|
الملك محمد السادس يستعد للإدلاء بصوته في الرباط أمس (أ ب) |
|
|
|
|
|
بدأ
المغاربة أمس، الإدلاء بأصواتهم في استفتاء على التعديلات الدستورية التي
عرضها الملك محمد السادس لكي يتقي عاصفة التغيير التي تجتاح العالم
العربي. وفيما تشير التوقعات إلى أن النتائج ستكون لمصلحة الـ»نعم»، فإن
نسبة المشاركة في التصويت، التي بلغت نحو 70 في المئة، شكلت النكسة
الحقيقية لقوى المعارضة، لا سيما حركة «20 فبراير»، التي دعت إلى مقاطعة
الاستفتاء، بعدما جرى تسويقه كشكل من أشكال «تجديد البيعة» للملك، لا
دعماً لـ»الدستور الممنوح» الذي ترى فيه الحركة، استمرارية لنهج «القرون
الوسطى».
وتم إعداد 40 ألف مكتب للتصويت في كامل أنحاء المملكة المغربية،
و520 مكتبا في الخارج في الممثليات الدبلوماسية المغربية لتمكين المهاجرين
المغاربة من الإدلاء بأصواتهم حتى يوم غد الاحد.
وأعلنت وزارة الداخلية أن نحو 13 مليونا سجلوا أسماءهم في الجداول
الانتخابية، وهو ما يقل بنحو ستة ملايين عن 19,4 مليون مغربي فوق سن 19
سنة، حسب ما يشير تعداد أجري في العام 2009.
وأظهرت الأرقام شبه الرسمية أن نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت 70
في المئة. وكانت نتائج مسح الكتروني أجراه موقع «لكم» الاخباري المستقل
أظهرت أن 52 في المئة من أصل 51 ألفا و200 مشارك سيقاطعون الاستفتاء.
وقال يونس دريوكي (29 عاما)، الذي يعمل بائعاً، وهو في طريقه إلى
الشاطئ «لن أصوت لأنني لم أتمكن من الحصول على بطاقتي الانتخابية ولأكون
أمينا تماما أنا غير مهتم. إذا ما كانوا يقصدون الخير حقا لفعلوها منذ
سنوات».
في المقابل، سارع أئمة المساجد ورجال الأعمال وكبار التجار إلى
الدعوة الواسعة لتأييد التعديلات الدستورية. وقال يوسف وهو حارس مبنى
إداري في الرباط بينما يسحب قميصا دعائيا لحملة التأييد: «كيف لا أصوت
عندما يمنحونني هذا (القميص)؟».
حركة «20 فبراير» المعارضة التي تضم نحو 62 ألف عضو معظمهم من
الشباب، دعت إلى مقاطعة الاستفتاء، وكتبت على صفحتها على «فيسبوك»: «وفقا
للدينامية السياسية والديموقراطية التي اطلقتها حركة 20 فبراير ورغم كل
محاولات السلطة لاضعافنا ندعو الى مقاطعة هذا الاستفتاء لان الدستور الذي
يقترحه يعزز الحكم المطلق ولن يقضي على الفساد».
وقال أحد مسؤولي الكونفدرالية الديموقراطية العمالية المتحالفة مع
الحركة محمد القراري «نريد تحرير البلاد من احتكار الدولة للسياسة
والاقتصاد. نريد مغادرة العصور الوسطى»، فيما قال زمليه عثمان بقا إن
الاستفتاء ينظر إليه شعبيا على أنه «بيعة لأمير المؤمنين» وهو اللقب الذي
يحافظ عليه الملك في التعديلات الجديدة، موضحا «يريدون أن يتحول التصويت
إلى اقتراع حول الوحدة والملكية». اما أحد منسقي «20 فبراير» نجيب شوقي
فيقول «نرفض ما قدم. لا يزال يبقي على لاعب واحد في الملعب».
حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي دعا إلى تأييد التعديلات، اعتبر
من جهته أن تطبيق الاصلاحات سيطلق صراعا جديدا وقال المسؤول الكبير في
الحزب سعد الدين العثماني «نقول نعم للدستور، لكن إلام ستؤول الأمور في
الممارسة، هذا صراع آخر».