الجزائر تؤكد انها قبلت لجوء عائلة القذافي من جانب انساني... وتشير لاستضافة السعودية لبن علي
الصلابي يطالب جبريل واعضاء الحكومة بالاستقالة وفشل المفاوضات لاستسلام موالين للنظام في بني وليد
2011-09-04
بنغازي
ـ لندن ـ رويترز ـ ا ف ب: دعا قائد عسكري اسلامي ليبي ساعد في الدفاع عن
بنغازي ضد قوات معمر القذافي، الحكومة الانتقالية الى الاستقالة قائلا انها
من بقايا النظام القديم، فيما اعلن رئيس المفاوضين من قبل المجلس الوطني
الانتقالي الاحد اخفاق المفاوضات لضمان استسلام المقاتلين الموالين لمعمر
القذافي في مدينة بني وليد بجنوب شرق ليبيا، مؤكدا انتهاءها.
وقال عبد
الله كنشيل للصحافيين حول احتمال شن هجوم على المدينة اثر فشل المفاوضات
المستمرة منذ ايام عدة عبر زعماء قبائل، 'اترك لقائد (الثوار الليبيين)
التعامل مع المشكلة'.
وفي علامة مبكرة على وجود انقسامات بين المنتصرين
في الحرب التي استمرت ستة اشهر انتقد اسماعيل الصلابي ايضا الجماعات
العلمانية قائلا انها تحاول تشويه سمعة الاسلاميين وخلق صراع سياسي لن يفيد
إلا القذافي.
وقال الصلابي لـ'رويترز' في المدينة الواقعة في شرق
البلاد إنه 'لم تعد هناك حاجة لدور اللجنة التنفيذية التي تمثل حكومة فعلية
للمجلس الوطني الانتقالي، لانها من بقايا النظام القديم وعلى أعضائها
جميعا ان يستقيلوا بدءا برئيسها محمود جبريل'.
وكان جبريل يرأس في السابق مركزا حكوميا للبحوث الاقتصادية في عهد القذافي.
أما
المجلس الوطني الانتقالي المؤلف من 40 عضوا فهو خليط متفاوت من مسؤولين
سابقين في إدارة القذافي ورجال اعمال واكاديميين ومحامين وليبيين عاشوا في
المنفى.
وذكر متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي أن الصلابي يقود ما
يزيد على ثلاثة آلاف مقاتل ويتبع إداريا وزارة الداخلية الانتقالية في
طرابلس.
وسبق للصلابي أن قاتل في افغانستان لكنه ينفي أن له صلات بأي
جماعات اسلامية خارج ليبيا مثل طالبان والقاعدة. وبعد بدء الانتفاضة ضد
القذافي تلقت قواته اسلحة من قطر.وانتقد الصلابي من قال إنهم يحاولون تصوير
زعماء الاسلاميين الليبيين على أنهم متشددون دون أن يسمي أحدا.
وأضاف
أن 'هناك علمانيين لهم أهدافهم ويريدون تصوير الاسلاميين على انهم متشددون
لعزلهم عن المجتمع الدولي واحداث انقسام لن يفيد الا القذافي'.
وقال
الصلابي إنه يعتزم إرسال مذكرة الى المجلس الوطني الانتقالي وحلفائه
الاجانب لتحذيرهم من عودة الاموال الليبية المجمدة بالخارج والتي يجري
الافراج عنها الى سيطرة المسؤولين السابقين أنفسهم الذين كانوا يديرونها في
عهد القذافي.
وطالب الصلابي، وهو رجل اعمال سابق سجن خلال حكم القذافي،
المجتمع الدولي والمجلس الوطني الانتقالي بتوخي الحذر الشديد فيما يتعلق
بالاموال المفرج عنها.
الى ذلك صرح متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي
في لندن الاحد انه يتعين ان يمثل معمر القذافي امام المحكمة في ليبيا عن
الجرائم التي وقعت في ظل حكمه، بغض النظر عن الاتهامات الموجهة من جانب
المحكمة الجنائية الدولية ضده.
واعتبر جمعة القماطي منسق المجلس الانتقالي في بريطانيا ان القذافي ينبغي ان يحاكم في ليبيا.
واضاف
ان محكمة ليبية هي التي ستقرر ما اذا كانت ستصدر عقوبة الاعدام على
القذافي، غير انه اضاف 'ستكون المحكمة عادلة ونزيهة وستفي بالمعايير
الدولية'.
واكد القماطي ان المجلس الوطني الانتقالي لن يجدد عرضه للقذافي بالبقاء في ليبيا شرط ان يتخلى عن القتال.
واضاف 'انقضى وقت ذلك. لقد عرض عليه المجلس ذلك قبل اشهر، قبل نحو ثلاثة او اربعة اشهر، وقد رفض العرض'.
وتابع 'كما سيكون من الصعب جدا الان على القذافي او ابنائه ان يجدوا ملاذا لهم او بلدا يستقبلهم'.
جاء
ذلك فيما أكد رئيس الوزراء الجزائري احمد اويحيى الاحد ان افراد عائلة
القذافي الموجودين في الجزائر هم تحت مسؤولية الجزائريين وان استقبالهم
حالة انسانية من بين حالات انسانية اخرى عالجتها الجزائر.
وقال احمد
اويحيى في تصريح على هامش افتتاح دورة البرلمان 'افراد عائلة القذافي
الموجودون في الجزائر هم تحت مسؤولية الجزائريين'، كما افاد موقع الاذاعة
الجزائرية.
وتابع 'حتى الليبيين أنفسهم أكدوا ذلك وطلبوا منا ان نعتبرهم جزائريين'.
واضاف اويحيى 'الجزائر لها تاريخ وتقاليد وحضارة، وليبيا الشقيقة شعب عريق وشعب جار نشاركه ماضيا مجيدا ومستقبلا امجد'.
وتابع 'هناك حالات إنسانية اخرى عالجتها الجزائر في السابق'.
وكانت الجزائر اكدت الثلاثاء الماضي انها استقبلت ثلاثة من اولاد العقيد معمر القذافي وزوجته 'لاسباب محض انسانية'.
وقد
دخلت عائشة وشقيقاها هنيبال ومحمد، وصفية الزوجة الثانية لمعمر القذافي
الى الجزائر صباح الاثنين الماضي كما اعلنت وزارة الخارجية الجزائرية.
وتساءل
رئيس الوزراء الجزائري عن 'السبب من وراء إثارة كل هذه الضجة عندما يتعلق
الامر بالجزائر بينما سبق ان لجأ مسؤولون الى بلدان أخرى' ولم تثر هذه
الضجة الإعلامية.
وذكر في هذا الصدد بان 'أفرادا من عائلة الرئيس
العراقي الراحل صدام حسين لجأوا الى دولة اخرى ولم تثر بشأنهم اي ضجة، كما
لم يحدث خلال لجوء الرئيس التونسي (شخصيا) وعائلته مثل هذه الزوبعة'.
ولجأ الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وعائلته في اعقاب الثورة التونسية الى السعودية.
الى
ذلك قالت منظمة 'هيومن رايتس ووتش' المعنية بحقوق الانسان إن وثائق عثر
عليها في مكتب رئيس المخابرات الليبي السابق في طرابلس تشير إلى ان
المخابرات الأمريكية والبريطانية ساعدت الزعيم الليبي المخلوع على اضطهاد
المعارضين الليبيين.
وعثرت المنظمة على الوثائق في مكاتب رئيس المخابرات الليبية السابق ووزير الخارجية موسى كوسا.
وقالت
المنظمة انها عثرت على مئات الرسائل المتبادلة بين المخابرات المركزية
الأمريكية 'سي.آي.ايه' والمخابرات البريطانية 'إم آي 6' وبين كوسا الذي
يعيش حاليا في المنفى في لندن