حسام فتحي |
29-06-2011 01:49 .. «الرئيس السابق حسني مبارك هو أول من أيد ثورة 25 يناير، والدليل على ذلك انه استجاب لمطلب الشعب بأن يرحل عن الحكم».
ما
سبق ليس «نكتة بايخة» أبدا، ولا دعابة سمجة على الإطلاق، ولا محاولة ساذجة
للتأثير في مشاعر الناس لا سمح الله، كما انها لم تكن – والعياذ بالله –
عبارة يهدف بها التأثير في القضاء مطلقا.
هذه العبارة السلسة..
المعبرة.. المباشرة جاءت على لسان المحامي اللامع.. الأريب.. الوفي..
الفطن.. الذكي.. اللماح.. فريد الديب، الذي لم يقصد ابدا استفزاز ملايين
المصريين عندما ظهر في البرنامج الجديد للصديق العزيز معتز الدمرداش، وهو
يشبك اصابع يديه، تحت ذقنه العريض، ويرفع حاجب الدهشة الأيمن، ثم يمطر
الديب زميلنا معتز بثلاث كلمات تأكيدية ردا على سؤال معتز الاستنكاري: هل
فعلا مبارك هو أول من أيد الثورة؟!.. فرد الاستاذ الأريب: «أُمَّال..
أُمَّال» مؤكدا كلامه بايماءات برأسه تؤكد صدق كلامه.
واستدل الديب
على قوله ان مبارك هو المؤيد الأول لثورة 25 يناير بجزء من خطاب الرئيس
المخلوع والذي قال فيه «لقد تابعت أولاً بأول وكانت تعليماتي مشددة على
اتاحة الفرصة للتعبير عن آرائهم، والنظر في مطالبهم».
ولم يقل لنا
المحامي الأريب فريد الديب، لماذا لم يأمر «عميله» المخلوع بعدم اطلاق
الرصاص المطاطي والحي على شباب الثورة، طالما ان المخلوع كان يتابع الأمر
«أولا بأول»، فهل معنى ذلك ان اعداد الشهداء كانت تصله ايضا ضمن هذا
الـ«أول.. بأول»؟!
ولم يشرح لنا المحامي الأريب فريد الديب هل كان
الهدف من التعليمات المشددة لعميله المخلوع حسني مبارك ان «تتاح الفرصة»
للشباب ان يظهروا حتى يتمكن زبانية وزير داخليته حبيب العادلي من دهسهم
بالسيارات في الشوارع المحيطة بالميدان؟
ولم يوضح لنا المحامي
الأريب فريد الديب هل طلب عميله المخلوع من وزير داخليته، وقوات أمنه ان
«ينظروا» في مطالب الشباب عن طريق العدسات المقربة لبنادق القنص التي
استخدمها زبانية حبيب العادلي في «اقتناص» رؤوس الشباب، حتى يريحوهم من
عناء التفكير في مستقبل مصر؟
وأخيرا.. وبصراحة لم أفهم تفسير
المحامي الأريب لمعركة «الجمل»، وقوله: إنها «فصل» اتعمل في الرئيس السابق
بعد تأثير الخطاب الثاني، و«فصل» بالتعبير العامي المصري يعني «مقلب» أو
«خدعة» أو «مَغْرَز».. ورغم كل هذه التفسيرات للكلمة لم أفهم؟ هل «الثوار»
تخفوا في زي راكبي الخيل والبغال وهاجموا أنفسهم حتى تتراجع شعبية مبارك
الطاغية مثلا؟
أم أحد رجال الأعمال كان «عايز يِضَحَّكْ» مع (أبوعلاء) فعمل فيه هذا «الفصل» البارد؟
..
ولأنني لست محاميا أريبا، ولا ضليعا في دروب القوانين ومتاهاتها، طرأ على
خيالي المحدود سؤال ساذج هل استضافة محامي الرئيس المخلوع، المنظورة قضيته
امام المحاكم يعد محاولة للتأثير في القضاء؟ أو نوعاً من الضغط على الرأي
العام؟
ربما تكون الإجابة عند صديقي العزيز معتز الدمرداش الذي
أنتهز الفرصة لأهنئه على نجاح برنامجه الجديد الذي يظهر فيه وحده ولا
تشاركه فيه أي «فلة» من الفلول