلون في النهاية
الأغلبية ولأن تستطيع آلية "الانتخاب
بين المجموعات" أن تتغلب على
الانتخاب الذي يحدث داخل
المجموعة.

تطور الحضارة
الأنثروبيولوجي روبرت بويد من
جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس
وبيتر ريتشرسون من جامعة
كاليفورنيا في دافس اقترحوا
فرضية اخرى, والتي تدعم الفروقات
بين المجموعات في المراحل
الأولى من تطور البشرية. هذه
الفكرة مبنية على أساس تطور
مشترك (co evolution ) يقوم على أساس
التداخل والتفاعل بين قوى
الثقافة والطبيعة في تشكل
الصفات الجينية والصفات
الثقافية. قدرة الإنسان على
التعلم مهمة جدا لصحة مثل هذه
الفرضية. وكما وصفها في "التطور
الثقافي لتعاون البشري" في
فصل من كتاب "التطور الجيني
والثقافي لتعاون" والذي حرر
من قبل بيتر هامرستين (MIT Press, 2003)
"نحن نعتقد أن القدرة البشرية
على التعايش في مجتمعات وقبائل
منظمة وكبيرة الحجم ظهر من خلال
"رافعة" تطورية نتجت عن
التفاعل الجينات والحضارة.
المؤسسات التعاونية الأولى فضلت
الصافات الجينية (genotypes) التي
كانت باستطاعتها ان تتعايش بشكل
أفضل في المجموعات التعاونية.
هؤلاء الأفراد الذين كانوا
يتجنبونا العقاب ويعيشون وفقا
للمعاير السلوكية للمجتمع كانوا
أكثر قدرة على الاستمرار
والبقاء". عندما يهاجر أناني
إلى مجموعة يقطنها إيثاريون كان
من المرجح أن يلاقي عقابا على
سلوكه وهم لم يكونوا يهتموا
لتحصيل منفعة على عملهم ذلك (عقاب
الأناني). ونتيجة لذلك فان سلوك
الأناني سوف يجلب له الخسارة فقط.
وباحتمال عال فهو عاجلا او أجلا
سيبدأ بتقليد السلوك الإيثاري
السائد. بهذه الطريقة فأنه توقف
الأثر السلبي لتسرب الأنانيون
داخل المجموعات الإيثارية لتمكن
المجموعة من النجاح وتسمح لآلية
"انتخاب المجموعات" بالعمل
بشكل فعال. ولا يوجد تحليل او
نموذج جيني للمجموعة(population genetic )


مؤسس بشكل جيد لحد الآن يدعم هذه
الفرضية. ولكن باستخدام
المحاكاة الكمبيوترية فان بيود
وزميله اظهروا بان مثل هذا
السيناريو معقول جدا. من الممكن
أن بعض التراكيب من العوامل
الثقافية والجينية ساعدت على
الحفاظ على هذه الميول نحو
الإيثار خلال الأجيال المتعاقبة.
ريتشارد دوكنز في أحد كتابة تحدى
القارئ بأن يستطيع "أن يعلم
الكرم والإيثار لأننا نولد
جميعا أنانيون" الآن من
الممكن أن نعيد صيغة تلك العبارة
او ذلك التحدي بطريقة مغايرة .
مازلنا نحتاج لأن ندعو ونحث على
التسامح والكرم والإيثار, لكن
المربين والمعلمين سيجدون
التشجيع الأكبر في الأبحاث
الحالية التي لا تقترح فقط باننا
قادرون على الإيثار ولكن أيضا
لأن جينات تحثنا على ذلك السلوك.
ربما لأن ولدنا بمكانية أن نكون
غير أنانيين. في عصر التنوير
والعلم فان علماء مثل تشرلز
دارون صدموا معاصريهم عندما وضع
حالة تميز الإنسان في محال تساؤل
من خلال تصنيفه بالتساوي مع
الكائنات الأخرى. اليوم
البيولوجين يعيدون شيء من ذلك
القدر الذي فقده الإنسان ومن
خلال نظرية التطور. فعلى ما يبدو
فان نوعنا البشري هو الوحيد الذي
يمتلك تلك الصفات الجينية التي
تحفزه على الإيثار الحقيقي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

جذور الايثار والتعاون :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

جذور الايثار والتعاون

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: منبر البحوث المتخصصة والدراسات العلمية يشاهده 23456 زائر-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: