شاهد: مقتل 30 عنصرا من الجيش السوري رفضوا اطلاق النار على أهالي جسر الشغور
مقتل 28 متظاهرا في سورية وانباء عن انشقاق جنود
اردوغان يتهم النظام بارتكاب 'فظاعات' ويصف ماهر الاسد بالوحشية
2011-06-10
دمشق ـ عمان ـ انقرة ـ 'القدس العربي' ـ وكالات:
قتلت قوات الامن السورية الجمعة 28 مدنيا على الاقل باطلاقها النار على
المتظاهرين الذين نزلوا بعشرات الالاف الى الشوارع على امتداد البلاد، رغم
القمع الذي يمارسه النظام المتهم بارتكاب 'فظاعات'، في حين تحدث لاجئون عن
معارك بالاسلحة بين قوات الجيش وجنود رفضوا تنفيذ اوامر باطلاق النار على
محتجين، وتحدث شهود عيان عن اغتيال 30 عنصرا من الجيش بعد رفضهم اطلاق
النار على المدنيين في بلدة جسر الشغور.
ومن المناطق الكردية في الشمال
الى مدينتي دير الزور والبوكمال في وسط شرق البلاد مرورا بالعاصمة دمشق،
حض الناشطون المؤيدون للديمقراطية الذين دعوا لهذه التظاهرات عبر موقع
فيسبوك، العشائر على الانتفاض في وجه النظام ودعوا الى الدفاع عن مدينة
جسر الشغور التي شهدت مقتل العشرات شمال غرب سورية.
وفر اغلب سكان هذه المدينة البالغ عددهم 50 الفا هربا من القمع، وقد وصل الالاف منهم في الايام الماضية الى تركيا.
وقال
التلفزيون الرسمي السوري إن الجيش دخل بلدة جسر الشغور الحدودية في شمال
غرب البلاد حيث دارت اشتباكات في وقت سابق هذا الاسبوع وبدأت في اعتقال
'مسلحين'.
وفر عشرات الآلاف من المدنيين من البلدة إلى تركيا خوفا من
عمليات انتقامية من قوات الأمن ردا على حوادث قالت الحكومة إنها أسفرت عن
مقتل 120 جنديا هذا الاسبوع. وقال التلفزيون الحكومي إن جماعات 'إرهابية'
مسلحة أحرقت مباني للشرطة وقتلت عددا من افراد الأمن في بلدة معرة النعمان
على بعد نحو 35 كيلومترا. ولم تتضح طبيعة 'الجماعات الإرهابية' المزعومة.
وحاولت الحكومة مرارا تصوير المحتجين المناهضين لها على أنهم مسلحون.
لكن
محتجين ولاجئين في تركيا ونشطاء حقوقيين قالوا إن بعض الجنود في شمال غرب
البلاد رفضوا إطلاق النار على المحتجين ونشب قتال بين القوات والجنود
الرافضين لإطلاق النار هذا الاسبوع.
وقال متظاهر عبر الهاتف 'كانت هناك
احتجاجات سلمية اليوم (امس) في معرة النعمان تطالب بالحرية وسقوط النظام.
تركتنا قوات الأمن نحتج لكنها فتحت النار لتفريقنا عندما رأت أن حجم
المظاهرة يزداد'. واضاف 'اثناء الاحتجاج رفض ضابطان وثلاثة جنود إطلاق
النار فحملناهم على أكتافنا. بعد ذلك فوجئنا بطائرات هليكوبتر تطلق النار
علينا'.
وتحدث رجل يبلغ من العمر 40 عاما فر من جسر الشغور عبر الحدود
إلى تركيا مصابا برصاصة في الفخذ عن عصيان بعض الجنود للأوامر. وقال 'بعض
قوات الأمن انشقت ورفض البعض في الجيش أوامر رؤسائهم. إنهم يطلقون النار
على بعضهم'. وذكر شاهد عيان من سكان جسر الشغور إن عناصر من الجيش السوري
رفضت اطلاق النار على المدنيين في المدينة وكان الجزاء القتل.
وأضاف
شاهد العيان، الذي تعرض لاصابة ويتلقى العلاج بمستشفى في تركيا، 'وبعد
نشوب خلافات مع القيادة وصلت طائرات عمودية واطلقت النيران باتجاه العناصر
الامنية بشكل عشوائي، حيث قتلت حوالي 30 منهم وأصابت كثيرا وتم بعد ذلك
خطف المصابين ولم نعرف اين هم وقام الاهالي ايضا بتهريب بعض المصابين من
قوات الامن الرافضين للاوامر'.
وادلى اللاجئون - الجرحى في كثير من
الاحيان - بشهادات صاعقة عن الوسائل التي يقولون ان قوات الامن تستخدمها
لقمع المتظاهرين وتشمل القصف بالمروحيات واطلاق النار على مواكب مشيعين او
على مسعفين.
ونشر نشطاء حقوقيون تسجيلا مصورا على موقع يوتيوب لشخص
قال انه ضابط كبير في الجيش يدعى حسين عرموش يقول إنه انشق مع عدد من
الجنود للانضمام إلى صفوف الجماهير المطالبة بالحرية والديمقراطية. وقال
في التسجيل الذي لم يتسن التحقق من صحته على الفور إنهم أقسموا في القوات
المسلحة على توجيه نيرانهم نحو العدو وليس إلى الشعب السوري الأعزل.
وقالت
وكالة انباء الأناضول التركية الرسمية إن 57 سوريا من جسر الشغور يتلقون
العلاج في المستشفى في تركيا. وقال سوري يدعى أحمد عبد اللطيف (27 عاما)
ويرقد مشلولا ومصابا بثلاث رصاصات إن عملاء للمخابرات العسكرية السورية
أطلقوا النار من فوق سطوح مبان عليه وعلى أناس عزل آخرين تجمعوا في حديقة
عامة بعد تشييع جثمان محتج.
وقال آخر يدعى أبو عطا أصيب بالرصاص في
الظهر إنه كان ضمن عمال الهلال الأحمر بملابسهم البرتقالية المميزة حين
وصلوا لمساعدة مشيعين في عزاء آخر هذا الاسبوع وعندها تعرض لإطلاق النار
من فوق سطوح مبان. وقال 'كان ضربا بقصد القتل'.
وتمنع سورية معظم وسائل
الاعلام المستقلة من العمل في البلاد مما صعب مهمة التحقق من التقارير
المتباينة عن اعمال العنف واراقة الدماء.
وقالت صحيفة تركية الجمعة إن تركيا تفكر في إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سورية إذا فر مئات الآلاف من العنف هناك.
ودفعت
هذه الممارسات برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي غالبا ما يصف
نفسه بانه 'صديق' للرئيس السوري، الى الخروج عن تحفظه التقليدي متهما
النظام السوري بارتكاب 'فظاعة' عبر قتل نساء. واعتبر بشكل عام ان قمع
التظاهرات في سورية 'غير مقبول'.
وقال اردوغان في مقابلة تلفزيونية
'لا يمكننا حقا غلق الابواب امام من يفرون للنجاة بحياتهم ويهربون الى
تركيا. يجب ان نرحب بهم لكن الى اي مدى سيستمر هذا الامر؟ هذه مسألة أخرى'.
وقال 'تحدثت مع الاسد قبل اربعة او خمسة ايام لكنهم (السوريين) يقللون من اهمية الوضع (...) وللاسف لا يتصرفون بشكل انساني'.
واضاف ان دمشق تتعامل مع القضية 'باستخفاف شديد' وانه لا يمكن لتركيا الدفاع عن رد سورية 'غير الانساني' على الاحتجاجات.
وقال
'للاسف قلت بشكل واضح جدا ان اخاه يتصرف بطريقة غير انسانية وانه يمارس
الوحشية في الوقت الراهن... ماهر. واعتقد انهم يستعرضون فوق (جثث) النساء
الذين قتلوهن للتو. ذلك يعطي انطباعا كريها. هذه الصور تتعذر استساغتها'.
وفر
نحو ثلاثة الاف سوري الى جنوب تركيا خوفا من هجوم الجيش الذي بدأ بالفعل
عملية عسكرية في بلدة جسر الشغور قرب الحدود مع تركيا، بحسب ما ذكره
التلفزيون السوري الجمعة. كما حذر الرئيس التركي عبد الله غول نظام حكم
الرئيس السوري بشار الأسد من التمادي في استخدام العنف ضد المحتجين.
ونقلت
وكالة أنباء الأناضول التركية الجمعة عن غول قوله في مدينة اسطنبول
التركية'إن تركيا تنظر إلى السوريين على أنهم جيران وإخوة يرتبطون مع
تركيا بروابط أسرية.
وأضاف غول 'نتابع الوضع في سورية يوميا من خلال وكالات الأنباء بدقة، بل بدقة قصوى'.
وذكر غول أن بلاده متأهبة لأسوأ السيناريوهات من الناحية المدنية والعسكرية.
وقال غول 'لا نرغب بطبيعة الحال أن تحدث هذه السيناريوهات السيئة، لكن الأمور لا تتطور في الاتجاه الصحيح'.
من
جانب اخر، دان وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس الجمعة 'المجازر ضد
الابرياء' التي يرتكبها النظام السوري معتبرا ان 'شرعية' الرئيس بشار
الاسد اصبحت موضع تساؤل.
لكن في مجلس الامن الدولي في نيويورك،
انقسمت الاراء على امكانية التصويت على قرار يدين القمع في سورية تقدمت به
دول اوروبية بدعم من الولايات المتحدة.
ولا تزال روسيا تعارض مشروع
القرار معتبرة انه قد يفاقم الوضع. الا ان ممثلا خاصا لروسيا اعلن انه
سيستقبل بعثة من المعارضة السورية في موسكو.
وفي جنيف، دعا رئيس
اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلينبرغر الجمعة دمشق الى اتاحة
'الوصول الفوري' الى المناطق التي تشهد اعمال عنف، معربا عن استعداده
للتوجه شخصيا الى سورية للقاء السلطات هناك.