فراج إسماعيل |
11-06-2011 01:02 دعنا
نعترف صراحة أن هناك شعورا متزايدا بأن الأوضاع قبل 25 يناير أفضل منها
الآن. كان هذا الشعور مختبئا خافتا على اعتبار أن الثورة في بدايتها، لكن
في ظل أوضاع أمنية متفلتة وفوضى في كافة مناحي الحياة والقرار السياسي،
واختزال مشكلة مصر إعلاميا في السلفيين والإخوان، والدستور أولا أم
الانتخابات أولا، يحس كثيرون أنه لم تعد هناك دولة.
من المهم التعامل جديا مع هذا الشعور وعدم تجاهله لأن القياس عليه
مهم في التعامل مع الفترة الانتقالية بتمديدها أو بالانتهاء منها في
الموعد المتفق عليه، أي اجراء انتخابات برلمانية في سبتمبر القادم
والرئاسية في أكتوبر.
الانفلات الأمني السبب الرئيسي في المقارنة الواقعة حاليا بين ما قبل
25 يناير وما بعدها. وهذا الانفلات هو نفسه الذي بدأ معارضو "الانتخابات
أولا" يستندون عليه في مساعيهم لتأجيلها واطالة الفترة الانتقالية.
على سبيل المثال لجأ عمرو حمزاوي أمس في "الشروق" إلى تفسير جديد
لاجراء الانتخابات في سبتمبر حسب الاعلان الدستوري ليثبت أن ما يطالب به
ليس التفافا على استفتاء الأغلبية لصالح التعديلات الدستورية، فبداية
الانتخابات معناها عنده فتح أبواب الترشيح والطعون والحملات وهذه تستمر
نحو 4 شهور لتجري فعليا في 2012 بعد استقرار الحالة الأمنية.
طبعا هو فهم خاص بحمزاوي وحده دون غيره، ولا يمكن أن ينطلي على
الأغلبية التي يجب على الجميع احترام كلمتها إذا كنا ساعين حقا إلى
الديمقراطية.
ما يحدث الآن من مقارنة من الممكن أن تتطور خلال الشهور التي يقترحها
البعض للتأجيل إلى يقين بأن الثورة لم تكن في صالح البلاد والعباد.
مصر في حاجة سريعا إلى الحكم المدني المنتخب والذي تسانده مؤسسات منتخبة، تتخذ قراراها اعتمادا على شرعيتها الشعبية.
كثيرون على ثقة بأن الحكومة الحالية غير مؤهلة. تتصف بالضعف الشديد
الذي أدى إلى الانفلات والفوضى، وفي المقابل يستغل معارضو التعديلات
الدستورية الأوضاع الأمنية الراهنة للتخويف من الانتخابات، كأن يقول
المخرج خالد يوسف مثلا إنه يتخوف من "ميليشيات" توجه دفتها ويشفق على
القوات المسلحة من ذلك!
هل تتحمل مصر شهورا أخرى تستمر فيها السيولة الحالية في القرارات،
والغياب الكامل لدورها الخارجي في ظل انكفائها على مشاغلها الداخلية
وخضوعها للضغوط التي أدت إلى التراجع عن بعض سياساتها الجديدة، والذعر
الذي ينتاب المجتمع عندما يجد نفسه تحت سيطرة البلطجية الذين يحاولون
اغتصاب بناتهم جهارا نهارا كما حدث في البحيرة أمس.