الجيش السوري يمنع الجنازات ويوسع عملياته قرب حدود لبنان
'صنداي تايمز': مسلحون بالرشاشات يندسون بين المتظاهرين
2011-06-26
دمشق ـ نيقوسيا ـ وكالات لندن ـ 'القدس العربي': وسع
الجيش السوري الاحد نطاق عملياته العسكرية في بلدة القصير القريبة من
لبنان ما دفع مئات الاشخاص للجوء الى الجانب الاخر من الحدود، وسمع اطلاق
نار ليل السبت الاحد في بلدة القصير قرب حمص في وسط سورية غداة مقتل
مدنيين برصاص قوات الامن في هذه البلدة الواقعة على مسافة 15 كلم من
الحدود اللبنانية.
وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق
الانسان، الذي يتخذ مقرا له في لندن، 'سمع اطلاق نار ليلا في مدينة
القصير'. وتابع نقلا عن شهود '(السبت) هرب مئات من سكان القصير الى
لبنان'.
وكان المرصد افاد السبت بمقتل مدنيين في القصير برصاص قوات
الامن السورية التي عززت وجودها في البلدة منذ الجمعة، مشيرا الى اعتقال
عدد من الاشخاص.
وقال عبد الرحمن انه 'سمع كذلك اطلاق نار خلال الليل في احياء عدة من حمص' التي دخلها الجيش منذ عدة ايام.
في
منطقة عكار في شمال لبنان، افاد مختار بلدة الكنيسة علي حمود وكالة فرانس
برس بان 'بين 350 الى 400 شخص دخلوا الكنيسة الحدودية قادمين من سورية،
وانتشروا في عدد من منازلها وفي بلدة مجاورة'. واوضح ان غالبية القادمين
هم من اللبنانيين المقيمين في بلدتي الهيت والدويك السوريتين الحدوديتين'.
وقال الشيخ مصطفى حمود، امام مسجد من اصل سوري، ان عائلتي 'مقسومة بين
لبنان وسورية. اشقائي المقيمون في سورية موجودون عندي في المنزل موقتا،
لكنهم يريدون العودة'.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات
الأمن السورية قتلت بالرصاص خمسة مدنيين خلال جنازات تحولت إلى احتجاجات
ضد الرئيس السوري بشار الأسد. واضافت تلك الجماعة الحقوقية ان اخرين قتلوا
خلال مداهمات لمنازل في مناطق الاحتجاج.
وقتل محتجان في كسوة التي تبعد
15 كيلومترا جنوب دمشق خلال جنازات لعدد من المحتجين الذين قتلوا الجمعة.
وقتل ثلاثة مدنيين آخرين خلال اعتقالات جرت في مداهمات من منزل إلى منزل
في منطقة برزة في دمشق وفي بلدة القصير غرب مدينة حمص على مقربة من حدود
لبنان.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان لرويترز
إن هذه المناطق تشهد احتجاجات متصاعدة، وإن النظام يستخدم القوة لمنعها من
الانتشار.
وقال شهود ان 220 شخصا على الاقل اعتقلوا في مداهمات لمنازل
في برزة عقب احتجاجات امس الجمعة في اطار حملة امنية متصاعدة تركز على
المناطق القريبة من العاصمة.
وقال ناشطون إن قوات الأمن السورية منعت
السبت عائلات الأشخاص الذين لقوا حتفهم خلال الاحتجاجات الدائرة من تشييع
جنازات اقاربهم في بلدة الكسوة بدمشق.
وأجبر المشيعون على دفن
الجثامين من دون جنازات ومعظم هؤلاء كانوا قد خرجوا في احتجاجات معارضة
للحكومة خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقتل ما لا يقل عن 16 شخصا الجمعة
اثر قيام قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
وتم نشر 18
دبابة في أنحاء الكسوة، بينما قامت قوات الأمن بحملة مداهمات في البلدة
وفق ما قال ناشطون كانوا يتابعون الاحتجاجات ويعدون قوائم بأسماء القتلى.
من
جهة اخرى نشرت صحيفة 'صنداي تايمز' البريطانية امس الاحد على صفحتها
الأولى تحقيقا مصورا لمراسلتها في العاصمة السورية دمشق، هالة جابر،
بعنوان 'المسلحون الإسلاميون يدخلون في معركة مواجهة مع النظام السوري'،
الذي تتحدث فيه عن سلسلة من الهجمات التي شنها متطرفون على القوات الأمنية
في سورية.
وحذرت الصحيفة من مخاوف من اندلاع حركة إسلامية مسلحة ضد
الرئيس السوري بشار الأسد، الذي دأبت غالبية وسائل الإعلام العربية
والعالمية على اتهامه بممارسة العنف لقمع مظاهرات الاحتجاج ضد نظامه.
وقالت
الصحيفة 'لقد أطلق مسلحون مدججون بالسلاح النار في أربع بلدات على الأقل
انتقاما لمقتل المتظاهرين السلميين على أيدي القوات الأمنية التابعة
للأسد'.
ويذكر التقرير أن 'أربعة رجال شرطة قتلوا في هجوم واحد شنه
مسلحون على ثكناتهم في بلدة معرة النعمان الواقعة شمال غرب البلاد،
مستخدمين فيه الرشاشات ومنصات إطلاق الصواريخ'.
وتضيف الصحيفة أن
الانعطافة الجديدة في تطورات الأحداث في سورية جاءت بعد مضي ثلاثة أشهر من
'القمع العنيف للمتظاهرين الذين يطالبون بمزيد من الحريات والديمقراطية'.
بداية
تروي مراسلة 'صنداي تايمز' كيف أن المتظاهرين بدأوا بالاحتشاد في الميدان
الرئيسي في معرة النعمان، واستمر الأمر على ذلك النحو حتى بلغ عدد
المشاركين في الحشد حوالي خمسة آلاف متظاهر، 'إلاَّ أن رجالا يحملون معهم
مسدَّسات انضموا إلى المتظاهرين'.
وتضيف: 'في البداية كان وجوه العشائر
هم من يقودون المظاهرة ظانين أن أولئك الرجال إنَّما جاؤوا ببساطة مستعدين
للدفاع عن أنفسهم في حال حدث إطلاق نار'.
وتردف المراسلة قائلة: 'لقد
رأوا المزيد من الأسلحة: بنادق ومنصَّات إطلاق صواريخ يشغِّلها رجال بلحى
كثيفة ويستقلون سياراتهم، وقد حملوا الأسلحة على متن عربات نقل خفيفة (بيك
أب) لا تحمل لوحات تسجيل عندئذ علموا (أي وجوه العشائر) أن المشاكل باتت
تنتظرهم'.
وتلفت الصحيفة أيضا إلى أن 'رجال دين متطرِّفين في السعودية
دعوا إلى الجهاد ضد النظام السوري، فهنالك ثمة إشارات متزايدة على أن
هنالك أسلحة تهرب إلى داخل البلاد من العراق ولبنان وتركيا'.